0
الخميس 5 أيلول 2013 ساعة 17:33

هل الدعم الايراني للأسد يعيق المفاوضات الايرانية الغربية؟

هل الدعم الايراني للأسد يعيق المفاوضات الايرانية الغربية؟
هل الدعم الايراني للأسد يعيق المفاوضات الايرانية الغربية؟
والجدير بالذّكر انّ الرئيس الايراني الجديد الشيخ حسن روحاني اعلن بعد تنصيبه انّه سيعتمد سياسة خارجية جديدة آملاً أن تساعد هذه السياسة بلاده بتخفيف العقوبات عليها والحصول على الاعتراف الغربي بحقها في برنامجها النّووي. وكذلك كان للدّول الغربية حصّتها بالتفاؤل بالتفاوض مع ايران بالشأن النووي. 

وفي الوقت الذي لا تريد فيه الحكومة الإيرانية الجديدة مواجهات مباشرة مع الغرب حول سوريا، حيث قال الرئيس حسن روحاني "ان شعوب العالم، وبشكل خاص شعوب الشرق الأوسط، ليست على استعداد لحرب جديدة "، إلاّ أنّ ايران قد تجبر على الدّخول في صراع إذا استمرّ الغرب بالضغط على سوريا للتدخّل العسكري لتغيير نظامها، وهذا ما قاله استاذ العلوم السياسية بجامعة طهران الدكتور صادق زيباكلام اليوم الخميس.

وأفاد ان ايران ستتدخل بشكل مباشر فى سوريا عندما تجد ان القوى العالمية والاقليمية مثل الولايات المتحدة وبريطانيا والسعودية على استعداد للهجوم على بشار الاسد، قائلاً "في مثل هذا السيناريو، ستفعل ايران ما تراه للحفاظ على الاسد في السلطة".

وفي ضوء هجوم محتمل من الغرب، حذر مسؤولون ايرانيون من ازمة اقليمية لا يمكن ان تقف فيها الجمهورية الاسلامية موقف المتفرج.

وفي تعليقه الأخير على سوريا، حذر المرشد الأعلى الايراني اية الله علي خامنئي من توابع "كارثية" لهجوم امريكي محتمل على سوريا، قائلا ان التدخل العسكري "كارثي" للمنطقة.

وأوضح ان منطقة الشرق الأوسط تشبه "برميل بارود"، والمستقبل غير مضمون اذا حدث شيء.

ويحذر الايرانيون الغرب: "لا تعتقدون انكم اذا هاجمتم سوريا، فسيظل الامر مقصورا على سوريا. سينتشر الخطر مثل النيران ولن يمكن السيطرة عليه. سينتشر الخطر فى مناطق أخرى أيضا."

وستنظر إيران إلى "القواعد العسكرية الأمريكية في أي مكان في المنطقة على أنها هدف مشروع"، حسب ما قال.

وبالاضافة الى التدخل غير المباشر فى الأزمة السورية بأعمال تستهدف المصالح الغربية فى الشرق الاوسط، من الممكن ان تواجه ايران الغرب فى معركة أيضا. "واذا تعلق الأمر بقضية بقاء الاسد، من الممكن أن ترسل إيران قوات للإبقاء عليه فى السلطة. وهذا سيعني مواجهة مباشرة بين ايران والغرب"، وفقا لما ذكر.

وقال زيباكلام ان ايران ستعرض الدعم بالطبع، كما فعلت من قبل، للحكومة السورية حيث ان الدولة العربية "حليف استراتيجي" لايران فى المنطقة.

وفى وقت سابق فى أغسطس، أكد روحاني على ولاء إيران للعلاقات الودية مع سوريا، قائلا إنه لا شيء سيغير التحالف الوثيق بين البلدين ولن تستطيع أية قوة أن تهز العلاقات الاستراتيجية بين البلدين.

ترجع علاقات ايران الوثيقة مع سوريا الى الثورة الاسلامية في ايران فى 1979 واستمرت قوية منذ ذلك الوقت. وخلال الحرب الايرانية- العراقية (1980-1988)، كانت سوريا الدولة العربية الوحيدة التي قدمت لإيران الدعم السياسي والمعنوى والعسكري.

وبالاضافة الى العلاقات التاريخية، تعتمد ايران بقوة على سوريا في تنفيذ استراتيجياتها فى المنطقة.

وتعدّ سوريا ممرا لوجيستيا رئيسيا تزود إيران عن طريقه الدعم للقوى المناهضة للولايات المتحدة والغرب في المنطقة، مثل حزب الله وحماس والجماعات الفلسطينية الأخرى، وفقا لما قال، مضيفا "اذا لم يعد هناك النظام السوري، فسيعني ذلك انهيار السياسات الاستراتيجية الايرانية فى الشرق الأوسط."

وفي اطار السياسة الاقليمية الاستراتيجية الايرانية لاحتواء اسرائيل، وصف مسؤولون ايرانيون بارزون سوريا بأنها "جبهة مقاومة" للوقوف امام الضغوط الاسرائيلية.

ومشيرا الى الهجوم السوري على مركز بحوث سوري فى وقت سابق من العام، قال قائد الحرس الثوري الايراني الميجور جنرال محمد-علي جعفري "يمكن التعامل مع النظام الصهيوني (الاسرائيلي) فقط من خلال المقاومة والانتقام"، حاثا سوريا على مقاومة الضغوط الاسرائيلية.

وفي الحديث عن تأثير دعم إيران لدمشق على المفاوضات النووية، إلّا أن هذا الدّعم في هذه المرحلة الحرجة والتدخل الممكن للحكومة الإيرانية الجديدة في الصراع في سوريا سيؤدي الى بعض التوابع التي لا تصب في صالح ايران.

وعقب الانتخابات الرئاسية الايرانية في 14 يوليو التي فاز فيها روحاني، اعرب الايرانيون عن أملهم في امكانية تخفيف الصعوبات في حياتهم من خلال تخفيف العقوبات الغربية بتحقيق تقدم في القضية النووية الايرانية.

وتعهد روحاني بكسر الجمود فى المحادثات النووية فى مفاوضات "جادة" مع مجموعة 5+1 (الدول الاعضاء الدائمة فى مجلس الأمن زائد المانيا). ولكنه وقع في مأزق حيث ان مصير ايران المرتبط بسوريا يمنعه من اتخاذ موقف اقل حدة لاصلاح العلاقات مع الغرب.

وعن تأثير التدخل العسكري الغربي المحتمل فى سوريا على فرص المفاوضات النووية، قال زيباكلام "ستضر بالطبع بامكانية تحقيق تقدم في محادثات 5+1."

وكانت ايران ومجموعة 5+1 قد اظهرتا الاستعداد لاستئناف وشيك للمحادثات النووية التى لم تحقق اية نتائج خلال السنوات الماضية. وعقدت الجولة الاخيرة من المفاوضات فى الماتي فى قازاقستان فى 6 ابريل ولم يتم تحقيق نتائج عملية.

وقالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أمس الاربعاء انه تم تحديد الجولة الجديدة من المحادثات بين ايران والوكالة الأممية النووية فى 27 سبتمبر أملا فى ان يتم التوصل الى بعض التقدم فى ظل الادارة الايرانية الجديدة. 

وفي الختام، هل سيحول موقف ايران الداعم لسوريا دون استمرار المفاوضات مع السداسية الدولية بشأن الملفّ النّووي الايراني، وهل سيعيق دعم ايران لكل قضية انسانية السياسة التي وعد روحاني باعتمادها في سياسة حكومته الخارجية؟
 
/ انتهى التحليل /
رقم : 298991
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي

البريد الإلكتروني
تعليقك

أهم الأخبار
إخترنا لکم