0
الأربعاء 16 نيسان 2014 ساعة 13:35
بقلم: ماجد حاتمي

الظالمون والظلاميون وسرّ الخوف من كاميرا المنار

الظالمون والظلاميون وسرّ الخوف من كاميرا المنار
الظالمون والظلاميون وسرّ الخوف من كاميرا المنار
لما كانت "الكلمة" و"القراءة" من اهم اسلحة العلم ، جعلهما الله فاتحتين لكتابين عظيمين من كتب السماء ، الانجيل والقران ، وهما اول كلمتين خاطب الله بهما البشر ، فاول ايات الانجيل: "في البدء كانت الكلمة" ، واول ايات القران: "اقرا باسم ربك الذي خلق" ، وهذا الافتتاح لرسالتين سماويتين ، جاء ليؤكد ان الظلام لن يقهر الا بالنور ، والجهل لن يقهر الا بالعلم.

لهذا السبب بالذات ناصب الظالمون والظلاميون العلم والنور ، على مدى الدهور والازمان ، العداء ، لانهما يكشفان زيف الجهل وعبثية الظلام ، فكان صراعا ازليا بدأ على الارض مع خلق الانسان وامتد حتى يومنا هذا ، واذا كان الانبياء ، منارات النور ، قد رحلوا عن دنيانا ، الا ان رسالاتهم باقية ما بقي الدهر ، ويمكن للسائرين على دربهم ونهجهم ان يحاربوا ، كما حارب الانبياء ، الجهل والظلام ، عبر استخدام كل عناصر العلم للكشف عن حقيقة الظالمين والظلاميين ،ومن بين هؤلاء السائرين على درب الصالحين ، كالمفكرين والعلماء والمثقفين ، كان للاعلاميين دورا هاما في تسليط الضوء على مناطق الظلام وكشف ابعادها والمعشعشين فيها كالخفافيش ، لهذا ناصب الظالمون والظلاميون العداء للصحفيين والاعلاميين ، وتتبعوهم تحت كل حجر ومدر..

قليلة جدا هي الفضائيات ووسائل الاعلام التي شارك الظالمون والظلاميون في معاداتها ، فهناك الكثير من الفضائيات التي تعمل لصالح الظلاميين لا يعاديها الظالمون والعكس صحيح ، ومن بين الفضائيات التي اتفق الظالمون والظلاميون على معاداتها وقدمت عددا كبيرا من كوادرها قرابين على درب تنوير الانسان وعتقه من ظلام الجهل ومن الظالمين ، الفضائية اللبنانية "المنار" ، التابعة للمقاومة الاسلامية في لبنان ، فهذه الفضائية استهدفت وبشكل لا مثيل له في العالم من قبل الظالمين ، الذين يجسدهم الصهاينة اليوم تجسيدا كاملا، حيث القيت مئات الصواريخ والقنابل على ابنية هذه الفضائية في لبنان على مدى عقود من الصراع مع المحتل الصهيوني ، في محاولة لاسكات هذا الصوت المقاوم ، كما تمت محاربة هذه الفضائية حتى من الغرب وامريكا بشتى الوسائل ، لانها ببساطة كاميرا ارخت وتؤرخ للحظات الانتصار والعزة والكبرياء لابطال المقاومة الاسلامية ، وتؤرخ ايضا للحظات الهزيمة والانكسار والخيبة للجيش الذي كان لايقهر قبل ان يُذل تحت اقدام ابطال حزب الله في جنوب لبنان ، هذه اللحظات التي رصدتها كاميرا المنار هي لحظات الحقيقة التي لاتريد اسرائيل الظالمة ان يراها الاخرون ، فكانت المنار واعلاميوها هدفا لالة الموت الصهيونية.

المنار ، وقعت ايضا بسبب دورها التنويري ، في عصر الظلام والجهل المخيم على فضائنا ، هدفا للظلاميين ،الذين جعلوا من استهداف هذه الفضائية هدفا استراتيجيا لهم ، لانها القت بحزم ضوئية قوية على حقيقتهم واخرجتهم من مخابئهم ، فاذا هم مصاصو دماء واكلة لحوم بشر وجبناء ويرفعون زورا راية الاسلام ، فارسلوا السيارات المفخخة وانتحارييهم الى الضاحية الجنوبية لاسكات هذا الصوت والتعتيم على هذه الصورة الحقيقة ، وعندما عجزوا ارتكبوا جريمتهم الجبانه يوم الاثنين 14 نيسان ابريل ، عندما كمنوا بالعشرات وهم يحملون مختلف الاسلحة وغدروا ، بالفريق الاعلامي للمنار ، الذي كان في طريقه الى بلدة معلولا بعد ان حررها الجيش السوري ، واطلقوا على السيارة التي كانت تحمل فريق المنار مئات الطلقات النارية ، فسقط الاعلامي حمزة الحاج حسن والتقني حليم علوه و المصور محمد منتش شهداء مضرجين بدمائهم.

ما الذي كان يحمله حمزة ورفيقاه من سلاح ارعب الظلاميين الى هذا الحد ؟، انه ليس الا سلاح الحقيقة ، وسلاح التنوير ورصد الواقع كما هو ونقله الى المشاهد دون رتوش ، انها كاميرا المنار المقاومة ، فهذه الكاميرا هي التي كشفت حقيقة الظلاميين كما كشفت حقيقة الظالمين ، لذلك فالشهيد حمزة ورفيقاه هم شهداء الحقيقة والنور والعلم ، شهداء الانسان المقاوم للظلم والظلام وللظالمين والظلاميين ، حمزة ورفيقاه استشهدوا في بلدة معلولا المسيحية التي تتكلم اللغة الارامية لغة سيدنا المسيح (ع) ، فكانوا تجسيدا حيا للاية الانجيلية "في البدء كانت الكلمة" ، كما كانوا تجسيدا لدعوة القران الكريم للانسان ان "اقرا" ، وبهما يمكن ان يكون الانسان نورا يخترق الظلمات التي من حوله ، واكثر هذه الظلمات فتكا الجهل ، لذا سيبقى حمزة ورفيقاه منارا ، كما هي فضائيتهم ، تنير درب الانسان التواق للتحرر من الظلم والظلام ، فالسلام على حمزة ورفيقيه يوم ولدوا ويوم استشهدوا ويوم يبعثون احياء..
رقم : 373492
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي

البريد الإلكتروني
تعليقك

أهم الأخبار
إخترنا لکم