0
الجمعة 18 كانون الثاني 2013 ساعة 02:49

مطامع الولايات المتحدة الأمريكية في الشرق الأوسط

مطامع الولايات المتحدة الأمريكية في الشرق الأوسط
مطامع الولايات المتحدة الأمريكية في الشرق الأوسط
 وقد جاء غزو العراق وليبيا و نهب ثروتهما خير دليل مما يذكرنا بصراع الدول الكبرى والتهافت على هذه الموارد ابتداءا من النصف الثاني من القرن التاسع عشر وطيلة القرن العشرين. فالولايات المتحدة غزت هذه الدول بوصفها المستهلك الرئيسي للنفط والغاز في العالم.
 
ويجب ان تعمل على حرية وصول الامدادات النفطية وراء البحار والا واجه اقتصادها برمته الانهيار. فالحرب الاقتصادية بالنسبة لامريكا تعادل المكانة نفسها للحرب الأيديولوجية أثناء الحرب الباردة. وهي تربط بين دبلوماسيتها الرفيعة وأهدافها الإقتصادية، والسعي وراء الموارد الأساسية أو حمايتها سمة كبرى في تخطيط الأمن القومي. وما احتلال افغانستان الا خير دليل على ذلك ، حيث قدرت النفط في بحر قزوين بما لا يقل عن أربع تروليون دولار أمريكي. وهو بالنسبة لامريكا يستحق الاقتتال عليه. واستغلوا الهيمنة الأمريكية والأحادية القطبية في النظام العالمي الجديد، واستغلوا الهيمنة العسكرية في منطقتنا، وعملوا على تنفيذ مشروع يهدف الى اعادة صياغ المنطقة جغرافيا وسياسيا وحضاريا على نحو يمكنها وقواتها العسكرية من البقاء فترة طويلة في هذه المنطقة.
 
كما عملت على الاستيلاء على ثروة المنطقة النفطية، خاصة ثروة العراق وليبيا، حيث النفط الرخيص، واستغلت هيمنتها لتركيع الدول التي تتطلع للعب دور منافس للاقتصاد الأمريكي، خصوصا الصين واليابان والاتحاد الأوروبي. ومع احتلالها للعراق وليبيا والنتائج التي أسفرت عن هذا الاحتلال ، تدخل المطامع الامريكية في الهيمنة على منطقة الشرق الاوسط مرحلتها الأخيرة، لأنه حسب كل المؤشرات فان احتلالهم والتواجد العسكري الأمريكي في معظم دول منطقة الشرق الأوسط قد أوصل العلاقة بين شعوب المنطقة والادارة الامريكية الى مرحلة المواجهة المفتوحة، مرحلة تشبه مراحل المواجهة التي حدثت في القرن العشرين والتي انتهت برحيل الاستعمار، وانتصار حركات التحرر الوطني وتحقيق السيادة. 

والمواجهة اليوم بين الامبراطورية الاستعمارية الجديدة ممثلة بالولايات المتحدة وبين شعوب منطقة الشرق الاوسط في افغانستان وباكستان والعراق وليبيا وفي الجزيرة العربية وايران اضافة الى التضامن الذي تحظى به هذه الشعوب من شعوب الاقطار الاخرى في الشرق الاوسط ومن شعوب العالم. 

واننا نخلص الى ما يلي:
1-ان الجهد الامريكي للسيطرة على منطقتنا وتحويلها الى منطقة نفوذ امريكية لم يتوقف منذ مطلع القرن العشرين، وشهد مدا وجزرا تبعا لموازين القوى الدولية، وتبعا لتوازن القوى بين شعوب المنطقة والقوى الاستعمارية، وخصوصا موازين القوى التي تحكم العلاقة بين شعوب هذه المنطقة والولايات المتحدة الامريكية، حيث شهدت تقلبات مستمرة في العقود الماضية. 

2-المشاريع الأمريكية للهيمنة على الشرق الأوسط تدخل مرحلة بروز المآزق التي تقود الى بدء العد العكسي لسياساتها التي بدأت مع مطلع القرن الماضي وتتجلى هذه المآزق الثلاث في المجالين التاليين:
-المجال العسكري
-المجال المالي 

3-كانت المعارك بين الولايات المتحدة الامريكية وشعوب المنطقة معارك كر وفر، ففي بعض الاحيان تحقق نجاحات وفي احيان اخرى تحدث انتكاسات ويتراجع نفوذها. 

4- جهود الولايات المتحدة الامريكية الحالية لاحكام سيطرتها على الشرق الاوسط اتخذت بعدا جديدا في اعقاب انهيار نظام الحرب الباردة بعد ان ايقنت ان العقبة التي تعترض سيطرتها على المنطقة قد زالت نهائيا، ولهذا سرعت ووسعت نطاق محاولاتها للسيطرة. وفي هذا السياق المتواصل يأتي احتلال العراق وافغانستان وليبيا، وتعزيز الوجود العسكري الأمريكي في شبه الجزيرة العربية ومنطقة الخليج والاردن والعراق. 

نقول أخيرا، ان المطامع الامريكية في منطقتنا تدفعها الى استعمال القوة العسكرية واتباع سياسة الاستعمار للحصول على الموارد النفطية، لكن المقاومة الشعبية لدول المنطقة ووقوفها في وجه السياسة الامريكية وبوجه مشروعها جعلها تتراجع وتنكفئ هي ومشروعها ، كما ان الفضل يعود الى دور ايران الكبير في المنطقة في مساعدة شعوب هذه المنطقة بوقوفها في وجه الهيمنة الأمريكية. 

/ انتهى التحليل /
كاتب : ماهر عبد الكريم
رقم : 232236
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي

البريد الإلكتروني
تعليقك

أهم الأخبار
إخترنا لکم