0
الجمعة 18 كانون الثاني 2013 ساعة 03:19

سياسة الإدارة الأمريكية في ولاية اوباما الثانية

سياسة الإدارة الأمريكية في ولاية اوباما الثانية
سياسة الإدارة الأمريكية في ولاية اوباما الثانية

فالتدخل العسكري الأمريكي في ليبيا هو عبارة عن تطبيق القوة الأمريكية بشكل واسع باسم القيم الإنسانية لتحقيق مصالحها الرئيسية في منطقة الشرق الأوسط والحفاظ عليها. 

ان سياسة التدخل العسكري في العراق أدى الى تمكن فئة مذهبية بعينها من الحكم، ودعم ثورة الأرز في لبنان أدت الى تعزيز سيطرة حزب الله على البلاد، والضغط على حركة حماس أدى الى فوزها بالانتخابات النيابية عام 2006 والضغط على النظام السوري ما زاد النظام الا تشبثا بالحكم كونه منبثق عن ارادة الشعب وهو شأن داخلي لا يحق للادارة الأمريكية التدخل في الموضوع. وأدت سياسة الهيمنة والتفرد للولايات المتحدة الأمريكية الى صعود دور الصين وروسيا ولعب دور مواجهة مشاريع الهيمنة الأمريكية. 

تنتظر الإدارة الأمريكية بعيد اعادة انتخاب أوباما تحديات جديدة على مختلف الصعد الاقتصادية والعسكرية والامنية، فيما تقدر أوساط المتابعين للشأن الأمريكي بين ثبات السياسة الخارجية الأمريكية حيال القضايا الساخنة في العالم ومنطقة الشرق الأوسط.وبين تغييرات باتجاه سياسة أكثر دبلوماسية حيال هذه القضايا، خاصة مع عودة روسيا والصين لعب دور أساسي على المستوى العالمي، وصعود الجمهورية الاسلامية الايرانية الى المسرح الاقليمي. 

ان ملامح الفريق الجديد لاوباما في الولاية الثانية تظهر تغيير في السياسة الخارجية على الشكل التالي: 

-ان ترشيح السيناتور" جون كيري" لمنصب وزارة الخارجية الأمريكية وتعيين رئيس مجلس المعلومات في البيت الأبيض" تشاك هاغل" وزيرا جديدا للحرب خلفا ل "ليون بانيتا" وتعيين مستشار البيت الأبيض لشؤون مكافحة الارهاب " جون برينان" مديرا لوكالة الاستخبارات المركزية بدلا من " دافيد بتراوس" الذي استقال من منصبه اثر الكشف عن فضيحة اخلاقية. وأكد أوباما أن " هاعل وبرينان" هما الرجلان اللذان تحتاجهما الادارة الامريكية من أجل الحفاظ على أمنها القومي. وأشاد أوباما بمهنية كل من "هاغل وبرينان"، وقال الرئيس الأمريكي أن هاغل هو أول عسكري يصل الى منصب وزير الحرب. وأشاد بعمل برينان في مجال مكافحة الارهاب. 

ان تعيين هاغل لاقى معارضة الجمههوريين لعدة أسباب:
لا يبدي دعما مطلقا لاسرائيل على خلفية مواقفه السياسية، رغم انه بعد تعيينه أكد دعمه المطلق لاسرائيل، لكنه لا ينفذ سياسة اسرائيلية ولا سياسة متشددة تجاه منطقتنا.
مشهور بصراحته وهو كان من معارضي الحرب على العراق.
معروف عنه انه من غير المتحمسين في زج الجيش في نزاعات خارجية حتى ولو كان لامريكا مصلحة في ذلك.
لديه سياسة بتخفيض نفقات البنتاغون.
اعتراضه على سياسة العقوبات الاقتصادية على ايران. 

اما تعيين برينان فهو يؤشر الى ما يلي:
- يتمتع بخبرة واسعة في مجال الاستخبارات كونه امضى اكثر من ربع قرن في الوكالة.
-امضى اربع سنوات في صياغة استراتيجية البيت الابيض لمكافحة الارهاب.
يتمتع بخبرة في شؤون الشرق الاوسط ويتحدث اللغة العربية.
ان تعيين هاغل وبرينان يرى فيها متابعون لسياسة الولايات المتحدة الامريكية انها تمت بعناية من اوباما، من أجل ادارة المرحلة القادمة وما تواجهها الولايات المتحدة من تحديات اقتصادية داخلية ، وتحديات خارجية تبرز باتجاه ايران وبرنامجها النووي اضافة الى الازمة السورية والعلاقة مع روسيا والصين. 

نقول اخيرا، انه من المرجح ان تعرض ادارة اوباما في فترة ولايتها الثانية صفقة كبرى مع ايران لاختيار ما اذا كان بامكان الديبلوماسية ان توقف برنامجها النووي، والا ستؤجل خيار الحرب الى ما بعد انتهاء ولايتها لانها ادارة غير عدائية وقتالية. ومن المرجح ان تنشغل الادارة الجديدة في الشؤون الاقتصادية للخروج من الازمة الاقتصادية التي تترنح بها الولايات المتحدة الامريكية. كما انه من المرجح ان لا يكون لديها الحماسة ذاتها في الولاية الاولى لاسقاط النظام السوري، كما انه سوف تعمل على وضع حد للعنف في سوريا بالتعاون مع روسيا، والاستفادة من الفرص لاستئناف المحادثات بين اسرائيل وفلسطين، واقامة علاقة جيدة مع الحكومة الاسلامية في مصر. 

/ انتهى التحليل /

كاتب : علي عباس
رقم : 232246
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي

البريد الإلكتروني
تعليقك

أهم الأخبار
إخترنا لکم