0
الخميس 17 تشرين الأول 2013 ساعة 16:56

داعش في حضرة السلطان !!

داعش في حضرة السلطان !!
داعش في حضرة السلطان !!
منذ بداية الأزمة في سوريا سعت تركيا بقيادة أردوغان بمد يد العون لكل من يعمل على تفتيت مكونات الدولة السورية، فعمل رئيس "حزب العدالة والتنمية" دونما كلل على إزكاء نيران التمرد المسلح في الداخل السوري، مقدماً للخارجين عن القانون كل دعم احتاجوا إليه، ففتح الحدود على مدى العامين المنصرمين للمسلحين الإسلاميين القادمين من خارج البيئة السورية -عرب وأجانب- لقتال النظام الرسمي القائم، والذي يشكل العمود الفقري للدولة التي اجتمعت على كسرها كل أمم الأرض بتمويل وموافقة خليجية عمدت لإستخدام سلاح التطرف أداة لتنفيذ مهمتها.

بداية وعلى أثر تشكيل ما يسمى "الجيش السوري الحر"، وضعت تركيا البلد المتاخم للدولة السورية كل إمكانتها لدعم هذا الجيش، فسهلت الحركة اللوجستية لعناصره العسكرية واستضافت على أرضها اللقاءات والإجتماعات لسياسييه، فكانت على الأرض التركية غرفة العمليات السوداء الأولى لرسم خارطة الحركات العسكرية، وذلك بإشراف مخابراتي إقليمي، عربي وغربي.

إزاء هذا التدخل في شؤون بلد مجاور، اعتبرت المعارضة التركية أن أردوغان الذي وصل بحزبه للإمساك بكل مقاليد السلطة، قد أدخل تركيا في دوامة صراعات لا جدوى منها، وسياسة "صفر بالمئة مشاكل مع دول الجوار" ضُرب بها عرض حائط ارتدادات عكسية لم تكن بالحسبان الأردوغاني، وهو الذي فاخر دوماً بدعمه لمن سمّاهم "الثوار" في خروجهم عن سلطة دولتهم، وراهن على سقوط وتقهقر سريع للدولة السورية برئاسة بشار الأسد منذ الأسبوع الأول لبدء الإحتجاجات فيها عام 2011؛ أمر لم يترك رئيس الوزراء التركي أي مناسبة إلا وأعاد التذكير به حتى الفترة الأخيرة التي لحقت بتحول المزاج الغربي والدولي اتجاه الأزمة السورية.

هذا التحول جعل أردوغان سجين تلك المواقف الفضفاضة الأهداف، فتقهقرت دوائره الأمنية من حال المخطط لضرب نظام الحكم السوري وتقوقعت في خانة الباحثة عن حلول تحفظ فيها أمنها القومي، وهو المنفلت أمام تضعضع الجماعات المقاتلة على الأرض السورية والتي تحظى بدعمها –لواء عاصفة الشمال التابع للجيش الحر- وخسارته لمناطق نفوذه المحاذية للحدود التركية – مدينة أعزاز في محافظة حلب- لصالح الجماعات التكفيرية المتطرفة التي تتبع لتنظيم القاعدة، كالدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)؛ فما كان من الحكومة التركية إلا العمل على إعادة إحكام سيطرتها الحدودية، وأغلقت المعابر في المناطق التي سقطت بأيدي مقاتلي "داعش".

وقد باشرت ببناء جدار على طول الحدود مع سوريا والبالغة 910 كلم، على أن يكون الجدار بارتفاع مترين وتوضع فوقه أسلاك شائكة لوقف حركة العبور غير الشرعي وعمليات التهريب التي نشطت في الآونة الأخيرة؛ ونلفت للإشتباك المسلح الذي دار بين قوة من الأمن التركي مع مئات من عصابات المهربين المنظمة، الذين وبحسب إحدى المصادر المعارضة نشأت "برعاية المخابرات التركية".

وإذ وصلت أخيراً دعوات المعارضة إلى أسماع الرئيس التركي عبدالله غول، والتي كانت قد حذرت فيها مراراً من خطرعودة الجماعات المتشددة المقاتلة في سوريا إلى الأرضي التركية، عبَّر الأخير للصحافة عن خشيته من تقدم مجموعات "جهادية" في النزاع السوري إلى مناطق قريبة من الحدود التركية، مقراً في الوقت عينه بتسلل "الإرهابيين" إلى الداخل التركي.

وفي سياق متصل تلتقي خشية غول مع ما نقلته قناة "فوكس نيوز" الأمريكية عن تحليل أصدره مركز "ستاتفور" الأمريكي وأعدته نخبة من المحللين السابقين في الإستخبارات الأمريكية، حيث يذكرون أن "داعش" قامت بإرسال مئات المقاتلين باتجاه الأراضي التركية، وذلك رداً على الإجراءات الأخيرة المطبقة على معبري باب الهوى وباب السلامة.

وربطاً بما تقدم نشير للبيان الذي نسب للدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) -نشرته مواقع متخصصة بنشر الأخبار الجهادية-  حيث توجهت بالكلام لرئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان وهددته "بسلسلة من العمليات الإستشهادية" تستهدف الداخل التركي، داعية أردوغان "وأزلامه" بأن يتحسسوا روؤسهم، " عليك وأزلامك تحسس رؤوسكم بعد الإستبداد بالبلاد والعباد فاستوجب عليكم حكم الله على البغاة"، كما أشاروا في البيان إلى مسؤوليتهم عن تفجيرات استهدفت مناطق الريحانية وباب الهوى محذرين من أن العمليات ستصل إلى أنقرة واسطنبول في استهداف للصالح الحكومة التركية.

/ انتهى التقرير /
المراسل : ابراهيم بنوت
رقم : 311842
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي

البريد الإلكتروني
تعليقك

أهم الأخبار
إخترنا لکم