0
الاثنين 13 تشرين الأول 2014 ساعة 03:02

التعذيب في زنزانات الكيان السعودي (2)

التعذيب في زنزانات الكيان السعودي (2)
التعذيب في زنزانات الكيان السعودي (2)
کما قامت بعض المنظمات الحقوقية بتوثيق انتهاكات حقوق الانسان التي تعرض لها اللاجئون العراقيون في

مخيم رفحاء.فقدذكرت منظمة العفو الدولية في إحدي تقاريرها الدولية بخصوص ذلك مايلي:

ففي الوقت الذي ترحب فيه منظمة العفو الدولية بقرار الحكومة السعودية بمنح ملجأ مؤقت لالاف الاجئين العراقيين بعد أحداث حرب الخليج،فإنها تعبر عن قلقها بشأن المعاملة التي يتلقوها علي ايدي سلطات المخيم.فعلي مدي الثلاث سنوات الماضية فقد حصلت المنظمة علي تقارير كثيرة عن اعتقالات تعسفية وتعذيب ومعاملة سيئة ( بعض الحالات اندت الي موت الضحايا في السجن)وإعدامات محتملة خارج نطاق القضاء ضد بعض اللاجئين وكذلك إبعاد قسري إلى إلى العراق ضد الاخرين.وهناك اشكال مختلفة من العقوبة الجماعية كانت تستخدم بصورة منتظمة مع اللاجئين وخاصة عندما يقوم اللاجئون بالاحتجاج ضد ظروف معيشتهم ومعاملتهم السيئة من قبل سلطات المخيم.ومن هذه العقوبة حرمانهم من الطعام والماء.[8]

والمادة العشرون من الاعلان الاسلامی لحقوق الانسان تحرم علی الدول الاسلامية الموقعة على هذا الاعلان استخدام التعذيب ضد المتهمين،فقد ورد في المادة المذكورة مايلي:

(لايجوز القبض على انسان أو تقييد حريته أو نفيه أو عقابه بغير موجب شرعي،ولايجوز تعريضه للتعذيب البدني أو النفسي أو لأي نوع من المعاملات المذلة أو القاسية أو المنافية للكرامة الانسانية،كما لا يجوز إخضاع اي فرد للتجارب الطبية أو العلمية إلا برضاه وبشرط عدم تعرض صحته وحياته للخطر،كما لايجوز سنو القوانين الاستثنائية التي تخول ذلك للسلطات التنفيذية.)[9]

اذن فأن مسالة التعذيب واضحة ولا لبس فيها ولا غموض عندما تعرض المسالة على المعاهدات والاتفاقيات الدولية بالاضافة إلى إنها مسالة أخلاقية ومنافية للطبيعة البشرية ،ولكن يجب ان نستقرئ راي الاسلام في مسالة التعذيب.

لقد حرم الاسلام تعذيب المتهم. فقد جاء في الحديث الشريف عن الرسول (صلى الله عليه وآله) قال: ان سبحانه و تعالي يعذب يوم القيامة الذين يعذبون الناس في الدنيا.[10]

وعنه (صلی الله علیه وأله وسلم) قال: والذي نفسي بيده لايجلد أحد ظلمًا إلا جلد غداً في نار جهنم مثله[11].

وعن هشام بن حکیم بن حزام،قال:

مربالشام على أناس و قد اقيموا في الشمس،وصب على رؤوسهم الزيت،فقال:ماهذا؟

قيل: يعذبون في الخراج، فقال:أما أني سمعت رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) يقول: إن الله يعذب الذين يعذبون في الدنيا[12].

حوادث موثقة دولياً

استمرت منظمات حقوق الانسان الدولية في رصد انتهاكات حقوق الانسالن لدي الكيان السعودي لما يثيره سجل هذا الكيان من خروقات علي الصعيدين المحلي والدولي،غالبا ما تجد هذه المنظمات بأن المادة دسمة عندما تتعلق بالكيان السعودي.

ورغم التعتيم الاعلامي والدولي لمايجري في داخل الجزيرة العربية سواء كان بسبب القمع الواقع على الاعلام من قبل الكيانأو بسبب إحجام هذه المنظمات من توثيق كل شيئ لأنها لا تحصل دائما على الضوء الاخضر دائماً من قبل الانظمة الغربية وبالخصوص الولايات المتحدة الامريكية بسبب الشراكة السياسية والعسكرية بينهما وكذلك بسبب التحيز الواضح من قبل هذه المنظمات حيث تقوم بالتركيز أكثرعلی القضایا التی تخص الغربيين دون المواطنين ، الا أن البعض من هذه المنظمات استطاعت ان توثق العديد من حالات التعذيب التي تعرض لها بعض المواطنين في السعودية.

فعلى سبيل المثال أقامت الصحافة الغربية الدنيا و لم تقعدها بسبب اعتقال ممرضتين بريطانيتين عام 1996 مما ادي الى اطلاق سراحهن وكذلك لازالت تملأ صفحاتها بآخر الاخبار عن المعتقلين الغربيين المحتجزين في الرياض بسبب نشاطاتهم غير المشروعة في الجزيرة العربية وقيامهم بعدة تفجيرات في البلاد وصفت في حينها بانها تصفية حسابات بين مافيا الخمور.

وعادة ما تحذوا هذه المنظمات حذو الصحافة في التعامل الإعلامي مع الحوادث والحقائق فهي تغض النظر عن القضايا الخطيرة و تشير اليها إشارة عابرة من باب أداء التكليف بينما تضع جل اهتمامها علي مسالة عادية تحدث في معظم أنظمة العالم وتتعامل معها الانظمة القضائية كقضية عادية،كما هو الحال في قضية المواطن هاني عبدالرحيم الصايغ الذي لازال يقبع في السجون السعودية لأكثر من ثلاث سنوات و لم تحض قضيته باهتمام من قبل الإعلام الخارجي أو من قبل المنظمات الحقوقية الدولية على الرغم من خطورة الحالة التي يمر بها ووضوحها.

ولكن رغم قلة التوثيق الدولي وإحجام الإعلام العالمي عن تسليط الاضواء على محنة شعب الجزيرة العربية فقد تم الاستفادة من بعض الحوادث التي وثقت من قبل بعض المنظمات التي سلطت الضوء على الدور الإجرامي الذي تقوم به المؤسسات الامنية القمعية السعودية تجاه ضحايا وابرزت الوجه الخفي والقبيح الذي يدعى كل يوم بانه يستمد دستوره من القران والسنة النبوية.

وللحيادنقول بان اكثر المنظمات التي تعاملت مع الملف السعودي وأبرزت قضية التعذيب في داخل السجون السعودية هي منظمة العفو الدولية التي تعاملت بنوع من الجدية مع هذا الملف من خلال تقاريها السنوية أو التقارير الخاصة حول كل بلد أو من خلال منشورات صغيرة تصدرها تسمى( حالات مناشدة) تسلط فيها الضوء على حالة معينة.

ففي إحدى تقاريرها ضكرت منظمة العفو الدولية حالة موت في التعذيب لأحد المواطنين من الجزيرة العربية و هو(محمد الحايك)،وكان التقرير بعنوان(محمد الحايك الوفات في الحجز)جاء فيه:

"اعتقل محمد الحايك ، وهو مواطن سعودي عمره 29 عامًا في العام 1996،واحتجز طوال أكثر من سنتين من دون تهمة أو محاكمة.وتوفى في حزيران(يونيو)1998،في مقر قيادة المباحث العامة في الدمام في ظروف توحى بأن التعذيب ربما يكون عاملًا مسهمًا في وفاته ولم تقم المباحث العامة بابلاغ أقاربه بوفاته الا في الشهر التالي في 20يوليو. ورفض السماح لعائلته بأخذ جثته،وقيل لها إنه تم دفنه في مكان لم يكشف النقاب عنه وعلى حد علم منظمة العفو الدولية،لم يتجرأ إجراء تحقيق رسمي في سبب وفاة الحايك. ولم يقدم اي تفسير لاقاربه.

إن سبب القبض على محمد الحايك غير واضح ،ولكن يعتقد أن له علاقة بممارساته الدينية.

فأبناء الطائفة الاسلامية الشيعية في المملكة العربية السعودية،الذين تقدر نسبتهم بين 7 و 10% من تعداد السكان،يعانون من التمييز المنهجي السياسي والاجتماعي والثقافي،فضلاً عن التمييز الديني. ويمنع الخوف من الملاحقة القضائية للمسلمين الشيعة من ممارسة معتقداتهم بحرية.

وتظل وحشية الشرطة والتعذيب وسوء المعاملة في العديد من مراكز الشرطة والسجون والمعتقلات أمراً شائعًا في المملكة العربية السعودية، على الرغم من انضمام البلاد إلى اتفاقية مناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللا إنسانية أو المهنية،في سبتمبر 1997."[13]

وقد ذكر تقرير منظمة حقوق الانسان(هيومن رايتس ووتش) السنوي لعام 2003 عن حالات التعذيب التي تجري في السجون السعودية حيث ذكر أحد السجناء المفرج عنهم أساليب التعذيب المستخدمة ضد المحتجزين والتي منها الضرب بالعصي والسياط وأسلاك الكهرباء وإجلاس الضحايا في كرسي يدور بالكهرباء حتى يفقدوا الوعي و يبدووا في التقيؤ وحرمانهم من النوم لفترات طويلة قد تصل الى أسبوع كامل،وإرغامهم على الوقوف على قدم واحدة فترات طويلة، كما يتعرض السجناء للمضايقات الجنسية بالتهديد بإيلاج قضيب حديدي في المستقيم أو بايلاجه فعلاً[14].

وفی تقریر وزارة الخارجية الاميريكية السنوي حول السعودية لعام 2002 ذكر بأن موظفي وزارة الداخلية هم المسؤولين عن التعذيب والتي بين اساليبها الحرمان من النوم،الضرب،الجلد،تعليق من قضبان بواسطة اصفاد وتهديدات ضدأفراد عوائل السجناء[15].

الضحايا يتكلمون:

عندما يبدأ الضحية بسرد الوقائح والاحداث التي مر بها وأساليب التعذيب التي مورست معه فان الحالة تصبح أكثر مأساوية وقاتمة ،ويصبح الكلام عن التعذيب على ايدي زبانية الكيان أكثر واقعية، ويتجلى ازدراء الحياة والكرامة الانسانية من قبل الكيان عندما يتكلم هؤلاء الضحايا عن المأسي التي مروا بها في الزنزانات المظلمة.

ان من الصعب تصور الرعب والجور الذي يواجهه السجين القابع في الظلام حيث يفتح الباب فجأة على وجوه شريرة تطلب منه أن يستعد للعذاب.

أن التقارير والادانات الدولية مهما حاولت أن تكشف عن خفايا السجون والمعتقلات فهي عاجزة عن ذلك،ولكن عندما يتعلق الامر بالضحية نفسها فان الامر مختلف تمامًا حيث يبدأ الخوف والقلق يتسرب إلى نفس الضحية حتى وان كان يتكلم خارج السجن حيث يبدأ لسانه بالتلجلج ويبرز حقيقة طالما تجاهلها الآخرون.

لقد كثر عدد الضحايا الذين سقطوا نتيجة تعذيب زبانية الكيان السعودي الذين كانوا لا يتورعون عن استخدام أبشع واسوأ أنواع التعذيب المعروفة ،كما أن استخدامها يكون قاسيا بحيث يخرجها حتى عن صورة التعذيب المعتادة وذلك ليس من اجل انتزاع اعتراف من الضحية فقط وإنما من اجل سحق كرامة الضحية و إذلالها وإظهار حقيقة الحقد الدفين تجاه الضحية و خاصة غذا كان من معارضي الكيانأو يحمل عقيدة مغايرة لما يحملها الجلاد.

كما تكشف اساليب التعذيب الشعور بالنقص لدي الجلاد فيحاول ملأ الفراغ الذي يولده ذلك النقص بالقسوة على ضحيته مبتكرًا اساليب لم تخطر على بال حتى مخترعي اساليب التعذيب.

لقد تكلم العديد من ضحايا التعذيب السعودي حول اساليب التعذيب التي اتبعت معهم من قبل جلادي المباحث العامة أو الشرطة السرية في زنزانات الكيان المظلمة، وقلما وثقت هذه الشهادات من قبل المنظمات،ولكن الذي وصل هو غيض من فيض ورغم قلته فانه يعطي صورة سوداء عن مدي استخفاف الكيان بمواطنين و عدم احترام كرامتهم.

قال احد الذين تعرضوا للتعذيب علي يد الشرطة السرية السعودية،وهو شخصية قيادية شيعية بانه اعتقل في سجن الدمام في غرفة مساحتها 3 قدم.غطس بماء بارد لمدة ثلاثسن دقيقة و بعد ذلك غطس في ماء حار بعد اخراجه من الماء البارد مباشرة مما يؤدي الى تشقق في البشرة مما يجعل اثر البهارات والفلفل على الانسان مؤلمًا للغاية[16].

وقال معتقل أخر و هو فلبینی اسمه (رودولنو آم البانو) اتعقل عام 1983 بانه تعرض للرضرب و الرکل والحرق بالسجائر في يديه وأعضائه التناسلية[17].

وقال أخر بان الضرب یکون عشواظیا وکیفما اتفق و فی بعض الاحیان تغطس رؤووس السجناء في ماء المراحيض[18].

وقال احد المعتقلين الذين قادهم حظهم السيئ ليصبح نزلاء سجون الكيان و هو فلبيني اسمه (روجر كورتيز) اعتقل عام 1997:

في وقت التحقيق معي يكون وجهي إلى الحائط ويداي مكبلتين خلف ظهري مع تقييد الكاحلين ....وعندما يشعرون ان جوابي غير مرتبط بما يسالونني عنه اتلقي العديد من اللكمات على اذني و يضربون وجهي بالجدار،ولذلك كانت الدماء تسيل من انفي و فمي أحيانأ ... وعندما يضربونني علي اضلاعي اسقط احيانا على الارض و كانوا يركلونني مرة اخري باحذية ذات سنابك فولاذية...مما يضطرني إلى النهوض كي اتلقي ركلة...[19]

ديفيد مورنين مواطن اجنبي اعتقل عام 2000 في احد سجون المملكة المسلمة وصف معاناته قائلا:

لقد طرحوا بي بين الحيطان، ولكموني في بطني و ركلوني في صدري و هددوا باغتصاب زوجتي بالتناوب و دس المخدرات في ثيابها[20].

-احرار الحجاز-
رقم : 414361
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي

البريد الإلكتروني
تعليقك

أهم الأخبار
إخترنا لکم