0
السبت 20 تموز 2013 ساعة 14:36

الأردن في صدد الأزمة السورية

الأردن في صدد الأزمة السورية
الأردن في صدد الأزمة السورية
ويُشكّل اللاجئون السوريون اليوم 15 بالمئة من تعداد سكان الأردن، البالغ وفق أرجح الإحصائيات ستة ملايين نسمة، وذلك بحسب المنسق العام لشؤون مخيمات اللاجئين السوريين في الأردن انمار الحمود.

وهذا العدد إلى ارتفاع، إذ إن معدلات التدفق الحالية للاجئين يبلغ متوسطها اليومي ألف وخمسمائة لاجئ، وهذا ما سيجعل اللاجئين أكثر من 40 بالمئة من تعداد سكان الأردن منتصف العام 2014، "وفق إعلان وزير الخارجية الأردني ناصر جودة".

ما نحن بصدده هو أن الصراخ الرسمي الأردني الذي أصم آذان الجميع، غير مشروع لأن الحكومة هي التي شرعت الأبواب لموجات اللاجئين السوريين، كي ينفذوا الى التجمعات السكانية الأردنية، بدءا من الرمثا وحتى العقبة مرورا بالمفرق والزرقاء واربد والكرك والطفيلة وعمان.

ففي مدينة الرمثا، يقبع حوالي 5 الاف لاجئ سوري تسلل معظمهم عبر الشريط الحدودي طلبا للأمن وراحة البال وخوفا على حياتهم. 

طوابير السوريين تكاد تملأ كل جمعية خيرية، فالمئات منهم يصطفون لساعات من أجل حفنة طحين أو سكر وما شابه فالنساء والاطفال يملؤون الطرقات والاماكن العامة طلبا لسد حاجة، ناهيك عن عدم توفر المدارس التي تستوعب هذا العدد، بالاضافة الى الاجراءات القانونية التي تمنع عددا كبيرا من السوريين من الالتحاق بالمدارس فالكفالة الشخصية والاوراق الثبوتية تقف سدا امام هذا النوع من اللجوء.

اما في المخيم الزعتري فقد ازداد الوضع سوءاً المخيم الذي تم افتتاحه فى نهاية يوليو 2011 كأول مخيم رسمي للاجئين السوريين في الأردن، هو مجرد حلقة جديدة من حلقات الإهمال في هذا المخيم الذي يعتبر أكثر المخيمات جدلاً على مستوى مخيمات اللاجئين السوريين في الدول العربية، لانتشار حوادث الإهمال والخطف والاغتصاب والاعتقال والاحتجاجات المختلفة بداية من سوء الخدمة في المخيم، وصولا إلى اختطاف الفتيات والتحرش بهم.

في حين انتقد لاجئون سوريون في مخيم الزعتري ما أسموه عجز إدارة المخيم ومسؤولي منظمات الإغاثة عن تأمين حماية لهم من الظروف الجوية القاسية التي عصفت بهم وتسببت في إتلاف واقتلاع عدد من خيمهم، لكن إدارة المخيم أكدت أنها تقوم بكل ما يلزم لتأمين الاحتياجات الأساسية للاجئين.

وأكد مدير مديرية الأمراض السارية في وزارة الصحة الأردنية، الدكتور محمد العبد اللات "أن 9 أمراض خطيرة انتشرت وسط اللاجئين في مخيم الزعتري في الأردن منها: الإيدز والسل".

وقال, "إن المراكز الصحية والمستشفيات الموجودة في مخيم الزعتري سجلت انتشار 9 أمراض سارية في صفوف اللاجئين السوريين".

وأضاف, إن المديرية تعمل الآن على معالجتها بالأدوية والأمصال المتوافرة تحسباً لتفشيها بين اللاجئين.

وتابع, أن هذه الأمراض هي السل والحصبة والتهاب الكبد الفيروسي بنوعيه (ألف وباء) والتدرن الرئوي التيفوئيد واللاشمانية والإيدز.

ومن جانبه قال حسن المجالي، وزير الداخلية الأردني، "إن الأردن لا يستطيع بإمكاناته المحدودة وموارده المتواضعة التعامل مع تداعيات الأزمة السورية وتدفق اللاجئين المتزايد إلى أراضى المملكة دون مساعدة المجتمع الدولي".

اما على الصعيد الدولي فقد زار وزير الخارجية الأميركي جون كيري مخيم الزعتري قائلاً : إن زيارته للمخيم أطلعته على حجم المعاناة الإنسانية، معتبرا أن حواره مع عدد من اللاجئين والمسؤولين في المخيم "لا يمكن نسيانه, مضيفاً ان "العديد من الخيارات هي قيد البحث كنت اتمنى لو ان الامر بهذه البساطة. نحن نقوم بشيء جديد", وهناك بحث لفرض مناطق آمنة وخيارات اخرى لكن الامر ليس بسيطا".

وقد زعمت بعض وسائل الإ علام ان الأردن قرر ان يغلق حدوده امام اللاجئين الا ان وزارة الداخلية اكدت في بيان أنها لن تغلق الحدود الشمالية أمام اللاجئين السوريين, مبلغةً مساعدة وزير الخارجية الأميركي لدائرة السكان واللاجئين والهجرة آن ريتشارد أن الأردن "لن يغلق الحدود انطلاقاً من البعد الإنساني للأزمة السورية والثوابت الأردنية النابعة من التزاماته القومية".

رغم هذه التصريحات إلا أن الوزارة لم تخف قولها إن "اللاجئين السوريين أصبحوا يشكلون عبئاً ثقيلاً على القطاعات التعليمية والصحية والبنية التحتية وسوق العمل، وضغطاً على موارد الدولة المحدودة ما يتطلب من الدول المانحة والأطراف الفاعلة مساندة المملكة لتتمكن من أداء دورها في هذا المجال على أكمل وجه".

واخيراً وليس آخراً ان انكار تطلعات الشعب السوري واستمرار العنف وحمام الدم وظهور الجماعات المتطرفة هو تهديد للمصالح والامن في المنطقة ان كان في الأردن , سوريا و حتى في لبنان.

وربما لا يمكننا ان نحسم المسألة الآن لأن الوضع رهن التطورات الآتية فتماما كما حصل إبان الأزمة العراقية، حيث فتحت الحدود الأردنية والسورية على مصراعيها للعراقيين، على أمل أن يقوم المجتمع الدولي بشحن أموال صندوق وبنك النقد الدوليين هبات للحكومتين الأردنية والسورية آنذاك، لكن ذلك لم يتم.

ما أشبه اليوم بالبارحة، مع الفارق في هوية اللاجئين، فهم سوريون هذه المرة، ويعد الأردن هو البوابة الأوسع لهم ، وقد أقيم مخيم خاص لهم مع بعض التجمعات الأخرى، ومنذ البدايات أزعجتنا موجات الصراخ وصداها التي كانت ولا تزال تتزامن مع موجات اللاجئين السوريين المتدفقة إلى الأردن وعلى ومن كافة مناطق سوريا. 

/ انتهى التقرير /
كاتب : فاتن قانصو
رقم : 284762
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي

البريد الإلكتروني
تعليقك

أهم الأخبار
إخترنا لکم