0
الخميس 26 كانون الأول 2013 ساعة 11:13

مشاهدات زائر إلى طهران – الحلقة الأولى

مشاهدات زائر إلى طهران – الحلقة الأولى
مشاهدات زائر إلى طهران – الحلقة الأولى
وبدعوى من رجل الأعمال الغاني اللبناني الأصل نبيه بو داغر، سافر الدبلوماسي الفلسطيني مع صديقه اللبناني إلى طهران لاستكشاف بلاد لم يزرها من قبل، ويقول الدبلوماسي الفلسطيني السابق - الذي خرج من السلك الدبلوماسي متقاعداً من عقود العمل في أكثر من عاصمة اوروبية، افريقية وأسيوية من بينها "سيوول، باريس، براد، برلين، آكرا، هانوي، بكين، لاغوس- إن صدمته بالعاصمة الايرانية لا توصف، ولن ينسى محايي تلك البسمة الساخرة لصديقه بو داغر. 

ويتابع السيد عمر أن بو داغر ولد في غانا وعاش فيها وساقته الظروف الخاصة بأعماله في التجارة إلى طهران، فعاد منها بعد شهر لينقل مقر إقامته الدائم من أكرا إليها، الأمر الذي لفت الكثير من عارفيه خاصّة وأن تجارته مزدهرة ويتبط عمله في غانا بمصدّرين ومستوردينفي أوروبا وأميركا. 

وفي حين أن طهران تعاني من حصار خانق، بدا الأمل بفكّه قريباً بعد الاتّفاق الذي وقّعته الحكومة الايرانية مع دول المجموعة السداسية (5+1). 

وما أثار صدمة الدبلوماسي الفلسطيني بطهران أنه كما معظم العرب يتصوّرون أن ايران هي بلد محاصر وله مواصفات دول العالم الثالث التي تعتبر دولاً نامية، لا تملك الخدمات ولا التخطيط المدني ولا جماليات وكماليات الحياة بأوروبا وعواصمها ويؤكّد السيد عمر أنه بعد أسبوع من السياحة اليومية في أرجاء طهران، قرّر قضاء سنوات تقاعده مع زوجته في طهران لأنه اكتشف أن أرقى العواصم الأوروبية هي خلف مستوى التنظيم والجمال والحياة الهادئة والمزدهرة الموجودة في عاصمة يحلم كل عربي بأن تصبح عاصمة بلاده مثلها. 

ويؤكّد السيد عمر أنه فهم الآن لماذا نقل بو داغر أعماله إلى طهران على الرغم من العوائق التي تواجه أي رجل أعمال يعمل في ايران بهذه الظروف.ويرى عمر أن جمال باريس في آثارها وحدائقها والغابات التي تتوسّط الكثير من أحيائها وفي تنظيم النقل العام، وخدمات الغاز والمياه وكل الخدمات الأخرى التي يحتاجها المواطن يومياً.

ومن ناحية أخرى، في حين أنّك تفتقد بين العرب لدفئ المعاملة الانسانية وحرارة الانتماء حيث أنّك اينما ذهبت ينظرون إليك شرراً، بينما في ايران تدخلك بسمة الايرانيين إلى قلوبهم وتعوّضك عن أي إحساس بالغربة، فتشعر وأنت القادم إليها لأوّل مرّة كأنّك منها، حتّى وأن سهولة تنفيذ الاجراءات الخاصة بعملك التجاري اليومي لا تختلف عن سائر العواصم الأخرى. 

وتبهرك العاصمة طهران بنظافة تنظيمها وترتيب كل شيء في شوارعها في مكانه الصحيح، يسكنها شعب منظّم، وتعج ّ بالدوائر الحكومية الفعّالة، كما أنّ أمنها واستقرارها لن تجدهما إلّا في طهران حيث يمكنك التجوّل في أرجائهاليلاً نهاراً دون أن تخشى شيئاً. 

اختتم السيد عمر ما شاهده خلال زيارته الأولى إلى طهران قائلاً، إذا كانت ثلاثة عقود من الحصار الغربي على ايران قد أنتجت كل هذا النجاح والتقدّم فما الذي سيحقّقه الشعب إذا رفع الحصار عن بلاده.
 
/ انتهت المقالة /
المراسل : ليلى فوعاني
رقم : 334423
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي

البريد الإلكتروني
تعليقك

أهم الأخبار
إخترنا لکم