هذا اللقاء يعتبر فريداً بـ"توقيته" الزماني والمكاني، فـ"الزمان" الذي فشلت به جولات وزير الخارجية الاميركي جون كيري لجمع الاسرائيليين والفلسطينيين على طاولة انعاش عملية السلام، استطاع العامل المكاني ان يجمعهم على طاولة الانعاش المالي والاقتصادي، في خطوة لتنفيذ المطلب الاول الذي ينادي به طوني بلير وبعض ساسة اسرائيل "ان السلام الاقتصادي يعتبر الخطوة الاولى لانعاش السلام السياسي".
هذا اللقاء ربما يأخذه العامة بالبساطة ومرور الكرام، الا انه يحمل في حقيبته المستقبلية مدخلاً يوصل الى طاولة المفاوضات بما يتناسب وجولة كيري القادمة.
المؤشرات المحلية والاقليمية والدولية تجتمع الان للخروج من الازمة السياسية لاجتياز المطب السياسي الذي ما زال جاثما على صدر محددات العملية السلمية المتوقفة، التي لا يستطاع تحريكها الا بالحلول المالية والاقتصادية.
كما نعرف "سابقاً" ان خطة مارشال جاءت مقدمة مالية واقتصادية للحلول السياسية، وكما ان الجغرافيا فاتحة لكتب التاريخ، فان تقوية الاقتصاد فاتحة لاي حل سياسي يراد له النجاح، واذا كانت وزارة الاقتصاد كفيلة بانعاش ديمومة التنمية الاقتصادية، فان وزارة المالية هي من تضخ الدماء في شرايين ديمومة تلك التنمية.
/ انتهى التحليل /