0
الجمعة 5 أيلول 2014 ساعة 19:00

أهل غزة يحفرون آباراً داخل بيوتهم بسبب شح المياه

أهل غزة يحفرون آباراً داخل بيوتهم بسبب شح المياه
أهل غزة يحفرون آباراً داخل بيوتهم بسبب شح المياه
وأدت 8 أسابيع من القصف الإسرائيلي العنيف براً وجواً وبحراً إلى تدمير قسم كبير من مصانع معالجة المياه وشبكات التوزيع.

ومع توقف الحرب وإعلان وقف إطلاق النار، كان لا بد لأهل غزة أن يبحثوا عن حل لمشكلة النقص الحاد في المياه.

مشكلة قديمة 

وقال أبو أسامة خضر (45 عاماً): "على مدى أسبوعين لم تصلنا مياه البلدية، وفي البيت حوالي 50 فرداً معظمهم أطفال صغار، دفعني هذا لأفكر فوراً بحفر بئر مياه".

ومشكلة المياه في غزة ليست مستجدة، وما يزيد من حدتها شح الأمطار في المنطقة الساحلية شبه القاحلة، بالإضافة إلى الفوضى والاستغلال غير القانوني للمياه الجوفية مع زيادة مضطردة في عدد السكان، ما يسهم في تعميق مشكلة نقص المياه وتلوث الموارد الشحيحة المتوفرة.

وازداد الوضع سوءاً بسبب الحصار الذي تفرضه إسرائيل منذ 2006 على قطاع غزة المكتظ.

بدوره، قال مدير عام مصلحة بلديات الساحل منذر شبلاق "تم حفر أكثر من 10 آلاف بئر في القطاع منذ بدء الحصار الإسرائيلي"، مضيفاً: "كلها حفرت من دون ترخيص، ولكن دونها لا يمكن توفير المياه للمنازل دون انقطاع، البعض يعتقد أنه لابد من توفير المياه على مدار الساعة".

وحفر البئر أمر بالغ الكلفة، وأكد أبو أسامة أنه اضطر لدفع 2168 يورو لذلك، وهو مبلغ يفوق بكثير إمكانيات القسم الأكبر من سكان غزة التي تعاني بنسبة40% من البطالة.

وأوضح أبو أسامة: "كنا معرضين للموت لكن ربنا نجانا، الحمد لله، شرب أولادنا واستحموا ووزعنا مياه على كل الجيران في الحارة".

آبار القرن الـ21 

ومثل أبو اسامة، قرر أبو محمد حفر بئر لكي تتمكن أسرته من الشرب والاغتسال.

وتصف زوجته أم محمد الوضع مازحة: "وكأننا لسنا في القرن الحادي والعشرين، نرفع الماء من البئر ونطبخ على الحطب".

من جانبه، قال مقاول حفر الآبار الارتوازية أحمد: "كل صاحب بيت من 3 أو 4 طوابق يتوجه لحفر بئر"، موضحاً أنه "في الفترة الأخيرة زاد الطلب على حفر الآبار بشكل غير طبيعي".

شح المياه الجوفية 

بينما أوضح نائب سلطة المياه ربحي الشيخ، أنه خلافاً لما يظن من يقومون بحفر الآبار، فان المياه الجوفية باتت شحيحة بسبب سوء الاستغلال وقلة الأمطار.

وتابع أن: "المياه المتاحة لا تتجاوز ثلث احتياج المواطنين في القطاع، لأن المصدر الوحيد هو الخزان الجوفي الساحلي الذي نشترك فيه مع إسرائيل ومصر والكمية في الخزان لا تتجاوز 55 مليون متر مكعب، بينما نحتاج أكثر من 190 مليون متر مكعب سنوياً، هذا عجز واضح".

وأشار الشيخ إلى "إن الانقسام الفلسطيني ساهم في استغلال المواطنين بحفر آبار بشكل غير قانوني، ما أدى إلى استنزاف إضافي لمياه الخزان الجوفي، وتدهور الوضع أكثر خلال فترة الحرب مع ازدياد معاناة المواطنين في توفير المياه".

وأضاف أن حفر الآبار وسحب المياه بطريقة عشوائية يخلق مشكلة أخرى هي أن "كميات المياه هذه التي تؤخذ من البئر الخاص ستتحول بالنهاية إلى مياه الصرف الصحي، وتذهب إلى محطات المعالجة التي لا تعمل كلها حالياً بسبب نقص الكهرباء، وهذا يعني حملاً إضافياً على محطات المعالجة".

تحذيرات الأمم المتحدة 

وتحذر الأمم المتحدة وخبراء من أن الأضرار التي أصابت المياه الجوفية في غزة ستصبح أضراراً دائمة في 2020.

وذكر شبلاق أن "التقرير الأخير الذي صدر عن الأمم المتحدة عام 2013، تحدث بشكل واضح أنه بحلول عام 2016 لن يتبقى قطرة مياه صالحة للشرب، لوجود أزمة بسبب سنوات الحصار".

وأضاف أن "95% من مياه غزة أصبحت غير قابلة للاستخدام الآدمي من دون معالجة"، بعد أن لوثتها مياه الصرف وهذا زاد من كمية النترات فيها.

بينما أكد ربحي الشيخ أن "تحسين طرق الري بإصلاح شبكات المياه تم بدء العمل فيها وتحتاج حتى عام 2018، لكن شرط أن تكون المعابر مفتوحة والمواد متوفرة وتوفر التمويل المطلوب".

ونوه إلى بدء "برنامج مياه غزة الطارئ" الذي يعتمد على توفير كميات مياه إضافيه لقطاع غزة منها موضوع تحلية المياه في المحطة الكبيرة ومحطات تحلية مياه البحر صغيرة الحجم كحل مرحلي أو سريع لتوفير المياه، ويتضمن إنشاء محطات لمعالجة الصرف الصحي لاستخدامها في الزراعة، لأن قطاع الزراعة يعتمد على الخزان الجوفي نفسه ويستنفد حوالي 50 % من المياه التي تستخدم في القطاع.

وخلال مفاوضات وقف إطلاق النار في القاهرة، التزمت إسرائيل بالسماح بإدخال المواد الأساسية لإعادة إعمار القطاع الذي تهدم قسم كبير من منازله ومنشآته، ولكن لم يسمح حتى الآن بدخول الإسمنت أو الحجارة ولا الفولاذ عبر المعابر التي تصل غزة بإسرائيل.
رقم : 408377
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي

البريد الإلكتروني
تعليقك

أهم الأخبار
إخترنا لکم