0
الخميس 10 تموز 2014 ساعة 03:13

الصحوة الإسلاميّة هاجس الغرب وأمل المسلمين

الصحوة الإسلاميّة هاجس الغرب وأمل المسلمين
الصحوة الإسلاميّة هاجس الغرب وأمل المسلمين
الصحوة الإسلاميّة هاجس الغرب وأمل المسلمينيدلّنا على ذلك ما يصدر عن مراكز التخطيط والدراسات الاستراتيجيّة التابعة لمراكز القرار في هذه الدول من إحصائيّات ودراسات وتقارير.. وتزداد ثقتنا بأهمّيّة هذا الموضوع وحساسيّته أكثر فأكثر فيما نسمعه أيضاً من خطابات قادة العالم الغربيّ عامّةً وزعمائه وسياسيّيه وأحزابه وقواه، وفيما يكتبه ويقرّره كتّابه ومؤرّخوه وكبار المنظّرين والمفكّرين فيه.

حيث تُجمع هذه الدراسات والتقارير والخطابات والكلمات والكتابات على تبنّي لسانٍ تخويفيّ شديد اللّهجة، يحذّر الغربيّين من يومٍ عسيرٍ يمكن ـ بزعمهم ـ أن يعود بالويل والثبور على العالم كلّه، وهو اليوم الذي تعود فيه اليقظة لتحلّق في سماء العالم الإسلاميّ، وذلك معرفةً منهم بالبديل الحضاريّ الممتاز الذي يمكن للإسلام النقيّ والأصيل أن يقدّمه للعالم، والذي من شأنه، لو تمّ بيانه وتقديمه للناس بالشكل الصحيح والمناسب، أن يقلّص دائرة النفوذ الغربيّ إلى حدٍّ كبير، وأن يقلّل من فرص تفوّق الغرب التي تحثّه على المزيد من التعالي والعنجهيّة والطغيان.

وبالرغم من كلّ المحاولات المشبوهة التي تعمل بعض الجهات على بثّها والترويج لها، عملاً بأجندات واضحة في بعض الأحيان، وبسبب السذاجة والبساطة والإهمال واللّامبالاة في أحيان أُخرى، بالرغم من ذلك كلّه، فإنّ الصحوة الإسلاميّة اليوم عادت لتكرّس نفسها حقيقةً عمليّة واضحة لها ظواهرها وآثارها في شتّى المجالات من المجتمع الإسلاميّ، من قبيل: التصوّرات عن الكون والحياة، وعن الدور الذي يمكن للإسلام أن يلعبه في صياغة وصناعة مستقبل الأمّة، وعن قدرة الإسلام على إرشاد الأمّة وتوجيهها على امتداد مسيرتها السياسيّة والاجتماعيّة والحضاريّة..

كما أنّ لهذه الصحوة آثارها الواضحة أيضاً على صعيد عودة الجماهير إلى الإسلام ومفاهيمه ونظمه وقيمه، والدعوة إلى تطبيقها في كلّ الساحات والميادين، وصولاً إلى طرح مسألة وجود الحلّ الإسلاميّ للمشاكل المتنوّعة التي تعاني منها الأمّة.

فها نحن اليوم، وبالرغم من ازدياد مظاهر الفساد والانحلال في المجتمعات الإنسانيّة عامّةً، نشهد اتّساعاً غير مسبوق لظاهرة التزام المسلمين وإقبالهم نحو المزيد من التقيّد بالتقاليد والشعائر الإسلاميّة في قبال ما يحاول البعض التسويق له على الساحة الاجتماعيّة الإسلاميّة من أساليب متنوّعة أقلّ ما توصف به أنّها: غريبة عن ذهنيّة المسلمين وبعيدة كلّ البعد عن أنماط عيشهم وتفكيرهم وذوقهم العامّ.

ولا أدلّ على هذا الاتّساع في دائرة عودة المسلمين إلى أحضان دينهم والتعاليم الإسلاميّة من المظاهر المشهودة التي تشكّل مؤثّراً واضحاً على فقدان الطروحات والأفكار الغربيّة ما كان لها في السابق من قدرة تأثيريّة عند الشعوب الإسلاميّة، وهي التي تُعلن اليوم، وفي أكثر من مناسبة، رأيها الحازم وقرارها الواضح بمعاداة الفكر الغربيّ لكون هذا الفكر اختار الغزو والاستعمار كأداة لانتشاره بينهم بدلاً من الدليل والمنطق والحوار والعقلانيّة والأسلوب الهادئ والموضوعيّ..

كما لا تنفكّ هذه الشعوب تُعلن عن تشكيكها وتحفّظها وعدم وثوقها تجاه كلّ ما يفِد إليها من الأفكار والمشاريع والبرامج من ناحية الدول الغربيّة والمؤسّسات الدوليّة التابعة لها، وبالأخصّ: ما يأتي من قِبَل الولايات المتّحدة الأمريكيّة، معتبرين أنّ الكيديّة الواضحة التي تمارسها الإدارة الأمريكيّة وحلفاؤها في سياساتها ضدّ خيارات الشعوب المسلمة، والانحياز التامّ الذي تظهره أمريكا والغرب عموماً نحو الكيان الصهيونيّ الغاصب والمحتلّ وضدّ القضايا المحقّة للعرب والمسلمين، كلّ هذا، يُسقط جميع آمال الغربيّين وأحلامهم في لعب أيّ دورٍ وسطيّ أو مركزيّ تجاه قضايا المنطقة والعالم، كما أنّه يجعلهم في عيون أبناء الأمّة الإسلاميّة في مصافّ العدوّ الذي يراهن على هزيمة هذه الأمّة وتراجعها وفشل خياراتها، لا في موقع المدافع الحريص عنها، أو الصديق الرؤوف بها، على خلاف ما تحاول أمريكا والغرب والأنظمة العربيّة الرسميّة المتأمركة والمتعاملة مع قوى الشرّ على حساب أوطانها وشعوبها، ما تحاول جاهدةً أن تقنع به الإنسان العربيّ والمسلم، ولكن عبثاً ومن دون جدوى.

والنقطة المضيئة التي أرى في الختام أنّه يجدر بنا الوقوف عندها مليّاً والعمل على تعزيزها وتطويرها وتجذيرها أكثر فأكثر في أعماق وعينا الإسلاميّ، هي أنّ دراسة التاريخ البشريّ دراسةً متأنّية ومتجرّدة تحتّم علينا الاعتقاد بالنتيجة التالية، وهي: حتميّة الفوز في هذا الصراع الحضاريّ الكبير لصالح الأهداف المعنويّة النبيلة والمحقّة، وأنّنا عندما نصدق حقّاً وحقيقةً في تحرّكنا نحو إنجاح هذه النهضة والصحوة الإسلاميّة المباركة، فإنّ الغد أمامنا سوف يكون مشرقاً لا محالة، عملاً بالوعود القرآنيّة القطعيّة بالنصر المؤكّد المبين والمؤزّر.
رقم : 398513
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي

البريد الإلكتروني
تعليقك

أهم الأخبار
إخترنا لکم