0
السبت 28 أيار 2011 ساعة 11:03

سقط القناع عن الوجوه الغادرة

سقط القناع عن الوجوه الغادرة
سقط القناع عن الوجوه الغادرة
يمسكون بقضية طفل عذب بطريقة وحشية على حد قولهم وجرى قتله وتشويه جثته فيعرضون منظرها المؤلم ويعرضون معها شيئاً مماثلاً لمدرس يقولون أنه قتل بعد تعذيبه على يد أجهزة الأمن السورية أو الجيش السوري. 

في النموذجين المرعبين يتم نسبة الفعل الإجرامي للقوي السورية الأمنية ويحملون النظام السوري تبعات ذلك في تناغم واضح مع أصوات الشجب والتهديد والصرخات التي يطلقها أمثال ساركوزي وأوباما وآخرين من زعماء الدول الغربية حول ضرورة أن يتعامل النظام بطريقة أخرى مع المتظاهرين. 

في ليبيا كانت قناة الجزيرة هي ذاتها من أطلق المارد من القمقم بجملة من الأكاذيب والصور المفبركة وكلنا نتذكر حتى اللحظة الكذبة الكبرى حول قصف القذافي لطرابلس بالطائرات، وكذلك حملة التحريض والفتنة التي أوصلت ليبيا إلى ما هي عليه اليوم من اقتتال وتقسيم وتدخل غربي في شؤونها. 

الجزيرة وشبيهاتها والذين يقفون وراءها يستدرجون تدخلاً أجنبياً في سورية بطريقة لا يمكن تسميتها سوى بالدعارة الإعلامية والسياسية، وتلك قصة سنتناولها في مقال أكثر تفصيلاً. 

تكرار المنظر المروع للطفل القتيل والمشوه جثته ونسبتها لفعل النظام السوري بالطريقة الفاضحة دون دليل ومن ثم إرفاق ذلك بتعليق لكاتب متخصص في التحريض والندب يعطي المؤشر على هوية القناة وأهدافها المطابقة لما تريده الولايات المتحدة الأمريكية ومن يدور في فلكها. إن استمرار عرض الصورتين للطفل والمدرس كما وصفوهما لساعات طويلة ودون أن تشرح لنا القناة العارضة لماذا يقدم الأمن السوري على قتل طفل وتشويهه وقطع بعض أجزاء جسده، ولا تقدم حتى سبباً معقولاً لفعلة وحشية كهذه أو الحكمة من ارتكابها. 

السؤال المنطقي الذي يظهر هنا هو: كيف لجهاز أمن موصوف بالجبروت والقسوة والقدرة ويقوم بارتكاب جريمة بهذه البشاعة تدينه وتجعله عرضة للمحاسبة الداخلية وربما الخارجية أن يترك وراءه دليلاً بهذا الوضوح ؟ إن أي عاقل في الدنيا لا يمكن أن يصدق رواية قناة التلفيق وأخواتها لأن ما جرى عرضه على شاشاتها بخصوص الطفل لا تسنده الأدلة المادية ولا المنطقية. 

إن وضع الخبر السوري في صدارة النشرة لهذه القنوات والتركيز على صور المظاهرات وإرفاقها بكم كبير من التحريض والتعليقات الموحية وبأسلوب غير مهني أو محايد يقدم الدليل على ضلوع هذه الفضائيات في التآمر على سورية علم ذلك العاملون بها أو لم يعلموا. 

إن مخاطبة المشاعر والغرائز في هذه القنوات ستستمر في الأيام القادمة بل وستزداد وتيرتها يوماً بعد يوم وكلما اقتربت سورية من التهدئة وبدء الإصلاحات كلما ضاعفت جهودها لتخريب أي اتفاق وطني يفضي لوقف المواجهة ونبذ الحل الأمني لصالح الحوار والحل السياسي. إن استدراج الغرب للتدخل في سورية لن يكتب له النجاح ولن يبقى الشعب العربي مخدوعاً إلى ما لا نهاية. سورية ستجتاز محنتها وقد سقط القناع عن وجوه هؤلاء المأجورين.

/ انتهى التحليل /
كاتب : زياد ابوشاويش
رقم : 75097
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي

البريد الإلكتروني
تعليقك

أهم الأخبار
إخترنا لکم