0
الثلاثاء 13 آب 2013 ساعة 15:00

التمثيل بالجثث مرة أخرى !

التمثيل بالجثث مرة أخرى !
التمثيل بالجثث مرة أخرى !
واقعة التمثيل بالجثث لم تكن الأولى ، وتونس لم تكن البلد الوحيد الذي شهدها . التمثيل بالجثث يعكس حقيقة معتقدات هؤلاء ، المسألة ليس لها علاقة بالدين ، المسألة لها علاقة واضحة بالظواهر النفسية المرتبطة بارتكاب الجريمة والتلذذ في تخطي كل حدود الإنسانية أثناء ارتكابها.

هناك ماكينة حقد هائلة ذات محرك ضخم جبار ، هدفها اقتلاع أي أثر للإنسانية من نفوس البشر في منطقتنا ، وإعلان البشاعة والهمجية والقسوة على رأس قائمة الفضائل المطلوب إشاعتها وربطها ظلماً بفريضة الجهاد ، وبالتالي بالدين الإسلامي الذي نهى ضمن ما نهى ، عن المثلة حتى مع كفار قريش أنفسهم.

من الصعب جداً أن يصل العداء والرغبة في الانتقام حد ارتكاب مثل هذا النوع من الجرائم . التمثيل بالجثث يعني عدم اكتفاء القاتل بفعل القتل نفسه ، وهو ما يدفعه لممارسة قتل أعضاء القتيل المقتول أصلاً !

التمثيل بالجثث محاولة لاستعادة (( لذة )) فعل القتل حتى ولو ضد جثة لا حول لها ولا قوة ، وحتى ولو خلا فعل القتل من جوهره : إنهاء حياة القتيل عن طريق انتزاع الروح من الجسد . لا شك أبدا في أن هؤلاء يشعرون باللذة أثناء قيامهم بالقتل ، وهي ظاهرة غير طبيعية من الناحية النفسية ، أما أن يتجاوز هؤلاء لذة الشعور بالقتل إلى محاولة اجترار اللحظة وإطالة أمدها إلى أطول وقت ممكن عبر العبث بالجثة والتمثيل بها وتقطيعها ، فهذا ما يصعب فهمه تحت أي إطار ، خصوصا عندما ترتبط هذه الأفعال بشعارات براقة مثل المعارضة والثورة على الظلم والاستبداد !

التربية العقدية التي يتلقاها التكفيريون الإرهابيون ، هي بلا شك السبب فيما وصلوا إليه . وهذا هو مكمن الخطورة . فالقصة ليست قصة عصابة يتكون أعضاؤها من السايكوباثيين والمصابين بالسادية ، ولكنها قصة شبان تعرضوا لأبشع عمليات غسل الدماغ باسم الدين ، لتنفيذ أجندات سياسية لا أظن أن الغرب بريء منها .

لقد قامت منظمة التعاون الإسلامي باستنكار هذه الجريمة البشعة ، لكن الواجب على كل المهتمين بشؤون العرب والمسلمين ، يتجاوز إصدار بيانات الاستنكار ، ويستدعي إطلاق حملة توعية يسبقها عمل مؤسسي يستهدف إجراء دراسات نفسية وسياسية واجتماعية واقتصادية لمحاربة هذه الظاهرة بشكل علمي.

إذا كان الهدف من وراء ما يحدث هو تتويج البشاعة والهمجية والقسوة على رأس قائمة الفضائل لدى أجيالنا الجديدة ، فاعلم أن هناك مخططاً جهنمياً لتدمير الأمة.

بقلم: أنس زاهد
 
/ انتهى المقال /
رقم : 292089
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي

البريد الإلكتروني
تعليقك

أهم الأخبار
إخترنا لکم