0
الأربعاء 14 أيار 2014 ساعة 13:54

"القاعدة".. صناعة أمريكية

"القاعدة".. صناعة أمريكية
"القاعدة".. صناعة أمريكية
وهي:‏ 

أولاً : الاعتراف بإسرائيل وإقامة سلام معها وإسقاط حق العودة.‏ 

ثانياً : مواجهة حزب الله والنفوذ الإيراني في المنطقة وقطع أي علاقة مع إيران‏ 

ثالثاً : إقامة علاقات مميزة ترتقي إلى حالة التحالف مع أمريكا.‏ 

هذه الايام كثر الحديث عن تنظيم القاعدة الذي يتزعمه بن لادن واصبحت القاعدة منتشرة في بلاد كثيرة من بلاد المسلمين .

فمن موطنها الاصلي الذي هو افغانستان استغلت القاعدة عدم استقرار الاوضاع في العراق اثر الاجتياح الامريكي وتمكنت من التغللغل فيه وانشاء معاقل لها هناك للتدريب على حمل السلاح والمواجهة .

الى انتشارها في اليمن على اثر الاوضاع الغير المستقرة وهنا نلاحظ ان القاعدة دائما تستغل الاوضاع الغير المستقرة في اي بلد لكي تتخده مدخلا لها .

ثم الى الانتشار في الصومال وبلدان المغرب العربي الى الانتشار في بلدان جنوب الصحراء .حتى اصبحت القاعدة خطرا مهددا لسلامة البلدان العربية والاسلامية اكثر من اي احتلال . 

منذ ان تم انشاء ما يسمى بتنظيم القاعدة من قبل المخابرات المركزية الامريكية وبمساعدة كل من الحكومة السعودية والمصرية ,حيث ان لكل من هؤلاء هدف يسعى لتحقيقية, فالادارة الامريكية كانت تريد خروج الاتحاد السوفيتي السابق من افغانستان والحكومة السعودية تريد التخلص من هؤلاء المتشددين لديها والذين يطالبون بين حين واخر باقامة امارة اسلامية ومصر كذلك تريد التخلص منهم بعدما قاموا بعددة عمليات ضد السياح الاجانب وهكذا مع باقي الدولة العربية كاليمن والجزائر وتونس والمغرب إلاأن هؤلاء لم يفكروا بانة ياتي يوم ينقلب فية السحر على الساحر وهو ماحصل. 

فبعد خروج الاتحاد السوفيتي من افغانستان وانهيارة كليا عاد هؤلاء المقاتلين الى بلدانهم بعدما اصبحوا متمرسين على القتال وحرب العصابات ونلاحظ في هذه الفترة أي بعد عودتهم قد زادت الحوادث الامنية في كل من هذه البلدان واصبح هؤلاء يشكلون عبء اخر على الانظمة التي ينتمون اليها. لذلك بادرت هذة الانظمة بالاسراع الى الولايات المتحدة لايجاد الحل بما يسمى بالتعاون الامني فكانت النتيجة المسرحية الرائعة التي كتبت فصولها المخابرات الامريكية واخرجها صقور البيت الابيض بنجاح وهي احداث (11من ايلول).
 
لم يعد بالإمكان إنكارُ تبعية القاعدة لأمريكا، فالمذابح التي ترتكبها هذه العناصرُ تؤكد عملياً أن أمريكا هي المستفيدة منها وهي الرابح الأكبر من ورائها، وهي من تزود هذه العناصر بالأسلحة، وهي من تستخدمهم لتحقيق أهدافها، وتتخلص منهم عندما لا ترى فيهم أية فائدة، القاعدة صناعة أمريكية تقتُلُ بأمر أمريكا، ولما يخدم مصالح أمريكا، ولما يحقق أهدافها، ولما يعزز من نفوذ أمريكا، ولما يرفع من أسهم أمريكا في الـيَـمَـن والمنطقة العربية. 

• لم نسمع عن عملية إرهابية استهدفت القوات الأمريكية في الـيَـمَـن، ولم نسمع عن أي استهداف للقاعدة للسفارة الأمريكية في صنعاء حتى عندما تمت الإساءة للرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم!!، كــُــلّ عمليات القاعدة ضد المسلمين، ضد الأبرياء، ضد البسطاء، ضد الجيش والأمن، ضد الأمن والاستقرار، ضد الإنسانية، أمريكا تسعى لتدمير الـيَـمَـن بأيدٍ يمنية، أمريكا تريد احتلالَ أرضنا ونهب خيراتنا، أمريكا هي الإرهاب، أمريكا هي "القاعدة"، تشهَدُ بذلك جرائمُ طائراتها بدون طيار وأكذوبتها الدولية "الحرب على الإرهاب".

في أكثر من لقاء مع محللين روس على قناة (روسيا اليوم) ذكروا أن "القاعدة" (صناعة أمريكية)، ولهم في ذلك شواهد يعتبرونها أدلة دامغة، وبطبيعة الحال لا يمكن إغفال مثل هذه التحليلات السياسية، لان القائمين عليها ذوو خبرة كبيرة ومعمقة في التحليل السياسي، كما أنهم يملكون معلومات ربما تتسم بالدقة لحد كبير، مع الإشارة إلى ان مثل هذه التحليلات قد تكون في سياق سجال او صراع أو تنافس أمريكي روسي على القوة والمصلحة، ولكن لا يستطيع المراقب السياسي أن يحسب العملية كلها من خلال هذا المنظور حصرا، فقد ولت تلك الفترة التي يتعامل فيها المحللون السياسيون مع الاحداث والوقائع من زاوية واحدة، كما هي سليقة حزب التحرير، وعادة الشارع العربي بشكل عام. 

المحللون هؤلاء بطبيعة الحال لا يقدمون تحليلهم هذا بشكل مطلق، فكون القاعدة صناعة أمريكية لا ينفي تمرد بعض زعمائها على أمريكا، ولا ينفي تعاون القاعدة مع أنظمة تعادي واشنطن، فهم أبعد ما يكون عن هذه الطريقة الساذجة في تقديم تصورهم المذكور.

فهل "القاعدة" أمريكية والسؤال بصيغة نسبية كما تتطلبه اللغة السياسية؟

القاعدة أمريكية! 

ليس من حيث النشأة، فهذه القضية معروفة كما يقول الكثير من المحللين، لانّ "القاعدة" تفرعت أو هي حصيلة تلك الجموع الافغانية من ابناء قتلى الغزو الروسي لافغانستان، تلك الجموع التي خضعت لتنظيم عسكري تعليمي ديني منغلق تحت اشراف اختصاصين بالعلوم الدينية التقليدية، وبأموال دول نفطية عربية، وبدعم أمريكي مطلق بشكل وآخر، هذه الجموع (المجاهدة) التي استطاعت أن تلقن الروس درسا قاسيا، والتي تمخضت جهودها عن دولة افغانستان الإسلامية، ومن المعروف أن الشيخ بن لادن كان على صلة وثيقة ومباشرة وفاعلة مع واشنطن، بل يُقال أن له صداقات عميقة مع بعض الاسر والعوائل الامريكية النافذة، بما فيها عائلة بوش الأب، وبالتالي، وبلحاظ هذه العلاقة التأسيسية بين واشنطن و"القاعدة" يكون من الصعب أن تبرئة القاعدة من كونها أمريكية، لا من حيث النشاة كما قلت بل من حيث نشاطها بشكل عام، وممارساتها (الارهابية) التي راحت تشغل العالم طولا وعرضا، فليس من المعقول أن تتحرر طالبان من تبعات هذه العلاقة بالمرّة، وليس من المعقول أن تترك واشنطن طالبان من خلال هذه العلاقة العميقة والكبيرة من دون أن تزرع في جسدها (عملاء) و(نافذين) و(مرتبطين)، وهذه قضية بديهية كما يقول هؤلاء المحللون. فظروف النشاة وعلاقة هذه النشاة بواشنطن أو الدوائر الاستخبارية في واشنطن يجب أن نضع لها قيمة كبيرة في تحليل واقع "القاعدة" واتجاهها ونشاطها. 

والغريبُ هنا أن نسمعَ عن تحالفاتٍ مشبوهة ودعم لوجستي لقاعدة أمريكا في الـيَـمَـن من النظام السعودي وقوى دينية وعسكرية وحزبية وقبلية يمنية من أجل جني مكاسبَ رخيصة على حساب أرواح ودماء الأبرياء، والأكثر غرابة أننا رغم مرور سنوات على ظهور ما يسمى للقاعدة لم نشاهد تنفيذَ حكم إعدام بحق أحدهم، وكل ما نسمعه ونشاهده هو فرارُ سجناء هذا التنظيم بطرق عجيبة لا تخلو من الاستغفال والضحك على الذقون، وفي الأخير نكرر: أمريكا هي الإرهاب، أمريكا هي "القاعدة"، أمريكا هي الإجرام.
كاتب : سالي الشامي
رقم : 382386
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي

البريد الإلكتروني
تعليقك

أهم الأخبار
إخترنا لکم