1
0
الأربعاء 29 كانون الثاني 2014 ساعة 13:01

ائتلاف سعوديّ ـ صهيونيّ من أجل الضغط على إيران

ائتلاف سعوديّ ـ صهيونيّ من أجل الضغط على إيران
ائتلاف سعوديّ ـ صهيونيّ من أجل الضغط على إيران
هذا الامتناع السعوديّ "الاستعراضيّ"، وهذه التصريحات الإسرائيليّة الشديدة اللّهجة تحوّلت إلى ما يُشبه المقدّمة لتشكّل ائتلافٍ جديد سعوديّ ـ صهيونيّ في منطقة الشرق الأوسط.

ويشكّل هذا الائتلاف الجديد بين الرياض وتل أبيب النموذج التقليديّ لمقولة "عدوّ عدوّي صديقي"، علماً أنّ العنصر والمكوّن الأساس في هذا النوع من الائتلاف والشراكة ليس شيئاً آخر سوى الخوف والرعب.

فهو خوف ورعب هذين النظامين، كليهما، من الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة، الخوف والرعب والقلق على مستقبل هذين النظامين.

ولطالما كانت كلّ من تل أبيب والرياض، ولفترةٍ طويلة من الزمن، بمثابة حجري زاوية وركنين أساسيّين تعتمد عليهما الإدارة الأمريكيّة كأدوات لتنفيذ مشاريعها في منطقة الشرق الأوسط، وهما خلال هذه الفترة كانا يبدوان مثل حاملتي طائرات ضخمتين غير قابلتين للغرق.

وقد كان هذان النظامان في السعوديّة و"إسرائيل" دائماً يحافظان على وجود مسافةٍ معيّنة بينهما؛ ذلك لأنّ وجود أيّ نحوٍ من التحالف العلنيّ بين مملكةٍ سنّيّةٍ متشدّدة، وبين ما يُصطلح على تسميته غربيّاً بـ "الجزيرة الصغيرة التي تمثّل الديمقراطيّة الغربيّة في منطقة العالم الإسلاميّ"، مثل هذا التحالف، من شأنه أن يشكّل صدمةً كبرى وظاهرةً غير طبيعيّة.

كلّنا نعلم أنّه من الممكن في عالم السياسة أن ينخرط السياسيّون ـ من غير وعيٍ منهم ـ في التعامل حتّى مع الشيطان نفسه، ولكن، وكما هو معلوم، ثمّة فرق بين أن تتعامل مع الشيطان بوعيك وإرادتك، وبين أن تصبح شريكاً للشيطان في معاملاته ومواقفه، فهذا مفهوم وذاك مفهوم آخر.

لهذا السبب كان آل سعود والمسؤولون الصهاينة في تل أبيب مجبورين ـ إلى مدّةٍ معيّنة ـ على إخفاء العلاقات المتبادلة التي تجمع فيما بينهما.

ولكن، وفي عهد الرئيس الأمريكيّ الحاليّ، باراك أوباما، فإنّ هذه الشراكة الاستراتيجيّة التي كانت قائمةً بين واشنطن وبين المملكة السعوديّة، والكيان الصهيونيّ، هذه الشراكة التي كانت تبدو طيلة الفترة السابقة شراكة أساسيّةً ومبدئيّةً ولا تقبل الخلل، قد باتت اليوم في معرض الخطر.

كانت بداية الأمر عندما تنكّر البيت الأبيض لهذا الائتلاف السعوديّ ـ الصهيونيّ الذي تشكّل في مواجهة سوريا. ووجد هذا الائتلاف (الجديد القديم) نفسه عاجزاً عن مواجهة الرئيس السوريّ بشّار الأسد، من دون الدعم والتغطية التي كانت تؤمّنها القوّات الجوّيّة الأمريكيّة، حيث كان هذا الائتلاف قد بنى حساباته وخططه كافّةً على افتراض أنّ الولايات المتّحدة الأمريكيّة عازمة فعلاً على شنّ هجمة عسكريّة على سوريا، وهو ما لم يحصل.

ثمّ تلا ذلك، بلاء جديد حلّ بالسعوديّة وحليفتها "إسرائيل"، فقد أظهرت واشنطن رغبتها بإنشاء علاقات سلميّة مع الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة، الأمر الذي فهمته السعوديّة و"إسرائيل" على أنّه بمعنى فشل كلّ الجهود والمساعي التي بُذلت خلال السنوات العشر الأخيرة على صعيد السياسة الخارجيّة.

يستطيع آل سعود أن يتحمّلوا الاتّهامات الموجّهة إليهم من قِبَل العالم الإسلاميّ بممارسة سياسات النفاق والتزوير والتحريف، لكنّهم لا يستطيعون أبداً أن يتحمّلوا "صحوة إسلاميّة شيعيّة"؛ ذلك لأنّهم يعتبرون مثل هذه الصحوة موجبةً وقادرةً على إزاحة المملكة وإخراجها عن عموم المشهد السياسيّ في العالم الإسلاميّ.

من جهتها، وجدت "إسرائيل" نفسها واقعةً في مأزق مشابه؛ حيث إنّها تعلم جيّداً أنّ ائتلافها وتحالفها أمام الملأ العامّ مع الأصوليّين والمتشدّدين الإسلاميّين، ممّن عُرفوا ـ في السابق كما حاليّاً ـ بأنّهم زمرة من المجرمين والإرهابيّين الذين يقطعون رؤوس كلّ من يعارضهم، ويأكلون قلوبهم، وهم أنفسهم المتخلّفون الذين لا يسمحون للمرأة في بلادهم بالجلوس وراء مقود السيّارة، هذا الائتلاف والتحالف لا يستطيع ـ بشكلٍ من الأشكال ـ أن يكون مضاهياً لإعادة العلاقات مع إيران، إيران التي يعترف بها العالم بأسره كقوّةٍ إقليميّة عظمى، وإيران التي لم ترضخ لكلّ تلك العقوبات المفروضة عليها.

وبهذا يكون باراك أوباما قد قدّم للعالم بأسره خدمةً جليلةً يستحقّ أن يُشكر عليها، طبعاً لا من باب حسن النيّة، بل فقط بسبب الأزمة التي تمرّ بها السياسة الخارجيّة الأمريكيّة، تمثّلت هذه الخدمة في إرغام كلٍّ من الرياض وتل أبيب على أن تكشف النقاب عن وجهها الحقيقيّ، وإخراج العلاقات الثنائيّة القائمة بين الجانبين إلى العلن، وبمرأىً من كلٍّ من المجتمع الصهيونيّ والعالم الإسلاميّ.

وبالطبع، تندرج هذه الخدمة في سياسة "إخفاء وعاء تحت نصف وعاء"، وهي في حقيقة الأمر تُعدّ نوعاً من الاختبار تقوم به الولايات المتّحدة الأمريكيّة لمعرفة مدى استقامة شركائها في منطقة الشرق الأوسط وجهوزيّتهم واستعدادهم للقيام بدور جديد مستقلّ في مجال الدفاع عن المصالح والمشاريع الأمريكيّة في المنطقة.

فهذا الحديث عن أنّ الولايات المتّحدة الأمريكيّة "تخفّف اليوم من حضورها في منطقة الشرق الأوسط، وأنّ مركز الثقل اليوم في السياسة الخارجيّة الأمريكيّة قد انتقلت نحو منطقة جنوب شرق آسيا والمحيط"، هذا الحديث ليس عارياً عن الصحّة تماماً، لكنّه أيضاً ليس صحيحاً بالكامل، بل إلى حدٍّ ما فحسب.

وكانت سوزان رايس، من بناة السياسة الخارجيّة في الولايات المتّحدة الأمريكيّة، قد أعلنت، وبكلّ وضوح وصراحة أنّ "الولايات المتّحدة لا تستطيع أن تبقى مشغولةً بمنطقة واحدة فقط ٢٤ ساعة في اليوم، و ٧ أيّام في الأسبوع".

وفي الواقع، إنّ كلام رايس هذا يشكّل تتمّةً واستمراراً للفكرة التي كانت طرحتها هيلاري كلينتون فيما يرتبط بضرورة التحوّل نحو آسيا، هذه الفكرة التي كانت كلينتون، بل وباراك أوباما نفسه قد بادرا إلى طرحه منذ عامين.

ولكن هل يمكن لنا أن نفهم هذه التصريحات الصادرة عن مسؤولين كبار في الإدارة الأمريكيّة على أنّها تعكس رغبةً جدّيّة من واشنطن في الابتعاد والنأي عن منطقة الشرق الأوسط؟

قد يمكن أن تُفهم كذلك، لكنّ المهمّ هو أنّه لا يمكن التصديق بهذا الكلام.

إنّ أفضل حلّ توصّل إليه البيت الأبيض الأمريكيّ هو أن يتخلّى عن قسم من التكاليف التي تدفعها الإدارة الأمريكيّة ليضعها على عاتق لاعبين سياسيّين محلّيّين وإقليميّين، من "إسرائيل" إلى المملكة العربيّة السعوديّة، إلى الجيش والقوّات المسلّحة المصريّة. فالولايات المتّحدة لا يمكن أن تترك أو أن تتخلّى عن منطقة الشرق الأوسط، هي فقط قامت بتوكيل شركائها وحلفائها الاستراتيجيّين ببعض الوظائف التي تقوم بها في مجال حفظ مصالحها وحماية أمنها في المنطقة.

وهي بطبيعة الحال، سوف تستفيد وتنتفع أيضاً من المساعدة العسكريّة، ومن الاستقرار والثبات الذي يعمل شركاؤها على إحلاله في المنطقة.

ومن البديهيّ، أنّ هذه الخديعة الشرق أوسطيّة الجديدة التي يحاول باراك أوباما تمريرها في هذه الآونة الأخيرة متأثّرة إلى حدٍّ كبير بالفكر الدارويني الاجتماعيّ الدوليّ، والذي يقول: إنّ الشخص الأقوى هو فقط الشخص الوحيد الذي يمكن له أن يبقى على قيد الحياة، وببقائه على قيد الحياة فهو يتمكّن من أن يُثبت حقّه في الشراكة الاستراتيجيّة مع الولايات المتّحدة الأمريكيّة.

وهذه هي العلّة الحقيقيّة وراء سخط أو عدم الرضا لدى كلٍّ من الرياض وتل أبيب، فقد اعتاد هذان النظامان على أن يتصرّفا وفق رغباتهما، وحسبما يخطر ببالهما، دون أن يضطرّا إلى التفكير في عواقب الأمور والتداعيات التي يمكن أن تترتّب على أفعالهما؛ إذ حتّى لو طرأ أيّ سوء أو إشكال في العلاقة مع أحدٍ من دول الجوار، فإنّ إحدى ناقلات الطائرات الأمريكيّة هي دائماً موجودة في مكان قريب!

بالنسبة إلى مملكة آل سعود، فإنّ طهران هي أكبر مناشئ الخطر التي تتهدّدها! وقد أدركت الأسرة الحاكمة في المملكة أنّ الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة إذا كانت قد تمكّنت من النجاح في توسيع ومضاعفة مروحة سياستها الخارجيّة حتّى في أقسى الظروف التي تمرّ بها، وفي ظلّ أشدّ العقوبات الاقتصاديّة المفروضة عليها، وأن تتحوّل ـ رغم ذلك ـ إلى لاعبٍ أساسيّ لا يمكن الاستغناء عنه في منطقة الشرق الأوسط، بل وحتّى إلى لاعبٍ يمتلك أوراقاً كثيرةً رابحة في الأزمة السوريّة الراهنة، فإنّ مجرّد تصوّر أنّ إيران لم تعد مضطرّةً إلى أن تصرف مجهودها وطاقتها في المواجهة مع أمريكا ودول الاتّحاد الأوروبّي، ما يُتيح لها أن تتقدّم وتتوسّع أكثر فأكثر، مجرّد تصوّر ذلك، كافٍ لأن يُثير الرعب والهلع في قلوب هذه الأسرة الحاكمة.

منطق تل أبيب هكذا أيضاً، ولا يسع مراقباً أن ينكر ذلك أو يغفل عن هذه الحقيقة وهذا الواقع إلّا أن يكون مغرضاً مكابراً؛ ذلك أنّ "إسرائيل" تدرك جيّداً أنّ كلّاً من إيران وسوريا وحزب الله يشكّلون الطرف الآخر الذي يجب الحديث معه للوصول إلى أيّ حلٍّ عادل وشامل وواقعيّ للقضيّة الفلسطينيّة.

وأمّا اللّاعبون الآخرون، فهم سعياً وراء مصالحهم وأغراضهم الخاصّة، يستغلّون المفاوضات التي تجري بين الفلسطينيّين والإسرائيليّين، وبشكلٍ سيّء جدّاً، وهم على استعداد دائماً أن يُخضعوا كلّ شيءٍ لمبدأ التنازلات والمساومات، وأن يبيعوا حتّى أنفسهم في هذا السبيل، فضلاً عن بيع الفلسطينيّين أو تقديمهم مجّاناً مقابل الحصول على بعض الامتيازات والمكاسب السياسيّة.

وأمّا حركة حماس، فقد أضاعت نفسها، وأضاعت بوصلتها، وأضاعت طريقها وأهدافها، وهي تفتّش عن قوّةٍ تحتضنها. وفي الواقع، إنّ الشيء الوحيد الذي تحمله حماس ضدّ الإسرائيليّ إنّما هو الشعارات التي ترفعها.

هذا. فيما تحوّل كلّ من سوريا وحزب الله إلى عقبةٍ صعبة لا يمكن تجاوزها استطاعت أن تحول دون اتّساع الرقابة والسيطرة الإسرائيليّة على بلاد الشام.

كلّ تلك الصرخات الإسرائيليّة المتزايدة في شأن الملفّ النوويّ الإيرانيّ، والذي يعتبره الكيان الصهيونيّ خطراً أساسيّاً يتهدّد أمن المنطقة بأسرها، بل ويتهدّد الساحة الدوليّة كافّةً، هذه الصرخات، لها أيضاً جانب آخر، وهو إسكات وسائل الإعلام، وإرغامها على المضيّ قدماً في التهويل ضدّ البرنامج النوويّ الإيرانيّ.

لقد بدأت طهران عمليّة الخروج من حالة الانزواء التي كانت مفروضةً عليها على الساحة الدوليّة، وفي صورة خروجها تماماً من هذه الحالة، فهي ستعمل، وبكلّ إصرار، على إيجاد "منطقة خالية من السلاح النوويّ" في منطقة الشرق الأوسط، وهو ما سيشكّل نقطة الانطلاق نحو القضاء على الترسانة النوويّة التي يمتلكها الكيان الصهيونيّ الغاصب.

إنّ حالة الهلع والذعر والخوف هذه التي تعيشها كلّ من تل أبيب والرياض تجاه إيران ما هي إلّا نوع من أنواع الجنون، وشكل من أشكال المرض الذي أصاب عقول المسؤولين السياسيّين في كلا هذين البلدين منذ عشرات السنين. لكنّ هذا التحالف والائتلاف بينهما يمكن له أن يترك تداعيات خطيرة جدّاً على المنطقة، أخطر بكثير من التداعيات التي تتتسبّب بها النزعة التوسّعيّة الأمريكيّة.

هذا الامتناع الاستعراضيّ الذي أبدته المملكة العربيّة السعوديّة عن قبول مقعدٍ غير دائم لها في مجلس الأمن الدوليّ، والتصريحات الخشنة التي صدرت مؤخّراً عن الرياض حول فساد هذه المؤسّسة والمنظّمة الدوليّة لها تداعيات وعواقب أُخرى قلّما جرى الالتفات إليها. ذلك أنّ ما أعلنته الرياض في الواقع من خلال هذه التصريحات، هو أنّها لا تكترث بالقرارات التي تصدر عن مجلس الأمن، ولا تعتبرها ذات أهمّيّة، وهي غير مستعدّةٍ للعمل بها.

وهكذا هي "إسرائيل" أيضاً، فهي لطالما كانت حاضرةً في كلّ القرارات الصادرة عن مجلس الأمن، لكنّها لطالما أيضاً كانت تضرب بهذه القرارات عرض الجدار.

وهذا الأمر من الناحية العمليّة معناه أنّ كلّاً من "إسرائيل" والمملكة السعوديّة من الآن فصاعداً ليستا على استعداد أبداً لاحترام أيّ من القرارات التي تصدر عن مجلس الأمن الدوليّ والأمم المتّحدة في مختلف القضايا التي هي على صلةٍ وطيدة بتحقيق السلام والأمن العالميّين، وعلى رأسها: قضايا فلسطين، والشيعة، وسوريا، وغير ذلك.

الهجوم الدامي الذي شنّه نظام الحكم في الرياض على المواطنين في المحافظة الشرقيّة من البلاد، وكذلك على كلٍّ من البحرين واليمن، إضافةً إلى دعم واحتضان وتمويل آل سعود للإرهاب الدوليّ في مناطق عدّة من العالم، ومساعداتها الكثيرة وغير المحدودة التي تقدّمها السعوديّة للمجموعات الإسلاميّة المتشدّدة، كلّ ذلك، يعكس توغّلاً سعوديّاً للمزيد من تقديم دعم والتمويل للإرهاب وخلاياه.

وأمّا تل أبيب، فليس هناك من سببٍ يدعوها لإعلان جهوزيّتها واستعدادها لدخول المفاوضات السياسيّة حول قضيّة فلسطين والشعب الفلسطينيّ، كما لا يوجد ما يدعوها أيضاً إلى كفّ يدها عن الطرق الملتوية والإجراميّة التي تعتمدها في مواجهة الخطر النوويّ الإيرانيّ، من عمليّات تخريب واغتيال وقتل و.. وكذلك لا يوجد هناك ما يدعوها إلى الامتناع عن المواجهة العسكريّة والقتاليّة مع كلٍّ من حزب الله والرئيس السوريّ بشّار الأسد.

هذا التحالف الإسرائيليّ ـ السعوديّ ذاهب في اتّجاه إدخال هذه المنطقة في فصلٍ جديد من الإرهاب الدوليّ الممنهج والمنظّم الذي يطال المدنيّين والأبرياء بشكل يوميّ، كما يتجلّى ذلك بوضوح في تزايد النشاط الإرهابيّ لما يُسمّى بـ الجهاديّين في داخل سوريا، وفي العراق، وحالة التوتّر وعدم الاستقرار التي يشهدها لبنان.

ومن هنا، يجب علينا أن نكون في حالة ترقّب لإقدام هذين البلدين على تشديد حربهم غير المعلنة ضدّ الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة. ومن الطبيعيّ أن نجد المتشدّدين من أهل السنّة والجماعة، من جماعة "جند الله"، وعملاء "إسرائيل" في داخل إيران ينشطون ويتصرّفون بما تمليه عليهم مصالح الرياض وتل أبيب، وبكلّ وقاحتهم وخشونتهم المعهودة، ودون تفكيرٍ أصلاً بالدماء التي تسقط من جرّاء أفعالهم الإجراميّة ونشاطاتهم الإرهابيّة.

وفي هذا السياق، تعدّ الحوادث الأخيرة التي جرت في إيران، وتحديداً في منطقة بلوشستان، والتي أدّت إلى مقتل ١٧ من حرس الحدود الإيرانيّين، والاشتباكات المسلّحة مع منظّمة PJAK على الحدود مع العراق، تُعدّ هذه الحوادث أُولى العلامات الباعثة على القلق، والتي تؤشّر إلى أنّ هذا التحالف السعوديّ ـ الإسرائيليّ الحاليّ هو على استعداد للشروع في نشاطات هجوميّة وعدائيّة ضدّ طهران.

ومن المتوقّع في المستقبل أن يزداد عدد هذه الحوادث، وأن يرتفع منسوب العنف والشدّة، وأن تؤدّي إلى المزيد المزيد من سفك الدماء؛ لأنّ مثل هذا التحالف لا يمكن أن يصدر عنه سوى الحرب والعداء.

ولهذا السبب عينه، فإنّ هذه الحرب غير المعلنة، هي أكثر خشونةً، وأكثر عنفاً، وأكثر خبثاً ودهاءاً من الحروب العاديّة. وإنّ النتيجة الوحيدة التي يمكن أن تُفضي هذه الحرب إليها هي المزيد من عدم الاستقرار والمزيد من الدمويّة التي تعمّ المنطقة.
رقم : 346287
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي

البريد الإلكتروني
تعليقك

Morocco
ليس فقط تمرير الفكر الدارويني الاجتماعيّ الدوليّ،من طرف امثال اوباما،والذي يقول: إنّ الشخص الأقوى هو فقط الشخص الوحيد الذي يمكن له أن يبقى على قيد الحياة، وببقائه على قيد الحياة فهو يتمكّن من أن يُثبت حقّه في الشراكة الاستراتيجيّة مع الولايات المتّحدة الأمريكيّة،وانما كدلك الفكرالعربي المتسلط والمتشبث باراثة و استدامة المناصب السياسية،و التي يطمع من خلالها الاقوياء العرب السياسيون و الاقتصاديون في خلق جمهوريات وراثية ،يؤيد بشكل مطلق ،اديلوجيا و ثقافيا،قانون الغاب، اي البقاء للقوي ،ولعل ما تشهده الساحات العربية من اقتثال ابان التناوب الحكومي لخير دليل على تشبتهم المطلق بمواقع القوة السياسية، لكي يحصنون مصالحهم الاقتصادية،وان هده المعادلةالسيكولوجية، لا تخص فقط ال سعود ولكنا تشمل جميع اللوبيات العائلية او السياسية او العسكرية العربية،التي من الطبيعي تخاف على مصالحها،خصوصا وانها تفتقد لنظام ديموقراطي يقوي علاقة القاعدة بالقمةوالحاكم بالمحكوم.
أهم الأخبار
إخترنا لکم