0
الجمعة 22 آب 2014 ساعة 13:26

مفهوم الانتظار عند الإمام السيد موسى الصدر

مفهوم الانتظار عند الإمام السيد موسى الصدر
مفهوم الانتظار عند الإمام السيد موسى الصدر
إنّ الأمل هو طريق المستقبل، وهو صلة الإنسان بالمستقبل. فالإنسان الذي يعيش حالة اليأس، هو إنسان يجعل بينه وبين المستقبل سداً، لا يمكن تجاوزه. واليأس يعني الجمود، والجمود حقيقة يعني الوقوف والموت، وهو يخالف معنى الحياة المتقوّم بالحركة في كلّ لحظة وثانية.

إذاً، الأمل هو عبارة عن الطريق المفتوح. واليأس يعني الاستسلام للوضع الحاضر. ولا أقول إنّ الذي يئس من مستقبله يموت الموتة الطبيعية. لا! هو يموت الموتة الحقيقية، ليس الموتة الطبيعية. لماذا؟ لأنّ الإنسان اليائس من المستقبل سوف يعيش حياة لا فائدة منها غير الاهتمام بالمأكل والملبس.

إنّ التاريخ يكشف بوضوح، أنّه قد مرّ علينا كما مرّ على الأمم السابقة، من فترات طويلات من المحن والبلاءات والتهديدات، ولولا الأمل بمجيء صاحب الزَّمان، وبالفرج الإلهيّ المعجز، لو لم يكن هذا الأمل لكنّا متنا وذبنا. ولكنّ أملنا بكلام الرسول: "لو لم يبق من العالم إلّا يوم واحد لطوّل الله ذلك اليوم، حتى يأتي رجل"... ولقد اتّضح وتكرس الأمل فينا، لأنّنا لا نشكّ بصدق الرسول وبقول النبيّ. أملنا -إذن- هو الذي أبقانا، وهو الذي حفظنا، وهو الذي جعل بيننا وبين المستقبل خطاً وطريقاً.

فالأمل نبع من هذه العقيدة, وهذه الفكرة ليست مختصّة بنا، فبعد ارتفاع المسيح عليه السلام، أو بعد استشهاده وارتفاعه حسب رأي المسيحيين، وقع المسيحيون في اضطهاد لم يكن له مثيل في العالم آنذاك، لا مثيل له في تاريخ الأديان... ولكنّ الأمل ببشارة المسيح حينما يقول: "يأتي روح الحق" -هذا الذي يفسر بروح القدس، وتجلّي روح القدس، واتّحاده مع الكنيسة، لو لم يكن هذا الأمل - الفقرة التي نحن نفسّرها بمجيء النبيّ محمّد طبعاً - هذه الفقرة لو لم تكن تعني الأمل بالمستقبل، الأمل بالانتصار... لما كان قدِّر لهم البقاء، لأنّ الاضطهاد تجاوز حدّ الطاقة البشرية.

فالأمل نتيجة تربوية لانتظار الفرج. وقد أدّى دوره الكبير في تاريخنا، وسوف يؤدّي، بإذن الله، دوره الكبير في تاريخنا القادم".
رقم : 406118
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي

البريد الإلكتروني
تعليقك

أهم الأخبار
إخترنا لکم