0
الأربعاء 10 تموز 2013 ساعة 11:39

هل يرتدّ الوضع في مصر على تونس؟

هل يرتدّ الوضع في مصر على تونس؟
هل يرتدّ الوضع في مصر على تونس؟
هذا فيما دعت جمعيات تونسية قيادتها للتحرك في الشارع التونسي مثلما هو الحال في القاهرة .

ردّ المحلل السياسي جمعي القاسمي على الأسئلة المطروحة بشأن هذه المسائل وآخر المستجدات في تونس.

- كيف ترون الحراك السياسي في تونس بعد تتالي الدعوات المطالبة باسقاط حكومة الترويكا ؟

يبدو المشهد السياسي في تونس شديد الحركة باتجاه الاستفادة من الثورة التصحيحية التي شهدتها مصر في 30 يونيو/حزيران الماضي،وهو مشهد ستطرأ عليه خلال الأيام القليلة المقبلة تطورات متعددة ومتنوعة ستساهم في عملية الفرز السياسي التي بدأت تتبلور حاليا.

وبالنظر إلى تزايد وتصاعد التحركات السياسية والميدانية المنادية بتصحيح الوضع في تونس، من خلال التوصل إلى شرعية توافقية تحل مكان "الشرعية الانتخابية" التي يتكأ عليها الائتلاف الحاكم بقيادة حركة النهضة،فإن إمكانية تحول الدعوات إلى حل المجلس التأسيسي،وتشكيل حكومة إنقاذ وطني،إلى إمكانية واقعية من الناحية السياسية،واردة جدا إذا ما تواصلت عملية الفرز السياسي نسقها الحالي .

- هل يعني ذلك أنه سيكون للأوضاع في مصر إنعكاسات على تونس ؟
باعتقادي، فإن الأشهر الثلاثة التي ستلي عيد الفطر المبارك ستكون حاسمة في تونس، لأن الاحتقان السياسي والاقتصادي والاجتماعي الذي يسود المشهد حاليا لا يمكن أن يتواصل ،كما أن جملة من عناصر "الوهم" التي حاول الائتلاف الحاكم تسويقها لتبرير فشله الذريعة في إدارة شؤون البلاد قد سقطت،وتهاوت،الواحدة تلو الأخرى،حتى أن غالبية القوى السياسية وكذلك النقابية أيضا باتت تجمع اليوم على أن هذا الائتلاف يحتضر،وسقوطه غدا مسالة وقت لا غير

- هل أن حركة تمرد التونسية قادرة على تعبئة الشارع وتكرار السيناريو المصري؟
ما جرى في مصر في 30 يونيو/حزيران الماضي،هو زلزال سياسي بأتم معنى الكلمة،أبهر المنطقة والعالم أجمع،لأنه كشف بالملموس أن "الشعب يُمهل ولا يُهمل"،وأن "المارد الشعبي عندما يتحرك قادر على زعزعة أعتى العروش"،وبالتالي فإن لا أحد بإمكانه الوقوف في وجه إرادة الشعب.

ومن هذا المنطلق،فإن زلزال مصر ستكون له دون شك هزات ارتدادية قد تصل إلى تونس التي تبدو مرشحة أكثر من غيرها لأن تتأثر بما جرى في مصر،دون أن يعني ذلك إستنساخ السيناريو المصري بحذافره.

لذلك أعتقد أن حركة تمرد التونسية ستنجح إلى حد ما في تحريك الشارع التونسي ،ولكن نجاحها في الوصول إلى نتائج مؤثرة مرتبطة بمدى استجابة الأحزاب والقوى السياسية الفاعلة لما دعت إليه هذه الحركة الشبابية. 

ومن خلال متابعة ردود فعل بعض الأحزاب السياسية،وخاصة منها حركة نداء تونس،و"الجبهة الشعبية"،وإلى حد ما الإتحاد العام التونسي للشغل،أعتقد أن هذه الحركة ستنجح في زعزعة أركان الحكم الذي تقوده حركة النهضة،ودفعه على تقديم تنازلات كبيرة.

- كيف تعلقون على القراءات التي تقول إن معركة القصير في سورية كان لها دور في ما آلت إليه الأوضاع في القاهرة؟
قد تختلف القراءات هنا، ولكن الأكيد حسب اعتقادي أن معركة القصير، ونجاح قوات الجيش العربي السوري في تطهيرها من الإرهابيين والمرتزقة،كان لها كبير الأثر في تغيير قواعد الاشتباك المسلح على الأرض،وقواعد اللعبة السياسية على الصعيدين الإقليمي والدولي. 

فهذه المعركة قصمت ظهر المشروع الأمريكي-الصهيوني-الرجعي العربي الذي سعى بأساليب قذرة إلى ضرب وحدة المحور المقاوم الذي يمتد من دمشق إلى طهران مرورا ببيروت،وبالتالي الاستفراد بكل دولة من دول هذا المحور عله بذلك يقضي نهائيا على المقاومة فكرة وممارسة. 

ولكن حسابات البيدر ليست كحسابات الحقل،حيث محور المقاومة في إفشال هذا المشروع الذي حاول الرئيس المعزول محمد مُرسي ترميمه في آخر لحظة عندما عمد بقرار غير محسوب العواقب غلق السفارة السورية بالقاهرة،تاركا في نفس الوقت علم الكيان الصهيوني يُرفرف في سماء مصر وذلك في خطوة إستفزت جماهير الشعب المصري بقواه الحية التي كانت دائما تنظر إلى أن سورية هي العمق الإستراتيجي لمصر.

- هل أن سقوط الإخوان في مصر يعني نهاية الربيع العربي؟
ما يُسمى بـ"الربيع العربي" سقط منذ أن ثبت بالملموس أن هناك مؤامرة بأتم معنى الكلمة على إرادة الشعوب والالتفاف عليها من خلال إيصال الإخوان المسلمين إلى السلطة بشكل مُسقط وتحت شعارات باهتة تدثرت بغطاء الديمقراطية والحرية،والحال أن هناك إجماعا بأن هذه الجماعة لا تؤمن بالديمقراطية والحرية.
لذلك أعتقد أن سقوط الإخوان ليس في مصر فقط وإنما أيضا في بقية الدول العربية بدأ منذ معركة القصير التي غيرت كما قلت موازين القوى الميدانية،والسياسية على الصعيدين الإقليمي والدولي،ورأينا تداعيات ذلك في تركيا بعد أن إهتز النموذج التركي الذي سعى الأخوان إلى تسويقه كمثال للنجاح،حيث ارتجت أركانه في أسطنبول،ثم وصلت تلك التداعيات إلى قطر،التي تخلى أميرها عن منصبه لابنه نحسب أنها ليست معزولة عن التخبط الذي بات يسود أصحاب المشروع الأمريكي-الصهيوني-الرجعي العربي. 

إن القوات الجيش العربي السوري تُحقق النجاح تلو الآخر،والشعب في مصر لفظ الإخوان،والقوى السياسية والنقابية ومكونات المجتمع المدني بدأت تستعد لإطاحة بحكم النهضة،فيما صمدت المقاومة في لبنان،ونجحت إيران في إجراء انتخابات رئاسية بعيدا عن التجاذبات الإقليمية والدولية،ما يعني أن هذا المشروع ألتدميري سقط وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة.
 
/ انتهت المقابلة /
رقم : 281513
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي

البريد الإلكتروني
تعليقك

أهم الأخبار
إخترنا لکم