0
الأحد 24 تشرين الثاني 2013 ساعة 23:23

"إيران والشيطان الأكبر بداية النهاية"

"إيران والشيطان الأكبر بداية النهاية"
"إيران والشيطان الأكبر بداية النهاية"
كيف بدأت عملية التقارب؟

دخل السفير الامريكي الأسبق في لبنان جيفري فيلتمان إلى طهران بصفته نائب الأمين العام للأمم المتحده، وعقد جلساتٍ مطولة مع مساعد وزير الخارجية الايراني أولاً.

جرى نقاشٌ عام حول المنطقة والتوترات الموجودة فيها، وصولاً إلى العلاقات الامريكية الإيرانية، قدم الدبلوماسي الإيراني جردة حسابٍ سريعة لضيفه، عندها قال فيلتمان أنا أحمل لكم الرسالة التالية من الرئيس أوباما: “نتطلعُ إلى أفظل العلاقات معكم، وتصويب الأخطاء التي وقعنا بها على مدى اكثر من ثلاثة عقود”.

في المقابل كانت الإدارة الأمريكية تعمل على خط الحرب النفسية، من خلال إشعار المجتمع الدولي أن الضربة لسوريا حتمية.

الأميركيون هدفوا من وراء ذلك جس النبض الايراني، فإن نجح تهديدهم أكملوا مخططهم وإن فشلَ ساروا بالتفاوض.

كيف واجه الإيرانيون الموقف؟

حذاقة الدبلوماسية الإيرانية تلقفت الرسالتين الامريكيتين ووضعتهما تحت مجهر التحليل والدراسة الدقيقة، وتحولت الأجهزة بكل تشعباتها إلى ما يشبه خلية أزمة، فكلٌ يعرف إمكاناته وصلاحياته من تعليمات المرشد والرئيس إلى أصغر موظفٍ في بلدية.

على خط التفاوض كُلُّ شيءٍ كان جاهزاً، الخبراء، العسكريون، الامنيون، القضائيون، والاقتصاديون والدبلوماسيون.

وللمواجهة العسكرية إستنفرت الولايات المتحده كل وسائل إعلامها في العالم في حملةٍ غير مسبوقة. 

بدأت سُبَّحةُ التحذير من إي ضربةٍ لسوريا، أبرزها من الجنرال قاسم سليماني المراَقَب من كل أجهزة المخابرات الدولية، وأيُّ تصريحٍ يصدر عنه لا يمكن تجاهله حيث أعلن أن سوريا ستكون (مقبرة للمعتدين) وبالمقابل بدأت الخارجية الإيرانية تتحضر للتقارب المحتمل مع الشيطان الأكبر.

السلطان قابوس بن سعيد

لعبت سلطنة عُمان دوراً محورياً في تقريب وجهات النظر بين البلدين ونقل الرسائل وتذليل العقبات، وآخرُها إعلام الإيرانيين أن إدارة أوباما جادة في طيًّ صفحة الماضي، ونتمنى من قيادتكم التجاوب مع هذا الامر لما فيه مصلحة الخليج والعالم.

كان ردُ الإيرانيين، نحن على إستعدادٍ للسير في ما يحفظُ ثوابتنا ويُعززُ إستقرار المنطقة والعالم.

روحاني في نيويورك:

زيارةُ الرئيس الايراني إلى الامم المتحدة وخطابهُ الذي سرق الأضواء، تلقفتهُ الولايات المتحدة بكثيرٍ من الإيجابية، كذلك ممثلي وزعماء العالم تسابقوا لصورةٍ تذكارية في أروقة المؤسسة الدولية مع الضيف الإستثنائي.

بان كي مون والرسالة:

هي المرةُ الاولى التي يخرج فيها أمين عام المنظمة الدولية من مكتبه إلى باب المصعد لاستقبال رئيس دولة، أثناء لقائهما البروتوكولي فاتح كي مون ضيفه الإيراني أن الرئيس أوباما يرغب إلقاء التحية عليكم، رد الشيخ روحاني شاكراً حفاوة الإستقبال متمنياً مزيداً من التفعيل في عمل المنظمة الدولية كي تكون حاضنةً للمجتمع الدولي والدفاع العادل عن حقوق شعوب الارض بلا إستثاء.
إنتهى اللقاء وغادر الوفد الايراني بالحفاوة التي استقبل بها. 

أثناء توقف الموكب الإيراني في منطقة مانهاتن نتيجة زحمة السير، رن هاتف سفير طهران لدى الامم المتحدة الموجود في نفس السيارة التي تُقل الشيخ روحاني، فإذا به الرئيس باراك أوباما شخصياً، وهي المرةُ الاولى في تاريخ الولايات المتحدة، يتصل رئيس أمريكي برئيس دولة معادية ليقل “نتمنى لكم السلامةَ في رحلة العودة إلى بلدكم، وأن لا تنزعج سيادتك من بطء حركة السير في شوارع نيويورك”. 

لم يتفاجأ الرئيس الايراني بالإتصال عكس ما قال البعض، فكل المؤشرات كانت تدل على أن شيأ ما سيحدث.

لقاء ظريف وكيري:

بعد الاتصال التاريخي تسارعت الاتصالات بين ممثلين عن الامم المتحده برئاسة جفري فيلتمان ودينس روس وإيران لعقد لقاءٍ على مستوى رفيع يتجاوزُ بعض ناقلي الرسائل بين البلدين، وتم الاتفاق على لقاءٍ شكلي بين وزيري الخارجية، كان الشرط الايراني هو (عدم المصافحة بين الرجلين) لأن إيران تُريد أفعالاً لا كلاماً معسولاً وصوراً تمسحُ تاريخ الغطرسةَ الأمريكية، وبالفعل هذا ما جرى.

إستمر اللقاء زهاء الربع ساعةٍ فقط كبادرة حسن نية، حيث جرى الإتفاق على لقاءاتٍ ثُنائيةٍ في سويسرا بين مسؤولين من البلدين.

ماذا جرى في جنيف؟

تولت سلطنةُ عُمان التنسيق بين الجانبين وتحضير الأرضية لفتح كل الملفات العالقة منذ العام 79 إلى اليوم بلا إستثناء، وخاصةً الأرصدة الإيرانية المجمدة في واشنطن منذ العام 79 والتي كانت تُقدر بمئتي مليار دولار حيث يُطالب الإيرانيون إعادة المبلغ مع الفوائد المترتبة منذ أربعةٍ وثلاثين عاماً، عندها تفاجأ الأمريكيون بالطلب وقالوا إن إيران دولة إسلامية والإسلام يُحرم الفائدة، كان الردُ الايراني التالي (الإسلام يحرم الفائدة من المسلم لكنها جائزة من غير المسلم) . 

لقد أتفق الإيرانيون والامريكيون على مسائل كثيرة حتى المحكمة الدولية الخاصة بلبنان كانت موجودة.
بانتظار القادم من الأيام، لا بد أن يعرف من شن الحرب على سوريا أن المعركة حُسمت، واحتفالات النصر دنت، ومن اعتمد على الدعم الامريكي، فاليأخذها على مسؤوليتي، باعتهم أمريكا كعادتها ولن يصلوا إلا إلى سعر شاه إيران بعد الثورة.

كتب: محمود هزيمة / الخبر برس
 
/ انتهت المقالة /
رقم : 324317
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي

البريد الإلكتروني
تعليقك

أهم الأخبار
إخترنا لکم