0
السبت 22 آذار 2014 ساعة 14:24

آل سعود… تاريخٌ دمويّ لم يرحم أحداً في جزيرة العرب

آل سعود… تاريخٌ دمويّ لم يرحم أحداً في جزيرة العرب
آل سعود… تاريخٌ دمويّ لم يرحم أحداً في جزيرة العرب
وأخذ الأعراب يروحون ويغدون إلى الطائف حاملين المنهوبات التي يرسلون خُمسها إلى الأمير السعوديّ، كما عبثوا بالمصاحف والكتب الدينيّة ورموها ومزّقوها في الأزقّة، وعمدوا أخيراً إلى حفر آبار المدينة كلّها حتى المراحيض بحثاً عن المال.

بعد غزو الطائف ونهبها، توجّه سعود بجموع من الأعراب نحو مكّة فأخلاها الشريف غالب حاكمها. وفي الثامن من محرّم، وصل سعود إلى مكّة وطاف وخطب بالناس ودعاهم إلى البيعة، وطلب موافاته في اليوم التالي ليعلّمهم «أصول دينهم».

في صباح اليوم التالي، توجّه الوهّابيّون الغزاة إلى «المعلّى»، فهدموا ما فيها من القباب، كما هدموا قبّة مولد النبيّ محمد، وقبّة خديجة بنت خويلد، وقبّة زمزم والقباب حول الكعبة وقبّة أبي بكر الصدّيق، وتتبّعوا آثار الصالحين، على أنّها شرك، وكانوا يضربون الطبول ويشتمون القبور.

وانتقل الوهّابيّون إلى «تنظيم الصلاة»، فمنعوا الصلاة على النبيّ بعد نهاية الأذان وكذلك الترضّي على الصحابة على أنّها بدع، وأخذوا يدرّسون الناس مؤلّفات محمّد بن عبد الوهّاب.

في هذه الأثناء، عمد عثمان المضايفي، أمير الطائف من قبل ابن سعود، وابن شكبان إلى مهاجمة «هذيل الشام»، فقتلا الناس، وسبيا النساء ثمّ غزَوا «اللفاع» حيث يقيم بنو عمرو، فقتلا منهم عدداً ونهبا النساء حتى أنهما جرّداهنّ من الثياب، ثم توجّها نحو مكّة فسلبا ونهبا في طريقهما.

عام 1221 1806، غزا الوهّابيّون المدينة المنوّرة فمنعوا الناس من زيارة قبر النبيّ، وهدموا القباب في البقيع، قبّة فاطمة الزهراء وقباب الحسن بن عليّ وعلي بن الحسين ومحمد الباقر وجعفر الصادق وعثمان بن عفّان، وهدموا قبّة حمزة بن عبد المطّلب في جبل أُحُد، ونهبوا كلّ ما وجدوه في الحجرة النبويّة من الأموال والجواهر، فملأوا أربع «سحاحير» من الجواهر المحلاّة بالماس والياقوت، ومن ذلك أربعة شمعدانات، ونحو مئة سيف مع قِراباتها ملبّسة بالذهب الخالص ومطعّمة بالماس والياقوت ونصابها من الزمرّد واليشم، ونصلها من الحديد الموصوف، وعليها أسماء الملوك والخلفاء السابقين.

لكنّ الجيوش المصريّة بدأت بالدخول إلى الجزيرة العربيّة عام 1811 ميلادياً، ووضعت حدّاً لمغامرة الوهابيّين السعوديّين. 1

الجولتان الثانية والثالثة
بعد أن استفاق الوهّابيّون من الصدمة المصريّة، عاودوا إلى التحرّك حوالى عام 1820. وبرز تركي بن عبد الله بن محمّد بن سعود، ثمّ خلفه ابنه فيصل بن تركي، وفي عهده، عام 1276 هجري، هاجم فيصل عرب العجمان في «الوفراء»، فهزمهم ثم توجّه إلى «فلح» حيث اشتبك مع العجمان من جديد، وكانت ملحمة كبيرة قتل فيها عدد كبير من الوهّابيّين. 2

وفي عام 1286 1869، هاجم الوهّابيّون «وادي الدواسر» في منطقة نجد، فهدموا البيوت وأحرقوا الأشجار وردموا الآبار بعد أن قتلوا حوالى ثلاثة آلاف شخص وقطعوا رؤوس الناس بمن فيهم الأطفال، وقطعوا أطراف آخرين وتركوهم يموتون موتاً بطيئاً.

كانت الجولة الثانية قصيرة، وانتهت بهرب عبد الرحمن آل سعود جدّ الأسرة الحاكمة اليوم إلى الكويت.

بدأ نشاط الجولة الوهّابيّة الثالثة حوالى عام 1901 ميلادياً، إذ تسلّل عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود إلى الرياض مع عدد من أعوانه، وكان العامل عليها عجلان من قبل ابن رشيد، وكانت زوجته من أقارب عبد العزيز، فتآمر معها فأدخلته ونفراً معه إلى داخل البيت حيث قتلوا عجلان، ووافتهم جموع الوهّابيّين بناءً على اتفاق سابق، ولما رأى الحرّاس أنّ القوّة أصبحت كبيرة، عرضوا الاستسلام، فأعطوهم إيّاه «لوجه الله ووجه عبد العزيز»، ولما استسلموا قتلوهم وقطّعوا أوصالهم. 3

خطّط عبد العزيز للاستيلاء على «القصيم»، فتزوّج أخت زعيم المنطقة صالح بن حسن المهنّا آل أبا الخيل، وبعد مدّة، دعاه مع وجوه المنطقة إلى وليمة، ولمّا حضروا ألقى القبض عليه وعلى أولاد أخيه السبعة وتظاهر بإرسالهم إلى حائل، وأمر رجاله بقتلهم في الطريق، وكان بين من قُتل طفل في الرابعة من عمره، ثمّ طلّق عبد العزيز الزوجة وقتل حوالى خمسمئة من الذين عارضوه في القصيم. 4

في عام 1906 ميلادياً، كمن عبد العزيز لابن رشيد، حاكم منطقة حائل في «روضة مهنّا»، وفاجأه فقتله مع أربعمئة من رجاله. فتولّى بعد ابن رشيد، ابنه متعب وعمره 15 سنة، ثمّ تآمر عبد العزيز مع أخوال متعب فقتلوا الأمير الجديد وأخويه محمّد عمره سبع سنوات ، ومشعل عمره خمس سنوات في كانون الأوّل عام 1906. وفي آذار عام 1911، غزا عبد العزيز «الصفراء» ونهب 250 بعيراً.

آل سعود والإنكليز
في عام 1913 غزا عبد العزيز «الهفوف»، وقتل 64 جنديّاً كانوا فيها، واحتفالاً بالنصر، دعا عبد العزيز عدداً من أهل المنطقة إلى وليمة، فلمّا حضروا قطع رؤوس بعضهم ووضعها على المائدة وأمر الباقين أن يأكلوا وإلاّ ضرب أعناقهم.

وفي عام 1915، هاجم عبد العزيز آل رشيد في «جراب» فقتل عدداً كبيراً من رجال الفريقين، كما قتل الكابتن شكسبير الذي كان يدير المعركة لابن سعود، فانسحبوا إلى «بريدة».

وفي عام 1919، وبعد استتباب الأمر للإنكليز، هاجم عبد العزيز بإيعاز من البريطانيّين الكويت فقتل ونهب ما أمكنه. 5

بعد مقتل الكابتن شكسبير، عيّنت الاستخبارات البريطانيّة جون فيليبي بديلاً منه للإشراف على السعودييّن. وأوّل ما قام به فيليبي وعبد العزيز، أن بدأا باستخدام المال لإفساد أبناء القبائل. ثمّ هاجم الوهّابيّون «الروضة» واحتلّوا قريتَيْ «بيضاء نثيل» و«الشعبيّة»، فقتلوا المصلّين في المساجد في شهر رمضان، وهتكوا الأعراض ونهبوا الأموال.

ثم هاجم السعوديّون جبل «شمّر»، وقتلوا عدداً كبيراً من الفلاّحين الآمنين خصوصاً في قرية «عقدة». ثمّ اعتمدوا على الخيانة للاستيلاء على حائل عاصمة آل رشيد عام 1922.

ولمّا رفض الشرفاء في الحجاز الموافقة على المعاهدة البريطانيّة الحجازيّة، بدأ السعوديّون التحرّش بالحجاز، ونشبت معركة «تربة» في 25 شعبان عام 1337 هجري 1919 ميلادي ، وعملت الاستخبارات البريطانيّة على تفشيل الجيش الشريفيّ، فاشتبكت ميمنته بميسرته، ثم انقضّ عليهم قائد الوهّابيّين فيصل الدويش، فلم ينجُ من الجيش الشريفيّ البالغ عديده 40.000، سوى خمسمئة، وهرب قائدهم عبد الله بن الحسين جدّ الملك حسين ملك الأردن مع حرسه الخاصّ.

ثمّ انقضّ الوهابيّون على قريتَيْ «حزبة» و«تربة» القريبتين، فقتلوا ثلاثة آلاف من المدنييّن ونهبوا، واعتدوا على الأعراض وأحرقوا النخيل.

في أيلول 1924، غزا السعوديّون الطائف فقتلوا حوالى ألفين من الرجال والنساء والأطفال والعلماء والصالحين، ثمّ عمدوا إلى النهب والسلب وارتكاب الفظائع، حتى أنهم كانوا يقطعون أيدي النساء لينتزعوا الحليّ منها 6 .

وفي عام 1925 غزا السعوديّون بإيعاز من البريطانيين قرية «أم العمد» في شرق الأردن، فقتلوا 250 شخصاً ونهبوا وسلبوا، وكان ذلك تأديباً للأمير عبد الله الذي نصّبه الإنكليز على الأردن تعويضاً لأسرته عن الحجاز، لكنّه بقي مشاكساً. وعام 1928، غزا الوهّابيّون الأردن فوصلوا إلى معان. أما استيلاؤهم على مكّة فحصل بعد انسحاب الشرفاء منها وحصار الملك علي بن الحسين في الطائف من قبل الإنكليز من جهة البحر، والسعوديين من جهة البرّ، وهو الذي عيّنه أبوه، فاكتفوا بنهب داره.

لمّا استولى الوهّابيّون على الحجاز عمدوا إلى هدم القباب والمزارات فدمّروا قبّة ابن عباس في الطائف وقباب عبد المطّلب جدّ الرسول وخديجة زوجته ، وخرّبوا قبورهم كما خرّبوا قبّة مولد الرسول وقبّة مولد فاطمة الزهراء. وفي جدّة خرّبوا قبّة حوّاء وهدموا قبرها والقبور الأخرى.

وإلى جانب الهدم، أحرق الوهّابيّون «المكتبة العربيّة» في مكّة، وهي من أثمن مكتبات العالم، وتحوي ستين ألفاً من الكتب النادرة وحوالى أربعين ألف مخطوطة بعضها ممّا أملاه النبيّ، وبعضها كتبه عليّ بن أبي طالب، وكذلك سائر الصحابة والخلفاء، ومنها ما هو مكتوب على جلد غزال والعظام والألواح الخشبيّة والرُقُم الفخّاريّة والطينيّة، كما كانت المكتبة تشكّل في جانب منها متحفاً يحوي مجموعة من آثار ما قبل الإسلام وبعده. 7

في عام 1925، حاصر الوهّابيّون المدينة المنوّرة وبدأوا السلب والنهب حولها، ثم أخذوا يقصفونها بالمدافع ويطلقون الرصاص على الناس، فاستسلمت بعد عشرة أشهر. فعمد الوهّابيّون إلى هدم القباب والمزارات والمشاهد وفي مقدّمها مسجد حمزة بن عبد المطّلب في جبل أُحُد.

وفي عامَي 1925 و1926، شنّ الوهّابيّون، بقيادة فيصل الدويش، هجمات على العراق حيث قتلوا ونهبوا، فشكاهم حكّام العراق إلى بريطانيا التي وضعت حدّا لغزواتهم في تلك البلاد. 8

ثورة «جيش الإخوان» على عبد العزيز
«جيش الإخوان»، هو الجيش القبليّ الذي خاض المعارك وارتكب المجازر بإمرة عبد العزيز، وكان مشكّلاً من التجمّعات القبليّة التي اعتادت الغزوَ على الطريقة الجاهليّة، وأتى محمّد بن عبد الوهّاب ليشرعِن هذا الغزو ويعطيه غطاء دينيّاً. فوجئ قادة هذا الجيش أنّ زعيمهم عبد العزيز متحالف مع الإنكليز وقد عقد معاهدة معهم وأصبحوا بطانته ومستشاريه. بدأ هؤلاء القادة التحرّك فاستصدر عبد العزيز فتاوى بتكفيرهم وأسمى مشايخ الوهّابيّة هذا الجيش بـ«جيش الشيطان» وراحت أبواق عبد العزيز تروّج أن الفظاعات التي كانت ترتكب إنّما ارتكبها هؤلاء.

عقد قادة «جيش الإخوان»، من قبائل مطير وعتيبة والعجمان مؤتمراً في «الأرطاويّة»، وتعاهدوا على «نصرة دين الله». وبعد عام 1927 بدأ «جيش الإخوان» بالتحرّك وشنّ هجمات على مراكز ابن سعود العسكريّة، فما كان من أهل نجد، الذين ذاقوا الأمرّين منه، إلاّ أن تحرّكوا ضدّه، تساعدهم فتاوى التكفير.

كان الإنكليز قد جهّزوا لعبد العزيز جيشاً بديلاً، وفي 30 آذار 1929 هاجمت جموع هذا الجيش «جيش الإخوان» في «السبلة»، وقتلت عدداً كبيراً منهم، وأصيب فيصل الدويش قائد «جيش الإخوان»، فلم يقتله عبد العزيز بل تركه بجروحه مسجوناً من دون علاج، كما قبض جيش ابن سعود على القائد الثاني لـ«جيش الإخوان» سلطان بن بجاد، فسجنوه وتركوه مكبّلاً من دون طعام أو شراب حتى مات. 9

هرب فيصل الدويش من السجن وراح يجمع أبناء القبائل، فانضمّ إليه العجمان وبعض أفخاذ القبائل التي انقسمت، وكانت تقيم بين الكويت والإحساء. وبعد مناوشات، تراجع إلى حدود الكويت، ليقع بين دبّابات الإنكليز الذين تحرّكوا من الكويت لمساندة السعوديّين، وبين القبائل الموتورة من «جيش الإخوان» التي انقلبت إلى مساندة ابن سعود، فهزم الدويش في معركة «الحفر»، وانسحب باتّجاه الكويت، فألقت القوّات البريطانيّة القبض عليه في 9 كانون الثاني عام 1930، ونُقل إلى عبد العزيز في 28 كانون الثاني، مع عدد من رفاقه: أبو الكلاب وجاسر بن لامي وآخرين.

حاول شيوخ «مطير» التشفّع لقريبهم الدويش فأخبرهم عبد العزيز أنّ جدّه سعود الأوّل كان قد سجن عدداً من شيوخ قبيلتهم، فجاء بعض أقاربهم ليتوسّطوا لهم، فما كان من جدّه إلاّ أن أمر بقطع رؤوس السجناء، ثمّ أحضر الغداء للمطيريّين، ووضع الرؤوس على المائدة وأمرهم أن يأكلوا، فلمّا رفضوا أمر بقتلهم أيضاً.

لائحة بمجازر آل سعود في الجزيرة العربيّة

وفي ما يلي كشف بمجازر آل سعود التي ارتكبوها في ربوع الجزيرة العربية:

1ـ مجزرة مسجد الشعبيّة بمناسبة الهجوم على حائل رمضان 1922 3790 شخصاً .

2 ـ مجزرة الجليدة قرب حائل، 410 قتلى من عشيرة «أسلم» من «شمّر».

3 ـ مجزرة «بيضاء نثيل» 513 من قبيلتهم عنزة .

4 ـ مجزرة أمّ الغراميل، شرق حائل 411 قتيلاً .

5 ـ مجزرة الغوطة في حائل 375 قتيلاً مع هبقان السليطي.

6 ـ مجزرة تربة، مقتل كل الجيش الشريفي 40.000 ونجاة 500 فقط.

7 ـ مجزرة الطائف والحوبة، 15.000 من الرجال والنساء والأطفال والشيوخ .

8 ـ مجزرة حصار الطائف 2800 من الجيش الشريفي ومن أهل جدّة .

9 ـ مجازر القصيم 37.000 قُتلوا غدراً .

10 ـ مجازر النيصية والوقيد والجثامية، 10.000 من «شمّر» وأهل حائل.

11 ـ مجزرة الجوف، عدد غير محدّد .

12 ـ مجازر تهامة وعسير 50.000 .

13 ـ مجزرة وادي تنومة 1200 حاجّ يمانيّ .

14 ـ مجزرة وادي بني مالك في الطائف، 7000 وهدم سبعين قرية.

15 ـ مجزرة جبل القهر جنوب الحجاز، 1520 قتيلاً عام 1959 من قبائل الريث.

16 ـ مجزرة الجهراء، 1000 قتيل من أهل الجزيرة العربيّة والكويت.

17 ـ مجازر السبلة وأم الرضمة، 5000 من جيش الإخوان الذي حقّق لهم الانتصارات.

18 ـ مجازر قبائل العجمان، 3000 ومنهم نايف وضيدان بن حثلين.

19 ـ مجازر الحويطات وبني عطية وجهينة وبلي، 7000 وتشريد الآلاف.

20 ـ مجزرة الحجاج الإيرانيين 329 بين نساء ورجال . 10

الفتاوى الوهابية

وفي ما يلي، بعضٌ ممّا جاء في فتاوى الوهابيين ضدّ غيرهم من أبناء الجزيرة:

«من محمد بن عبد اللطيف وسعد بن عتيق وسليمان بن سمحان، وعبد الله بن عبد العزيز العتيقي وعبد الله العنقري وعمر بن سليم، وصالح بن عبد العزيز وعبد

الله بن حسن وعبد الله بن عبد اللطيف، وعمر بن عبد اللطيف وحمد بن إبراهيم ومحمد بن عبد الله، وعبد الله بن زاخم ومحمد بن عثمان الشاوي وعبد العزيز العنقري.

إلى من يراه من إخواننا المسلمين سلك الله بنا وبهم الطريق المستقيمة وجنّبنا وإياهم طريق أهل الجحيم آمين. سلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أما بعد، فقد ورد علينا من الإمام عبد العزيز ـ سلّمه الله تعالى ـ سؤال عن بعض الإخوان ، عن مسائل يطلب منّا الجواب عليها فأجبناه بما نصّه:

أمّا مسألة اقتناء عبد العزيز وأولاده ورجال الدين السيّارات والجواري وغيرها دون غيرهم، فهو أمر حادث في آخر الزمان، ولا نعلم حقيقته، ولا رأينا فيه كلاماً لأحد من أهل العلم، فتمعنّا في مسألة الإفتاء فيه، ولا نقول على الله ورسوله بغير علم. والجزم بالإجابة والتحريم يحتاج إلى الوقوف على حقيقته.

وأما مسجد حمزة وأبي رشيد فأفتينا الإمام ـ وفّقه الله ـ بهدمها على الفور.

وأما القوانين، فإن كان موجوداً منها شيء في الحجاز فيُزال فوراً، ولا يحكم إلّا بالشرع المطهر.

وأما دخول الحاج المصري بالسلاح والقوّة في بلد الله الحرام، فأفتينا الإمام بمنعهم من الدخول بالسلاح والقوّة، ومن إظهار الشِرك وجميع المنكرات. وأمّا المحمل المصري والشامي، فأفتينا الإمام بمنعهم من دخول المسجد الحرام، ومن تمكين أحد لأن يتمّسح به أو يقبّله. وما يفعله أهله، من الملاهي والمنكرات، يمنعون منها.

وأمّا الشيعة، فأفتينا الإمام أن يلزمهم البيعة على الإسلام، ويمنعهم من إظهار شعائر دينهم الباطل. وعلى الإمام أيضاً أن يلزم نائبه على الإحساء أن يحضرهم عند الشيخ ابن بشر ويبايعوه على دين الله ورسوله، وترك دعاء الصالحين من أهل البيت وغيرهم، وترك سائر البدع من اجتماعهم على مآتمهم وغيرها ممّا يقيمون به شعائر مذهبهم الباطل، ويُمنعون من زيارة المشاهد، وكذلك يُلزمون بالاجتماع على الصلوات الخمس هم وغيرهم في المساجد، ويرتّب فيهم أئمة ومؤذنون ونواب من أهل السنّة، ويلزمون بتعليم ثلاثة الأصول، وكذلك تهدم محالهم المبنيّة لإقامة البدع في المساجد وغيرها، ومن أبى قبول ما ذكر، يُنفى من بلاد المسلمين.

وأمّا الشيعة من أهل القطيف، فيلزم الإمام ـ أيَّده الله ـ الشيخ ابن بكر أن يسافر إليهم ويُلزمهم بما ذكرناه.

وأمّا البوادي والقرى، التي دخلت في ولاية المسلمين، فأفتينا الإمام أن يبعث لهم دعاة ومعلمين، وإلزامهم شرائع المسلمين.

وأمّا رافضة العراق، الذين انتشروا وخالطوا بادية المسلمين، فأفتينا الإمام بكفّهم عن الدخول في مراتع المسلمين وأراضيهم.

وأمّا المكوس، فأفتينا لعبد العزيز أنّها من المحرمات الظاهرة، فإن تركها فهو الواجب عليه، وإن امتنع فلا يجوز شقّ عصا طاعة المسلمين عليه، والخروج عن طاعته من أجلها.

وأمّا ضريبة الجهاد، فهي محوّلة إلى نظر الإمام عبد العزيز، وهو أعلم بما هو أصلح للإسلام والمسلمين.

ونسأل الله لنا وله ولهم التوفيق والهداية. 8 شعبان 1345 هـ».

عام 1798، طلب إمام عمّان المساعدة البريطانيّة في الهند ضدّ السعوديين، فأفهمه البريطانيّون أنّهم لا يتدخّلون. وأفهمت بريطانيا سعود أنّها لا تعارض حملاته ضدّ المسلمين. وعقد علماء الدرعيّة اجتماعاً قرّروا فيه أن قتال الإنكليز غير واجب لأنّهم «أهل كتاب».

حجج وذرائع
وفي كتاب من عبد الله بن سعود إلى المقيم البريطانيّ في البصرة عام 1817: «كيف تريد منّا أن نردّ ما غنمناه من أعدائنا، من أهل مصر وجدّة واليمن وشحر والمكلّا ومسقط والبصرة وأهل فارس، إنّهم كلّهم أعداؤنا وسنقتلهم حيث ثقفناهم تنفيذاً لأوامر الله فيهم، الله أكبر». 11

وفي كتاب آخر يقول ابن سعود: «إنّ سبب الخصومات المستمرّة بيني وبين من يسمّون أنفسهم «مسلمين»، انحرافهم عن كتاب الخالق ورفضهم الامتثال لنبيّهم محمد… ورأيت من الضروريّ أن أبلغكم بأنّي لن أدنو من شواطئكم».

د. محمد طي
رقم : 364647
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي

البريد الإلكتروني
تعليقك

أهم الأخبار
إخترنا لکم