QR CodeQR Code

ظلال الإرهاب تخيِّم على المشارکين في العزاء الحسيني في أفغانستان

موقع الوقت , 2 آب 2022 12:32

اسلام تايمز (آسيا) - مع بداية شهر محرم، أعلنت مصادر محلية في أقاليم شمال أفغانستان، بدء مراسم عزاء الإمام الحسين(عليه السلام) في 9 مقاطعات من هذا البلد، بمشاركة حماسية من الأهالي في هذه الطقوس العظيمة.


لقد استعد الشيعة ومحبوا آل البيت(عليهم السلام) في مختلف مقاطعات أفغانستان، على الرغم من المخاوف الأمنية في هذا البلد، للمشارکة في العزاء على سيد الشهداء ورفاقه المخلصين.

وحسب علماء ومسؤولي لجان العزاء الحسيني في بلخ، فإن حضور الناس في جلسات العزاء الأولى في محرم هذا العام، كان كما في السنوات السابقة بل أكثر حماسةً من السنوات السابقة.

ووفقًا لعلماء الدين في محافظة بلخ، فإن أجواء مدينة مزار شريف أصبحت بالكامل أجواءً حسينيةً، وقد نصب الناس أعلام "يا حسين" في الأزقة والشوارع، وتم أخذ الاستعدادات اللازمة لإقامة مراسم العزاء بأكبر قدر ممكن من الحماسة.

وتشير التقارير إلى أن الحسينيات والمساجد والأماكن العامة في جميع أنحاء أفغانستان قد تم تغطيتها باللون الأسود، حتى يتمكن المعزّون الحسينيون من إقامة مراسم عزاء سيد الشهداء بحضورهم الحماسي.

وإضافة إلى مدينة بلخ، شهدت مقاطعات ساربول وجوزجان وفرياب وسمنجان في الشمال، وقندوز وبدخشان في الشمال الشرقي، إقامة مراسم العزاء الحسيني.

في مدينة قندوز، إضافة إلى برامج العزاء العامة في المساجد، تم أيضًا تنظيم العديد من الفعاليات الخاصة بالنساء في هذه المدينة، وتتجمع نساء هذه المدينة ويذرفن الدموع إحياءً لذكرى استشهاد الإمام الحسين(عليه السلام) وأصحابه.

شهر محرم وعزاء شهداء كربلاء يحترمه الشيعة والسنة في أفغانستان. حيث يقيم أتباع المذهب الشيعي العزاء لمدة 10 أيام من محرم كل عام في أفغانستان، كما يقدم أتباع المذاهب الإسلامية الأخرى، مثل السنة، النذور والصدقات في اليوم العاشر من محرم.

هذا العام أيضًا، أصبحت الأجواء في العديد من مدن أفغانستان وحتى المناطق التي غالبية سكانها من السنة، أجواءً حسينيةً مليئةً بالحب والولاء لأهل البيت(عليهم السلام).

لطالما كانت قضية الأمن من أهم هواجس الناس في شهر محرم، ووفقًا لمسؤولين أفغان محليين، ستوفر القوات الشعبية وحكومة طالبان المؤقتة الأمن للمشارکين في العزاء الحسيني.

لإقامة طقوس العزاء الحسيني في محرم هذا العام بشکل حماسي ورائع، عقد الأفغان اجتماعاً تشاورياً لأئمة المصلين ومسؤولي المساجد والمحافظات في شمال أفغانستان في الليلة الأولى من شهر محرم في مزار شريف، لمناقشة وتبادل الآراء حول كيفية إقامة الطقوس الحسينية بمحرم هذا العام.

وفي هذا الاجتماع، قدَّم علماء الدين نيابةً عن كل محافظة تجاربهم وخططهم وتوصياتهم، من أجل عقد أفضل لبرامج محرم وعاشوراء. وأشار المتحدثون في هذا اللقاء إلى أهمية عاشوراء في الترويج للبرامج الدينية والثقافية والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأكدوا أنه خلال أيام محرم، أثناء تقديم دوافع وفلسفة حركة عاشوراء، يجب أيضًا محاربة الإلحاد والتمييز والانقسام ومشاكل المجتمع القائمة.

كما عقد اجتماع في كابول عاصمة أفغانستان بين علماء الشيعة وبعض مسؤولي طالبان، وتقرر في هذا الاجتماع تشكيل لجنة تنفيذية كبيرة ونشر نحو عشرين ألف متطوع عام، لضمان أمن المساجد والحسينيات وأماكن عزاء محرم في المراكز المذكورة.

طقوس محرم بأفغانستان في ظل السلطة الأمنية لطالبان!

تقام طقوس محرم في أفغانستان هذا العام بينما استعادت حركة طالبان السلطة بعد عقدين من الزمن، وازدادت التهديدات الإرهابية من قبل داعش ضد الشيعة منذ العام الماضي.

وعلى الرغم من وعود طالبان بإرساء الأمن في جميع أنحاء أفغانستان ودعم جميع الأعراق والمذاهب، فقد تم تنفيذ عشرات الهجمات الإرهابية ضد مناطق ومساجد شيعية في هذا البلد.

رغم أن هذه التهديدات لم تمنع الشيعة الأفغان من إقامة مراسم العزاء الحسيني، ولكي يظهروا أن مثل هذه التهديدات لن تمنعهم من إقامة العزاء علی سيد الشهداء وأصحابه(عليهم السلام)، فقد استعدوا هذا العام للمشارکة بشكل أكثر حماسةً وروعةً.

واليوم، بعد أن أصبحت طالبان في السلطة في أفغانستان، يتوقع الشعب الأفغاني منها أن تعمل بنشاط لإرساء الأمن في طقوس العزاء الحسيني. وخاصةً أنه ليس بعيدًا عن الذهن أن معارضي طالبان سيرتكبون جرائم لإظهار عدم قدرة هذه الحرکة على توفير الأمن في أفغانستان.

وحسب خبراء أفغان، فإن ما أثار قلق الشعب الأفغاني في السنوات الأخيرة هو الهجمات الإرهابية في مراسم العزاء الحسيني، لأن انعدام الأمن في أفغانستان ليس له أصل ديني. لذلك، تعتبر العمليات الإرهابية قضيةً مستوردةً بالكامل في أفغانستان، وهي مدعومة من قبل تنظيم داعش وعسكر "جنجفي" و"جيش الصحابة" وهي حرکات إرهابية.

في محرم العام الماضي، والذي تزامن مع سيطرة حرکة طالبان على كابول، شارك عدد من عناصر طالبان في مراسم العزاء الحسيني للاقتراب من الشيعة. وعلى الرغم من أن حركة طالبان قامت مؤخرًا بإزالة عطلة عاشوراء من التقويم الأفغاني، إلا أن الحكومة المؤقتة أعلنت على ما يبدو أن قوات الحرکة ستوفر الأمن للمعزين الحسينيين.

وعلى الرغم من أن طالبان قد ضمنت أمن المشارکين في العزاء الحسيني، إلا أنه لا تزال هناك مخاوف كثيرة بين الشيعة بشأن وقوع هجمات إرهابية وانعدام الأمن. لأن طالبان قد قطعت وعودًا بضمان أمن كل الشعب الأفغاني بعد الاستيلاء على كابول، ولکن ثبت عمليًا عدم قدرة الجماعة على التعامل مع التهديدات الإرهابية.

من ناحية أخرى، فإن جدية طالبان في توفير الأمن للمعزين الحسينيين في جميع أنحاء أفغانستان أمر مشكوك فيه، ويقال إن قوات طالبان تسعى لأهداف أخرى من خطة توفير الأمن والحضور بين السكان الشيعة.

وفي هذا الصدد، قالت مصادر محلية في ولاية باميان، إن طالبان تريد استغلال شهر محرم لاكتساب الشرعية والشعبية والترويج لفكر طالبان، ويقال إن الحرکة أرسلت بعضاً من عناصرها إلى المساجد ومراکز العزاء الحسيني للدعاية لمصلحة حكومتها، وخصصت ميزانيةً منفصلةً لذلك.

كما نشر المكتب الصحفي للإدارة المحلية لطالبان في باميان، بيانًا قال فيه إن وزير الأمر بالمعروف والنهي عن المنکر للحرکة، التقى شيوخ وعلماء دين وسكان باميان وطلب من الناس دعم حكومة طالبان.

يقدر عدد الشيعة في أفغانستان بحوالي 25-30٪ من سكان البلاد. وفي الدستور الذي تمت الموافقة عليه في عام 2003 وبعد الإطاحة بنظام طالبان السابق، تم الاعتراف بالمذهب الشيعي لأول مرة في أفغانستان.

الهزارة هم أكبر شعب شيعي، والهرات والقزلباش ومجموعات من البلوش والطاجيك والباشتون هم مجموعات عرقية شيعية أخرى.

وبما أن حركة طالبان لم تعترف بالمذهب الشيعي في السابق، لهذا السبب هناك شكوك في السياسات المعلنة لهذه المجموعة فيما يتعلق بدعم مراسم العزاء الحسيني في شهر محرم.

بالنظر إلى أن جميع الدول جعلت الاعتراف بحكومة طالبان مرهوناً بتشكيل حكومة شاملة واحترام جميع المجموعات العرقية، لذلك هناك احتمال أن تستغل طالبان طقوس محرم سياسيًا لإظهار أن لديها علاقات جيدة مع جميع الأعراق والمذاهب في أفغانستان، لإقناع الدول بالاعتراف بحكومتها.


رقم: 1007234

رابط العنوان :
https://www.islamtimes.org/ar/article/1007234/ظلال-الإرهاب-تخي-م-على-المشارکين-في-العزاء-الحسيني-أفغانستان

اسلام تايمز
  https://www.islamtimes.org