0
الاثنين 21 تشرين الثاني 2022 ساعة 08:47

البنك الإماراتي أداة جديدة للتطبيع مع الكيان الصهيوني.. انتقادات حادة وغضب شعبي

البنك الإماراتي أداة جديدة للتطبيع مع الكيان الصهيوني.. انتقادات حادة وغضب شعبي
وفي هذا الصدد وضمن عملية تشمل كل المجالات، تتسارع وتيرة التطبيع في مضمار الرياضة بين الإمارات وإسرائيل، فحتى قبل توقيع اتفاقية السلام، انطلقت صافرة بداية التطبيع الرياضي مبكرا، مدفوعة بإعلان الولايات المتحدة والإمارات وإسرائيل، في 13 أغسطس/ آب الماضي، اتفاق أبوظبي وتل أبيب على تطبيع العلاقات بينهما.ومنذ ذلك التاريخ، شهدت الساحة الرياضية 6 تحركات تطبيعية، أبرزها توقيع مذكرة تعاون بين رابطتي كرة القدم للمحترفين في الإمارات وإسرائيل، واحتراف أول لاعب كرة قدم إسرائيلي في الدوري الإماراتي.ففي 3 سبتمبر/ أيلول الماضي، دعا نادي “هبوعيل (بئر السبع)” الإسرائيلي لكرة القدم فريق شباب نادي الأهلي الإماراتي لإقامة مباراة ودية بينهما، بمناسبة تطبيع العلاقات بين إسرائيل والدولة الخليجية. وقال النادي الإسرائيلي عبر “تويتر”: “نحن متحمسون لاتفاق السلام مع الإمارات، لذا وجهنا دعوة لإقامة مباراة ودية تجمعنا مع بطل الكأس الإماراتي”. وأضاف: “نأمل بأن فريق الأهلي سيقبل دعوتنا للعب مباراة ودية في إسرائيل”. لكنه لم يصدر أي تعليق من النادي الإماراتي، سواء بالرفض أو الموافقة. ومعلقاً على هذه الدعوة، قال حساب “إسرائيل بالعربية” على “تويتر”، إن “كلا الفريقين تُوّج ببطولة الكأس في "بلديهما"

تورط البنك الإماراتي في مشاريع تطبيعية مع الاحتلال الإسرائيلي

  أعلن الأهلي رسميا تعاقده مع بنك أبو ظبي ليكون أحد رعاته بعقد يمتد لأربع سنوات مقبلة. وجاء بيان الأهلي المنشور عبر موقعه الرسمي كالتالي: أعلن النادي الأهلي عن تعاقده مع «بنك أبو ظبي » لمدة أربع سنوات قادمة «الراعي والبنك الرسمي للنادي الأهلي».. جاءت هذه الخطوة الناجحة ضمن أولويات الاستراتيجية الجديدة للنادي في تسويق حقوق الرعاية وتحقيق أكبر عائد مالي بالشراكة مع الكيانات الكبرى في المجالات المختلفة.. وذلك بالتعاون والتنسيق المثمر مع الشركة المتحدة للتسويق الرياضي.. يسعى النادي الأهلي من خلال هذا التعاقد إلى تعظيم موارده المالية لمواجهة حجم الإنفاق المتزايد على أنشطة النادي وفرقه الرياضية والبنية التحتية..في المقابل يهدف بنك أبو ظبي الأول الذي حقق نجاحات رائعة على مدار السنوات الماضية إلى استثمار شعبية النادي الأهلي وأرقامه القياسية للوصول إلى أكبر قاعدة جماهيرية من العملاء.

انتقادات حادة

أثار حصول بنك "أبو ظبي الأول" على حق رعاية النادي الأهلي، انتقادات بسبب شبهات حول تورط البنك الإماراتي في مشاريع تطبيعية مع الاحتلال الإسرائيلي.فعلى الرغم من النقلة النوعية الكبيرة في تطور العلاقات المصرية الإسرائيلية على المستوى الرسمي في السنوات الأخيرة، يبقى التطبيع على المستوى الشعبي بمختلف صوره وأبعاده تسللا مرفوضا لجدار الرفض، وهدفا عكسيا عادة ما تعاقب الجماهير محرزه.ومؤخرا حصل البنك الإماراتي رسميا على حقوق الرعاية للنادي الأهلي، لمدة 4 سنوات، مشيرا إلى أنه يأمل بدعم نادي "القرن الأفريقي" في مواصلة تحقيق البطولات، مقابل الاستفادة من تاريخه العريق وشعبيته الضخمة التي تقدر بالملايين، لتعزيز انتشار البنك والوصول إلى قاعدة أكبر من العملاء. لكن في وقت سابق من الشهر الجاري، خاطبت "الحملة الشعبية المصرية لمقاطعة إسرائيل" (BDS Egypt) إدارة الأهلي، لإلغاء عقد الرعاية الذي أبرمته مع البنك الإماراتي، بدعوى تورطه بنشاطات تطبيعية مع بنوك إسرائيلية تموّل الاستيطان وجرائم الاحتلال.ووجهت الحملة، دعوة لجماهير الأهلي للاحتجاج على رعاية كيانات متهمة بالتطبيع لفريق الكرة بالنادي.و"حركة المقاطعة وسحب الاستثمار وفرض العقوبات"، تأسست في 2005، وهي حملة عالمية لمقاطعة اقتصادية وثقافية وعلمية لإسرائيل تهدف إلى إنهاء الاحتلال والاستيطان في الأراضي الفلسطينية، ولها فروع حول العالم.

تهرب من المسؤولية.. هل يستجيب الأهلي؟

وفي حين لم يتسن الحصول على تعقيب من البنك الإماراتي أو إدارة النادي الأهلي، بشأن ذكرته الحملة، نقل موقع "المنصة" المحلي عن مصدر مقرب من إدارة النادي الأهلي قوله إنه من المستبعد أن تتجاوب الإدارة مع الخطاب. وعلل المصدر ذلك، بعدم رغبة مجلس الإدارة الزج بالنادي "في أزمات من هذا النوع"، مضيفا إن "بنك أبو ظبي الأول هو بنك إماراتي، وتابع لدولة الإمارات التي تحتفظ معها مصر بعلاقات طيبة، لا سيما أن النادي الأهلي غير معني بتتبع استثمارات كل شركة ترغب في الحصول على رعايته". يأتي ذلك، بعد إعلان إدارة الأهلي فسخ عقد للرعاية مع الخطوط الجوية القطرية، بعد حملة إعلامية أثمرت في النهاية عن الرعاية الإماراتية التي جاءت عبر وساطة -كانت مفاجأة لجماهير النادي- من خلال الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية (تمتلكها الدولة)، وذلك مقابل نسبة من التعاقد.وفي عام 2017، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن الزعماء العرب ليسوا عائقا أمام توسيع علاقات إسرائيل مع جيرانها من الدول العربية. وأضاف في كلمة له ألقاها أمام الكنيست الإسرائيلي إن الحاجز الذي تصطدم فيه إسرائيل وتخشاه دائما هو الشعوب العربية والرأي السائد في الشارع العربي.

اختراق الأمن القومي.. ما هي التداعيات لذلك؟

تعقيبا على ما ذكرته الحملة، حذَّر أستاذ القانون الدولي ومساعد وزير الخارجية الأسبق عبد الله الأشعل، من خطورة فتح المجال أمام التطبيع الرياضي مع إسرائيل على الأمن القومي المصري، مشيرا إلى تقارير صحفية تحدثت عن منح الإمارات جنسيتها للعديد من الإسرائيليين، وبالتالي سيصعب التعرف على أصول هؤلاء في السنوات القليلة المقبلة، وفق وصفه.وأشاد الأشعل -في حديث للجزيرة نت- بنشاط الحملة في كشف مساعي التطبيع، مشددا على ضرورة التدخل الحكومي للوقوف بوجه المشروع الإسرائيلي ومراجعة العلاقات مع تل أبيب. وقال إن التطبيع الرياضي عبر عقود الرعاية، يعد تجنيدا لمصلحة إسرائيل باعتبار التربح والمتاجرة مع أي مؤسسة تتعامل مع إسرائيل يعد طعنة واختراقا للأمن القومي المصري.

ما هي خيارات الأهلي في الفترة القادمة؟

بدوره، قال الصحفي وعضو لجنة الحريات بنقابة الصحفيين، حازم حسني، إنه من المهم استمرار الحملات الشعبية المطالبة بمقاطعة العدو الصهيوني وعدم التطبيع معه، بعد أن خذلت المواقف العربية والدولية الرسمية القضية الفلسطينية وأصبح الطبيعي هو التعامل والتطبيع مع الاحتلال.وفي حديثه للجزيرة نت، أشار إلى شراكة بنك أبو ظبي الإماراتي مع بعض البنوك الصهيونية التي تمول المستوطنات على حساب الشعب الفلسطيني، وتغيير الخريطة الفلسطينية لمصلحة الصهاينة.وشدد حسني على أنه من المفترض أن يستجيب النادي الأهلي بتاريخه العريق لخطاب الحملة الشعبية المصرية لمقاطعة إسرائيل، احتراما لجماهيره ومؤيديه والشعب الذي رفض التطبيع في كل مواقفه، على عكس مواقف كل الحكومات التي توالت عليه.ويعتقد حسني أن النادي الأهلي سيقطع علاقته ببنك أبو ظبي بعد ما تردد عن شراكته مع بعض البنوك الصهيونية، وفق اعتقاده.

حركة المقاطعة.. الضغط والتأثير

خلال السنوات الماضية، حققت الحركة إنجازات عديدة على الصعيد العالمي، وهو ما دفع إسرائيل إلى إصدار قوانين تمنع نشطاء الحركة من الدخول إليها.وفي إطار ما يصفه بسياسة النفس الطويل، حقق فرع الحملة بمصر نجاحات جزئية عديدة في السنوات الأخيرة، حيث كشف العديد من الحفلات الداعمة للتطبيع الثقافي والفني في المدن السياحية في السنوات الأخيرة.لكن في المقابل، واجه مؤسسو الحملة وأعضاؤها مضايقات أمنية شديدة، كما حدث مع الناشط الحقوقي، منسق الحملة رامي شعث، نجل السياسي الفلسطيني البارز نبيل شعث، والذي خرج من السجن مطلع العام الجاري بعد تنازله عن جنسيته المصرية.

في النهاية  لايخفى على أحد أنه قد تم توقيع العديد من الاتفاقيات الاقتصادية والأمنية بين  الإمارت والكيان الصهيوني  لهذا يمكن القول إن الاتفاقيات تعتبر أخطر اتفاقيات التطبيع على الاطلاق لأنها تهدف وبصورة مباشرة دمج إسرائيل في المجتمعات العربية والإسلامية وتجاهل القضية الفلسطيينة في مقابل بعض المصالح الضيقة للأنظمة الحاكمة في المنطقة. ومن المتوقع أن يستمر زيادة التعاون بين الكيان الصهيوني والأمارات و ستعمل الامارات على استمرار مسلسل التطبيع  وإبراز الجوانب الناجحة منه في ظل تهميش القضية الفلسطينية لمصلحة الانتشار الإسرائيلي في المنطقة.
رقم : 1025895
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي

البريد الإلكتروني
تعليقك

أهم الأخبار
إخترنا لکم