QR CodeQR Code

يد أمريكا الخفية في قمع الشعب السعودي

موقع الوقت , 23 كانون الثاني 2023 09:24

اسلام تايمز (السعودية)- يشير السجل الأسود للمملكة العربية السعودية لحقوق الإنسان ، إلى التعاون الواضح و الصريح لأمريكا مع آل سعود في قمع الشعب السعودية. هذا و تخدع الدول الغربية نفسها في محاولتها "إعادة تأهيل" الفتى الشاب وتصويره على أنه المصلح الاجتماعي ولا سيما في ما يتعلق بحقوق المرأة.


مع مرور الوقت يتضح أن إجراء آل سعود تغييرات وإصلاحات إيجابية في المملكة العربية السعودية أمر مستحيل. حيث لا يرى نظام آل سعود الإصلاح سوى ترفيها وفوضى دينية ، ولا يعتبر توفير أسس لسياسة سعودية ديمقراطية تقبل الجميع ضمن أجندة الملك السعودي وولي عهده. فيما يتمتع  ابن سلمان بدعاية لامعة ومحاولات غربية لتحسين صورته رغم الفظائع الكبيرة التي اقترفها كمقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي وحرب اليمن والسجل المخيف لانتهاكات حقوق الإنسان.

يوماً بعد يوم تشير التقارير الحقوقية إلى تدهور أوضاع حقوق الإنسان في السعودية ، حيث بلغ قمع النشطاء والمنتقدين أقصى درجاته ، وأي أقوال أو أفعال للنقاد قد تنتهي بإعدامهم. و حتى من يتبع الوضع الحقوقي و السياسي  أو أي منظمة حقوقية لايمكنها معرفة العدد الدقيق للسجناء خلف قضبان آل سعود حيث يعتبر جمع معلومات عن المحاكمات الجائرة و الاعتقالات التعسفية مهمة بالغة الصعوبة في مملكة الظلام فمن الصعب للغاية الوصول إلى القواعد الشعبية السعودية والمجتمع لفهم عمق وواقع ما يجري في المملكة حيث يسعى ابن سلمان لجعل الصورة غير مكتملة حقًا.

وكانت قد أصدرت المملكة العربية السعودية مؤخرًا أحكامًا طويلة وقاسية على عشرات المعتقلين ، يواجه بعضهم  أحكاما لسنوات عديدة في السجن ويواجه البعض عقوبة الإعدام. كما أن هناك معتقلين ينتظرون صدور أحكام نهائية وتنفيذها في أي لحظة. وهناك العديد من أسماء الموقوفين ، وفي آخر قائمة للمحكوم عليهم بالإعدام الشيخ عوض القرني ، الداعي السعودي البارز ، كان قد حكم عليه بالإعدام لاستخدامه وسائل التواصل الاجتماعي من تويتر و تلغرام و واتساب.

إعادة تأهيل محمد بن سلمان

في سرد بسيط للأحداث و خصوصاً بعد تولي بايدن الحكم في أمريكا نرى أن إعادة تأهيل محمد بن سلمان جرت على قدم وساق لتقديمه على أنه الحاكم الديمقراطي و المنفتح للعالم. وكان ذلك من خلال اللقاء ببايدن أولا والاحتفال في قصر الإليزيه مع الرئيس ماكرون ثانياً.

على الرغم من أن  بعض المسؤولين الأجانب يشيرون أحيانًا إلى القتل المروع للصحفي جمال خاشقجي أو الفظائع السعودية في اليمن و قمع وانتهاك حقوق الإنسان داخل المملكة، لكن تلك الإدانات العابرة بدت وكأنها التزام تم القيام به على عجل حتى يتمكن الجميع من العودة إلى البحث عن النفط. ومع حرب روسيا في أوكرانيا التي تضغط على أسواق الطاقة العالمية، فإن الأخلاق هي ترف لم يعد الغرب قادرًا على تحمله، أو هكذا يعتقدون. لكن، بالطبع، لا يمكنهم قول ذلك.

ما يقولونه بدلًا من ذلك هو أن الشخصية الزئبقية المعروفة باسم محمد بن سلمان جلبت التقدم الاجتماعي والاقتصادي إلى المملكة العربية السعودية. صحيح أنهم يقرون بأن ابن سلمان قد قمع منافسيه وسجن رجال الدين واتخذ إجراءات صارمة ضد المعارضين، ولكن مع وعود بإسلام "معتدل"، دفع المملكة المتشددة بسرعة إلى حقبة جديدة شجاعة مع سباقات الفورميولا 1، وحفلات جاستن بيبر وماريا كاري، ودور السينما والمطاعم؛ حيث يختلط الرجال والنساء؛ أكرر: يختلط الرجال والنساء. لهذا؛ فمن المؤكد أنك ستسمع ما يقال عن محمد بن سلمان من أنه قد حرر النساء السعوديات، وسمح لهن بقيادة السيارة وخفف من السيطرة التي تفرضها الدولة عليهن عن طريق أولياء أمورهن.

ضوء أخضر أمريكي

 في هذا السياق يبرز واضحاً أنه منذ الحرب في أوكرانيا، لم تتوقف الدول الغربية عن التركيز على هذه الدولة الموردة للنفط. بعد إيمانويل ماكرون، وبوريس جونسون، كان جو بايدن من الضيوف المتوافدين  إلى جدة خلال الفترة الماضية على وجه الخصوص في محاولة للحصول على دفعة من أكبر مصدر للنفط الخام في العالم وخفض الأسعار واضعين خلفهم السجل الأسود لمحمد بن سلمان في ملف حقوق الإنسان بل مظهرين له ضوءاً أخضر في دعم مطلق للفتى المراهق فيما يمارسه من انتهاكات و قمع.

و الحكم بفترات سجن طويلة جداً مثل 15 و 30 و 60 سنة في قضية الموقوفين مثل "سالمي الشهاب" و "نورة القحطاني" و "المهدية". المورزوقي "يبرز التواطؤ الأمريكي مع ولي العهد السعودي" محمد بن سلمان "  لأنه و بعد زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن للسعودية ، ازداد إصدار أحكام طويلة بالسجن بحق المعارضة بشكل واضح، وهذه  تعتبر مؤامرة على الشعب السعودي.

تحرر المرأة من منظور سعودي

عند النظر إلى الواقع السعودي يمكن رؤية الحقائق بشكل مختلف تماماً عما يحاول الغرب و المستفيدون من النفط السعودي الترويج له عن اصلاحات ابن سلمان و على سبيل المثال لا الحصر فإن تحرر المرأة السعودية ليس كما  يبدو؛ فأولًا، من الصعب مناقشة حرية المرأة بينما تحاكم المملكة العربية السعودية النساء والرجال على أنهم إرهابيون بسبب انخراطهم في السياسة. فقد شهدنا مؤخراً فقط حكما على سلمى الشهاب، طالبة الدكتوراه والأم لطفلين، بالسجن 34 عامًا لاستخدامها حسابها على تويتر لدعم المعارضين. وفي السياق ذاته، عندما أعلنت المملكة أن النساء يمكنهن القيادة، قامت باعتقال النساء اللواتي قمن بحملات بلا كلل وعلانية من أجل هذا الحق على وجه التحديد وحبسهن بعيدًا؛ حيث قالت عائلة إحدى أبرز الناشطات من أجل الحق في القيادة، لجين الهذلول، علنًا إنها تعرضت للتعذيب والتحرش الجنسي أثناء احتجازها؛ ويقول محققو حقوق الإنسان إن أخريات تعرضن لسوء المعاملة. عند إطلاق سراحهن؛ تعرضت النساء وحتى أفراد أسرهن لحظر السفر، وحظر مغادرة المملكة العربية السعودية أو التحدث علنًا عن السياسة. و بذلك يكون ابن سلمان يريد استخدام راية تمكين المرأة غير المفعلة في الحقيقة!!

ولكن حتى الحريات الدنيوية في حياة المرأة لا تزال مقيدة؛ صحيح أن محمد بن سلمان ألغى بالفعل الحظر المفروض على قيادة المرأة للسيارة، والذي كان دائمًا مصدرًا غريبًا للازدراء الدولي، وأزال بعض الإنفاذ القانوني لنظام الوصاية المخيف، الذي وضع كل امرأة سعودية تحت السيطرة شبه الكاملة لأحد أفراد الأسرة الذكور، ويُعتقد أن المزيد من النساء دخلن سوق العمل الآن بعد أن سمحت لهن الحكومة بالتنقل بسهولة أكبر، كما أنه قام بتشويه سمعة الشرطة الدينية سيئة السمعة وأنهى الفصل الإلزامي بين الجنسين الذي كان مفروضًا في الأماكن العامة. هذه تغييرات جديرة بالثناء؛ لكن السؤال المعقد هو: هل هذه الإجراءات حقيقية و من يمكنه الاستفادة منها؟

تجيب الباحثة والناشطة الحقوقية السعودية هالة الدوسري، على هذا التساؤل، أنه "بالنسبة للنساء اللواتي لا يحظين بالدعم من أولياء أمورهن؛ لا تتاح لهن الفرصة للاستمتاع بالانفتاح في المجتمع. وأود أن أقول إنهن غالبية النساء في المملكة العربية السعودية، هن من اللاتي يعشن في أسر أكثر تحفظًا و توضح الباحثة السعودية "يتم إجراء إصلاحات لفئة معينة من الناس، وليس من أجل جميع النساء".

لا تزال المرأة السعودية تخضع لانتقال السيطرة عليهن بين الآباء والأزواج والأعمام والإخوة وحتى الأبناء بترتيب محدد حسب الأهمية - وبما أن اتفاق الزواج يتضمن "عرض ولي الأمر" و"قبول الزوج"، فإنه يحتمل أن يمنع الولي المرأة من الزواج حسب رغبتها.


رقم: 1037160

رابط العنوان :
https://www.islamtimes.org/ar/article/1037160/يد-أمريكا-الخفية-في-قمع-الشعب-السعودي

اسلام تايمز
  https://www.islamtimes.org