QR CodeQR Code

تصريحات جوفاء..هل يدرك الكيان الصهيوني العواقب؟

موقع الوقت , 31 كانون الثاني 2023 07:33

اسلام تايمز (فلسطين) - لا يخفى على أحد أن العام الماضي اتسم بتزايد العنف وتطرف الخطاب من قبل قيادات الكيان الصهيوني تجاه أبناء الشعب الفلسطيني


في المقابل تميز العام الماضي بموجة متزايدة من العمليات التي قام بها أبناء الشعب الفلسطيني، وخاصة في الضفة الغربية، والتي تسببت في أكبر عدد من القتلى في أوساط المستوطنين الصهاينة، العمليات التي قام بهاء أبناء الشعب الفلسطيني لم تكن الا رداً على جرائم الكيان الصهيوني ضد المدنيين، ومن الواضح أن العمليات التي نُفذت ضد الصهاينة قد فضحت الضعف الأمني والفشل لدى الأجهزة الامنية التابعة للكيان الصهيوني، فالعمليات التي يقوم بها أبناء الشعب الفلسطيني تعتبر التحدي الاكبر، في هذا السياق إن الساحة الفلسطينية تعيش حالة من الغليان ضد الكيان الصهيوني ولهذا يمكن القول يبدو أن الايام القادمة ستكون عصيبة على الكيان الصهيوني، حيث إن الحكومة الجديدة التي تم تشكيلها موخراً داخل الكيان الصهيوني تُعاني من أزمات كبيرة فقد سبق وأن خرجت العديد من المظاهرات ضد الحكومة الجديدة التي يقودها نتنياهو، المظاهرات التي خرجت اتهمت الحكومة الجديدة بالتطرف وحسب ما جاء و تم التطرق اليه من قبل وسائل الإعلام الصهيونية أن نتنياهو يقود "اسرائيل" إلى الهاوية.

من جهة اخرى فإن جميع التقارير التي نُشرت موخراً  تشير إلى أن الحكومة الجديدة وكما هي العادة لجميع حكومات الكيان الصهيوني عندما تعاني من ازمات داخلية كبيرة وفشل ذريع تحاول أن تشتت غضب الاوساط الصهيونية بتلويحها بشن حرب على حركات المقاومة، ومن الواضح ان جميع التصريحات التي تصدر من قادة الكيان الصهيوني تهدف بالدرجة الاولى لاستغلالها إعلامياً فقط.

تصريحات جوفاء..هل يدرك الصهاينة العواقب؟

موخراً لوح وزير "الأمن القومي" في حكومة الاحتلال "الإسرائيلي" إيتمار بن غفير، بشن عملية عسكرية على قطاع غزة، على غرار معركة "سيف القدس".وأفادت وكالة فلسطين اليوم الاخبارية بأن بن غفير قال خلال مؤتمر صحفي، "إن الخبراء في مكتبه يحذرون من سيناريو معركة سيف القدس "حارس الأسوار"، كما أنه منذ توليت منصبي جلست في العديد من تقييمات الوضع، والمناقشات، وفي جميعها لاحظت أن خطراً كبيراً يهدد الأمن القومي لـ"إسرائيل".وادعى، أن أهم سيناريو هو الذي يسمعه من معظم الخبراء وهو أن معركة "حارس الأسوار 2" على الأبواب، لذلك يجب تعزيز الشرطة وحرس الحدود وإنشاء حرس وطني قوي يمنع تكرار السيناريو، على حد وصفه.

ومنذ دخول بن غفير حكومة الاحتلال، تشهد الأراضي الفلسطينية توتراً شديداً حيث الاقتحام المتكرر للمسجد الأقصى المبارك، وتصعيد عمليات الإعدام الميدانية.

جدير بالذكر، أن معركة سيف القدس التي اندلعت في مايو 2021، وسماها كيان الاحتلال عملية "حارس الأسوار"، استشهد خلالها أكثر من 200 فلسطيني، فيما قُتِل أكثر من 13 إسرائيليًا، وانتهت في 21 أيّار/مايو من عام 2021 بهدنة بوسَاطة مصرية.

"نتنياهو".. الخاسر الأكبر

يعلم الكيان الصهيوني جيداً أن حركات المقاومة داخل قطاع غزة أصبحت أكثر قوة من أي وقتٍ مضى فحركات المقاومة وخلال الفترة الماضية عملت دون كلل او ملل لتطوير قدرتها العسكرية وزيادة ترسانتها العسكرية ولهذا يمكن القول ان  “إسرائيل”  تخشى من شن حملة عسكرية على حركات المقاومة بسبب تكلفتها الباهظة من ناحية الخسائر في الأرواح، فقد أظهرت فصائل المقاومة في جولة القتال الأخيرة مدى فاعليتها، حيث يسبب هذا التطور المستمر لقدرات المقاومة الفلسطينية في قلق العديد من الجهات الامنية داخل الكيان الصهيوني وهنا لا بد من الاشارة إلى ان الكيان الصهيوني فشل في تحقيق أي نتائج لعدوان 2021 ولم يحقق أي إنجازات تذكر.

في السياق نفسه يعرف الكيان الصهيوني أن عواقب الحرب على غزة إضافة إلى الخسارة والهزيمة التي ستلحق بالكيان الصهيوني ، فإنه سوف ينكشف صورة الحكومة الجديدة بصورة واضحة أمام الرأي العام الإسرائيلي، وسيكون نتنياهو الخاسر الأكبر، اذا ما دفع "إسرائيل" إلى حرب لا جدوى منها، وسيخفق في تحقيق أهدافه، المعلنة وغير المعلنة، منها. ولكن ثمة ما هو أكبر وأبعد أثرًا، وهو أن "إسرائيل" لم يعد لديها وسيلة لإيقاع الهزيمة بالشعب الفلسطيني، سواء بعزله عن محيطه العربي والإسلامي، أو بإخراجه من معادلة الصراع. فكل وسائل القوى الاستعمارية جُرِّبت، ولم تُجدِ نفعًا.

سياسة الحرب النفسية والتصريحات الإعلامية

لطالما مارس الاحتلال الاسرائيلي الحرب النفسية وتصريحاتها الإعلامية الجوفاء، فالكيان الصهيوني يهدد دائماً باستخدام البطش الشديد سواء ضد أبناء الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية  او حتى ضد حركات المقاومة في قطاع غزة ، إلا ان هذه السياسة فشلت فشلاً ذريعاً، ايضاً يستخدم الكيان الصهيوني الإشاعات دائماً ويحاول الترويج لها من خلال عملائه لإضعاف الروح المعنوية للشعب الفلسطيني ورضاه بسياسة الأمر الواقع وعدم مقاومة الاحتلال، في السياق نفسه لقد اهتمت (إسرائيل) بالإعلام الذي يقلب الحقائق لصالحها ويغير المفاهيم والقيم حسبما تريد، وقد استخدمت (إسرائيل) مواقع الإنترنت في حربها النفسية عن طريق إنشاء المواقع المعلنة والمستورة للتعبير عن سياستها، إلا ان المقاومة الفلسطينية نجحت في الرد على هذه المواقع عن طريق مواقعها التي تزود الجمهور بالمعلومة الصادقة والحية، واستخدمت (إسرائيل)  كذلك الكتب والمنشورات والصحف ومكبرات الصوت وغيرها، في حربها النفسية ضد الفلسطنيين.

 من جهةٍ اخرى لقد أثبت الواقع العملي أنه على الرغم من قلة الوسائل التي يمتلكها الشعب الفلسطيني ومقاومته في مجال الحرب النفسية المضادة، الا انه قد كان لديه فاعلية عالية في توظيف قدراته المتواضعه في التصدي لابعاد الحرب النفسية الصهيونية، حيث تمترس خلف ما يمتلكه من رصيد ايماني، ووعي امني، وقوة نفسية، شكلت حاميا وواقيا، من آلاعيب وأساليب الحرب النفسية الصهيونية.وقد تخطت كل الصعاب وناضلت بوسائلها النفسية، التي شكلت عاملا مهمًا في تقديم مادة لبناء المواطن الفلسطيني، بشكل يتناسب وحجم الهجمة الصهيونية عليه، المتمثلة في الضخ الإعلامي الذي تمارسه الحرب النفسية ضده، او الدعاية السوداء التي تنفث سمومها للنيل من تماسكه وقوته، وعبر الاشاعة المفسدة التي تحاول بها خلخلة الصف.

الضفة الغربية

في ظل عودة الضفة الغربية إلى خط المواجهة العسكرية ضد الاحتلال، وفرض معادلات جديدة، من قبل كتائب سرايا القدس وشهداء الأقصى، وخاصة في جنين ونابلس، الأمر الذي بات يهدّد حرية عمل الجيش الإسرائيلي في مدن الضفة وقراها ومخيماتها، والأهم إشعال الصراع الفلسطيني ضد الاحتلال في الساحة الأساسية للمشروع الصهيوني، ولهذا فإن الجيش الإسرائيلي يحاول كسر شوكة حركات المقاومة في قطاع غزة ، الراعية الأساسية للمقاومة العسكرية في الضفة الغربية. لذلك كانت التصريحات  الاخيرة تصبّ في اتجاه ملاحقة حركات المقاومة في كل الجبهات، وهنا لا يمكن إغفال الدوافع الإسرائيلية السياسية الداخلية من وراء الحرب على حركات المقاومة، وتأثيرات ذلك على المشهد السياسي والحزبي في "إسرائيل".

في الختام سيدرك قادة الحكومة الجديدة الإسرائيلية مدى فشل رهاناتهم السياسية الداخلية على تحويل حربهم على حركات المقاومة من اجل خلط الأوراق ، فأي حرب يقوم بها الكيان الصهيوني لن تنتج وضعاً جديداً غير الذي كان قبل اندلاعها، ولن تُحرز تغييرات عميقة في الواقع أو الوعي لدى أبناء الشعب الفلسطيني، وهنا تجدر الإشارة إلى أن الوحدة الميدانية لكل مكونات الشعب الفلسطيني هي أهم عوامل الصمود والتحدي والقدرة على مواجهة سياسات الاحتلال الصهيونية، فالمقاومة الفلسطينية أعادت تموضع الداخل الفلسطيني في قلب المعادلة الإسرائيلية وأصبح الإسرائيلي يقف اليوم أمام قلقين أولهما هو التضامن والتكافل الفلسطيني، وأما القلق الإسرائيلي الآخر هو الخوف من تحول الشعب الفلسطيني إلى حامي حمى المقاومة وخطها الخلفي فلقد عبّر المشهد مؤخراً عن التضامن الشعبي الكبير في جبهات المقاومة حيث إن العدو الغاصب بات يدرك أنه لا يمكنه الاستفراد بأي منها.


رقم: 1038727

رابط العنوان :
https://www.islamtimes.org/ar/article/1038727/تصريحات-جوفاء-هل-يدرك-الكيان-الصهيوني-العواقب

اسلام تايمز
  https://www.islamtimes.org