0
الخميس 10 آب 2017 ساعة 02:54

رسالةٌ مؤلمةٌ للشُّهداء..

رسالةٌ مؤلمةٌ للشُّهداء..
رسالةٌ مؤلمةٌ للشُّهداء..
وهكذا دخلتم الجّنة بآلعشق مع آلأقتدار و أنتم تتحسّرون على عباد الله .. رغم كلّ الصعوبات التي أحاطت بكم و حفّتكم الملائكة مفتخرةً بكم أمام الشيطان و أتباعه, بعد ما غلب آبونا (آدم) عليه السلام و راهنوا بغباء أمام الله تعالى .. بأنّ التكبر و الغواية و الظلم المُعلن من حكومات الأرض القائمة هي نصرهم العملي على أرض الواقع, مقابل سحقكم و دحضٌ مزاعمكم التي كنتم توعدون بها الناس بآلنّصر و الخلافة الألهية أو الشهادة التي كان الجميع يتخوّف منها!

تَصَوَّرَ هؤلاء الشياطين بأنّهُم إنتصروا عليكم .. بحُكّأمهم و بتأييد الناس ألجّهلاء و ما علموا بأنّ شهادتكم هي النّصر الحقيقيّ الأكبر بل هي فوق النصر .. هي الخلود الأبدي .. و لا يعدله شيئ في هذا الوجود!

لكن بقينا نحن .. نُصارع الهمّ و آلألم و قلّة الحيلة بعد أن بقينا وجدنا نجوب الدّنيا بلا مأوى و لا ناصر أو معين؛

أحباّئي و أساتذتي الشهداء؛ يا من كنت أستأنس بهم وحدهم .. يوم قلّ فيه الناصر و المعين؛ إنّ دنيانا هذه التي إستحقرتموها و تركتموها بغير آسف .. بل بفرح كبير؛ ما زالت تعجّ بآلفاسدين الذين يزدادون يوماً بعد آخر .. و أكثر بكثير من الزّمن الذي كُنتم فيه!

إنّهم - أيّ الحُكومات و من يُصفّق لهم في الأحزاب و الأئتلافات - يُريدون تعبئة كلّ الناس كآلحمير لإدامة آلفساد بشكل قانوني برلماني, بعد ما كان محصوراً عليهم و على أحزابهم و أسيادهم!

و آلكريمُ فينا, مهضومٌ حقّهُ؛ و المُجاهد الأصيل مذمومٌ و مسروق و يريدونه تبعاً ذليلاً, و لا يُكرم إلاّ المنافق الفاسد الذي يُداهنهم و يُصفّق خلفهم و ينادي بغباءٍ مُفرط: (عليّ وياك عليّ)!

و ما (عصر ما بعد المعلومات) بقيادة المنظمة الأقتصادية العالمية؛ إلا شاهد و دليل كبير على ذلك, إنهم يريدون مسخ الأمم بأكملها, كي لا يبقى هناك صديق أو مؤيد لكم!

بل المحنة أيضاً أيّها الشهداء العظام؛ هي أنّ أصدقاء الأمس من الذين كانوا يفتخرون بكم في الظاهر قد إتّخذوكم هزواً و ستاراً لمآربهم و جيوبهم؛ و إصطفّوا اليوم مع الفاسدين و المستكبرين, و يفعلون ما يفعلون بلا وازع و لا ضمير .. ثمّ يظهرون مع كلّ ذلك .. أمام الناس و يتحدّثون عنكم .. متظاهرين بوراثتكم و نهجكم!

و لذلك حقّاً ما قاله آلزعيم الهندي (غاندي ) يومَ وَصَفَ المنافقين بآلقول:
[إنّ أكبر نجاحات الشيطان تتحقّق حينَ يظهر و إسم الله على شفتيه].

إنّهم – أيّ مدّعي الدِّين و الأيمان و الدّعوة لله - يفعلون أسوء ممّا فعله و يفعله اقرانهم من الحكام و الرؤوساء في بلدان العالم الأخرى, بل و أكثر من ذلك, حيث ينهشون لحوم الفقراء برواتبهم المليونية و بسياراتهم و حماياتهم و نثرياتهم و إيفاداتهم و بدم بارد و لا يستحون و لا يبالون بأحد أو بقانون أو دين, و الجريمة الأكبر و الأكثر ألماً في هذا الوسط؛ أنهم ما زالوا يُصلّون و يصومون أمام الناس و ربّما في بيوتهم لتخدير ضمائرهم بأنفسهم لتبرير فسادهم!

من هذا الواقع الأليم؛ من واقع النفاق الذي بات سلوكا للدّعاة ناهيك عن غيرهم, الذين يعتذرون لك في الخفاء و يعظمون شأنك, و لكنهم يستنكرون حقّك في العلن و أمام الجموع؛ من هذا الواقع المزيّف, أُخاطبكم أيّها الشهداء العظام بحرقةٍ و ألمٍ, و أنتمُ آلأقرب إلى لله المقتدر و طلبكم عن الله مستجاب: 

بأنْ ترحموا الناس ألمضلّليّن و تتوسطوا عند ربكم الأعلى كي ينقذ البشرية المعذبة .. بظهور المنقذ الكبير ..فقد تغيّير الناس و باتَ صعباً.. بل و مستحيلاً تغيير ما بأنفس الناس نحو الأفضل مع هذا الوضع المحكوم بآلظلم و ألمأزوم الذي يظهر الشيطان فيه كلّ يوم أمام الناس و يتحدّث عبر الأعلام عن الله و عن حقوق الناس و هو يريد الشرّ و الفساد و سرقة الفقراء, و لا حول و لا قوة إلا بآلله العلي العظيم.

بقلم: عزيز الخزرجي
رقم : 659958
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي

البريد الإلكتروني
تعليقك

أهم الأخبار
إخترنا لکم