0
الاثنين 13 نيسان 2020 ساعة 11:09

كوثراني وبومبيو.. المقاومة والغرب الأمريكي المتوحش

كوثراني وبومبيو.. المقاومة والغرب الأمريكي المتوحش
الاستخدام الهستيري والمنفلت لإسلوبي الحصار والمكافآت، يبدو انهما من بنات أفكار رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الامريكية مايك بومبيو الذي اختاره ترامب لمنصب وزير خارجية، والذي لا يرى في افق السياسة الخارجية الامريكية من مصلحة سوى المصلحة الاسرائيلية، فلا تجد في قرار يتخذه الا وتجد قبله وبعده المصلحة الاسرائيلية، وهي بالمناسبة رؤية امريكية ثابتة، الا انها تكثفت واصبحت سافرة بشكل عار في عهد بومبيو.


نحاول في هذه السطور ان نتوقف قليلا امام اسلوب "المكافآت" " الذي اعتمده بومبيو وبشكل مكثف في الاونة الاخيرة، بعد ان تناولنا في مناسبات عديدة اسلوب "العقوبات"الذي تفرضه امريكا وبشكل بلطجي على البلدان والشعوب، في محاولة لقطع ارتباطها الاقتصاي والتجاري والمالي مع العالم ، لدفعها الى لاستسلام للارادة الامريكية التي تحركها المصلحة الاسرائيلية، وهو اسلوب ارهابي بكل ما تحمل الكلمة من معنى.

المعروف ان اسلوب تخصيص "المكافآت" لاعتقال بعض الاشخاص او الحصول على معلومات حولهم الذي يعتمده بومبيو في برنامجه التابع لوزارته "مكافآت من أجل العدالة"، مستمد من عادات وتقاليد الغرب الامريكي المتوحش، بعد ان انتقل شذاذ الافاق واصحاب السوابق والقتلة والمجرمون والمطاردون والمغامرون من اوروبا الى امريكا وعاثوا فيها فسادا وتقتيلا وأبادوا اكثر من 20 مليون من سكان امريكا الاصليين.

يعتقد بومبيو انه ومن خلال اعتماد
الثقافة المنحطة للغرب المتوحش، يضرب عدة عصافير بحجر واحد، الاول انه يقلل من شأن الشخص المستهدف او الجهة التي يستهدفها لكونه "مطلوب" وفقا لعادات الغرب المتوحش الذي ينحدر من بومبيو، والثاني يضع اموالا طائلة في تصرف عملائه ومرتزقته وطابوره الخامس العاملين في البلد المستهدف، والثالث دفع الشخص والجهة الى الانكفاء لاعتقادها انها باتت مرصودة ليس من قبل امريكا فحسب بل من قبل عملائها ومرتزقتها واصحاب النفوس الضعيفة، والرابع اثارة الفتن وزرع الشكوك بين ابناء الشعب الواحد لضرب وحدته وتماسكه.

آخر "مكافآت" بومبيو الوليد الشرعي للغرب الامريكي المتوحش، كانت عرضه "مكافأة" تصل إلى 10 ملايين دولار مقابل الحصول على معلومات عن الشيخ محمد كوثراني، ممثل حزب الله في العراق ، والتي تأتي في اطار السياق العام للسياسة الامريكية الرامية الى حرمان العراق من عناصر قوته وافراغه من الرجال الذين اذاقوا الامريكيين طعم الهزائم وافشلوا مخططاتهم بتقسيم العراق على اسس طائفية وعرقية، عبر استخدام عصابات "داعش" و"البعث الصدامي" و "جوكر السفارة".

من الواضح جدا ان "الاتهام" الحقيقي والوحيد الذي تضمنته لائحة الاتهامات الامريكية ضد الشيخ كوثراني، هو تفعيل دور الحشد الشعبي، الذي ابطل سحر "داعش" والى الابد وبذلك قد قبر مخططات امريكا، وهذا هو السبب الحقيقي وراء غضب وحنق وحقد بومبيو، اما التعرض للبعثات الدبلوماسية
والمتظاهرين والتمويل المالي، فهي تهم يجب ان توجه الى بومبيو نفسه، الذي قامت عصاباته الجوكرية بالهجوم على البعثات الدبلوماسية في العراق واحراقها، والهجوم على مقار الحشد الشعبي وقتل ابطالها، ومحاولات هذه العصابات ركوب موجة التظاهرات السلمية والمطلبية للشعب العراقي، بل القيام بعمليات قتل منظمة للمتظاهرين لالصاق التهمة بالحشد الشعبي الذي قدم الاف الشهداء من اجل الدفاع عن الشعب العراقي ومقدساته.

اما التهمة الاكبر التي يجب ان توجه الى بومبيو ، هي تمويله العلني للعصابات الجوكرية والبعثية والداعشية ، عبر مبلغ "المكافأة" بذريعة الحصول على معلومات عن الشيخ محمد كوثراني، لإثارة الفوضى في العراق، الذي طالب رسميا وشعبيا باخراج القوات الامريكية واغلاق قواعدها عل ارضه، بعد جريمة اغتيال القائدين الشهيدين قاسم سليماني وابومهدي المهندس.

الشيخ محمد كوثراني لا يختبىء في الكهوف والجبال حتى تمنح امريكا 10 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات عنه، فهو ضيف على العراقيين ويعيش بينهم ويتحرك بحرية كاملة، وان اساليب الغرب الامريكي المتوحش لن تنفع مع العراقيين ولا مع رجال من امثال الشيخ كوثراني ولا الحشد الشعبي، فـ"الطينة" التي جُبل منها هؤلاء جميعا هي ذات الطينة التي جُبل عليها الشهيدان سليماني والمهندس وابطال حزب الله، الذين اذلوا "الجيش الاسرائيلي" الذي كان يوما لا يقهر" فجعلوا منه "ملطشة".
رقم : 856385
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي

البريد الإلكتروني
تعليقك

أهم الأخبار
إخترنا لکم