0
السبت 19 أيلول 2020 ساعة 10:03

أسباب تضاؤل نسبة التفاؤل بشأن محادثات السلام في أفغانستان

أسباب تضاؤل نسبة التفاؤل بشأن محادثات السلام في أفغانستان
الرؤية الغامضة للسلام

على الرغم من المحادثات الجارية في الدوحة ، قطر ، فإن آفاق السلام في أفغانستان ما زالت غير واضحة. وبعد يوم من عقد الاجتماع الأول بين الحكومة الأفغانية وطالبان ، قال عبد الله عبد الله ، رئيس المجلس الأفغاني الأعلى للمصالحة الوطنية ، في مؤتمر صحفي في الدوحة ، قطر ، إن السلام يمثل إرادة الشعب الأفغاني ، ومعظمهم يريد وقف الحرب ووقف إطلاق النار. ودعا عبدالله إلى اتفاق بين طالبان والحكومة الأفغانية على "وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية". ومع ذلك ، لا تزال المحادثات جارية ، ولكن بعد أيام قليلة من بدئها ، لا تزال نتائج هذه المحادثات غير معروفة.

ترديد وتشكيك الشارع الأفغاني

يحث المواطنون الأفغان فريق التفاوض الأفغاني على التحدث مع طالبان حول إنهاء الحرب وضمان السلام والاستقرار الدائم في البلاد. ويقولون إن محادثات السلام لا ينبغي أن تجري سرا وبعيدا عن أعين الإعلام والشارع ، لأن أي اتفاق يتم التوصل إليه خلف الأبواب المغلقة لن يكون مقبولا لدى الشارع الأفغاني.

ويحذر المواطنون من أن "الدستور والنظام الجمهوري وحرية التعبير وحقوق المرأة وحقوق الإعلام وحقوق الإنسان وحصة المرأة في الحكومة وإنجازات العقود الأخيرة في هذا البلد ، تمثل الخط الأحمر للشعب ولن يُسمح لأي مجموعة المساومة والتفاوض تجاه إنجازات الشعب ، لأن الشارع ناضل من أجل هذه الإنجازات وظل يضحي منذ سنوات ، والمحافظة عليها مسؤولية كل فرد في المجتمع.

وشددوا على أن "الوفد الأفغاني الذي يمثل الحكومة والشعب الأفغاني يجب أن يناقش آراء ووجهات نظر الشارع الافغاني على طاولة المفاوضات مع طالبان ، وليس وجهات نظرهم الشخصية". وتأتي مطالب الشعب الأفغاني في الوقت الذي تحدث فيه عبد الله عبد الله ، رئيس المجلس الأعلى للمصالحة الوطنية ، في اليوم الأول من قمة الدوحة للسلام ، عن ضرورة الحفاظ على النظام الجمهوري ، وحرية التعبير ، وحقوق المرأة ، وإنجازات العقود الماضية.

لماذا لا يمكن التفاؤل بشأن محادثات السلام في أفغانستان؟

ومع ذلك ، هناك عدة أسباب لقلة نسب التفاؤل بشأن محادثات السلام الأفغانية ، حيث لا توجد آليات يمكنها تنفيذ ضمان سلام دائم في أفغانستان.

ويعتقد العديد من الخبراء أن التمهيدات الدولية ضرورية لإقامة وضمان محادثات السلام. ومن بين هذه التمهيدات الدولية ، ضرورة مشاركة مجلس الأمن الدولي في هذه المفاوضات بشكل جدي ، بينما في المفاوضات الداخلية لأفغانستان ، كان وجود المنظمات الدولية حتى الآن ضئيلاً للغاية وشبه معدوم.

كما أن الجهات الفاعلة الدولية والإقليمية الرئيسية لا تشارك بنشاط في هذه الجولة من المحادثات ، ولم يظهر في هذه الجولة سوى ممثل الولايات المتحدة وقطر، بصفتها الدولة المضيفة ، في حين لم تشارك الصين وروسيا بنشاط في هذه الجولة من محادثات الدوحة. واقتصر حضورهم على الاتصال عبر الفيديو ، الذي أقيم على مستوى غير رفيع. كما أن الدول المجاورة لأفغانستان ودول المنطقة غائبون بشكل كبير عن المحادثات ، ولا يشارك أيًا منهم بفاعلية في محادثات الدوحة.

وهناك قضية أخرى تُعد تحدي تواجهه المفاوضات الحالية، وهو عقدها خلف الأبواب المغلقة وعدم إطلاع الشارع بسياق هذه المفاوضات ، وفي الحقيقة لا توجد شفافية في هذه الجولة من المفاوضات ، الأمر الذي أثار مخاوف لدى الشارع. كما إن الأحزاب والمنظمات والجماعات السياسية الأفغانية هي أيضا الغائب الرئيسي عن إجتماع الدوحة ، وهنالك فقط مجموعة صغيرة من قادة الأحزاب يرافقون ممثلي الحكومة في محادثات السلام. كما تسببت أزمة فيروس كورونا في أن تواجه الحكومة المزيد من التحديات وأن تشارك في المفاوضات بموقفٍ ضعيف ، ما قد يفرض بعض المطالب الأحادية على كابول.

وأخيراً ، ما يجعلنا أقل تفاؤلاً بشأن هذه المحادثات هو المطلبين المتعارضين من الجانبين من أجل السلام ، فبينما أصرت طالبان مرارًا وتكرارًا على تشكيل إمارة وحكومة إسلامية ، فإن كابول ترفض هذا الأمر بشدة وتؤكد على ضرورة الحفاظ على ما أسمته بإنجازات العشرين سنة الماضية. وهذا يجعل احتمالية التوصل إلى حل وسط في محادثات كابول وطالبان غامضة ، وليس من الممكن أن نأمل خيرًا في هذه الجولة من المحادثات.
رقم : 887127
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي

البريد الإلكتروني
تعليقك

أهم الأخبار
إخترنا لکم