0
الثلاثاء 13 تشرين الأول 2020 ساعة 14:56

لا تخيروه بين التجويع والتطبيع.. السودان سلة غذاء العالم

لا تخيروه بين التجويع والتطبيع.. السودان سلة غذاء العالم
يبدو ان الكيل طفح برئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك، الذي شن هجوما لاذعا على امريكا بسبب البلطجة التي تمارسها ضد السودان بهدف دفعه للتطبيع مع الكيان الاسرائيلي دون اي مراعاة للمبادىء الانسانية والقيم الاخلاقية والعلاقات الدولية.

حمدوك الذي التقى قبل فترة بوزير الخارجية الامريكي مايك بومبيو في الخرطوم، يبدو انه اسمع منه كلاما واضحا صريحا مفاده"اذا اراد السودان ان يخرج من القائمة الامريكية للدول الراعية للارهاب عليه ان يطبع مع الكيان الاسرائيلي"، اي انه خير السودانيين بين الجوع والتطبيع، حينها قال حمدوك كلاما دبلوماسيا مفاده ان حكومته حكومة مؤقتة ولا يدخل في صلاحيتها عقد معاهدات دولية، وعلى امريكا ان تنتظر حكومة تنبثق عن انتخابات عامة وعندها لكل حادث حديث.

يبدو ان الامريكيين لم يقتنعوا بكلام حمدوك فواصلوا الضغط عليه وعلى حكومته بشكل مباشر او غير مباشر عبر السعودية والامارات، للتطبيع مع الكيان الاسرائيلي ليكون بمقدور بومبيو تقديم هدية لرئيسه المأزوم دونالد ترامب عسى ان تنفعه يوم الانتخابات، لاسيما بعد ان صرح اكثر من مسؤول امريكي و"اسرئيلي" ان السودان يقف في طابور المطبعين.

الضغط والابتزاز الامريكي الوقح هو الذي دفع حمدوك للاعلان وبصراحة واضحة انه يرفض الربط بين رفع اسم السودان من قوائم الإرهاب وبين التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، واتهم ، أمريكا بتهديد مسار الانتقال إلى الديمقراطية، عبر إبقاء بلده مصنفا على قائمة الدول الراعية للإرهاب، نافيا ما يشاع عن تطبيع مرتقب للعلاقات بين السودان و"إسرائيل"، مقابل شطبه من القائمة الأميركية.

العالم اجمع يعرف ان "قائمة الارهاب الامريكية" هي وسيلة ضغط تستخدمها امريكا ضد البلدان الرافضة للتطبيع مع الكيان الاسرائيلي، ولا علاقة لها بالارهاب من قريب او بعيد، الا ان الادارة الامريكية الحالية استخدمت هذه الوسيلة بشكل اكثر بلطجية وصلافة بعد ان تولى ملف الشرق الاوسط فيها الصهيوني جاريد كوشنير صهر ترامب.

من الواضح ان مواصلة امريكا الضغط على السودان للتطبيع مع الكيان الاسرائيلي، ليس مرده تقديم هدية لترامب الخائب ليلة الانتخابات فقط، بل لمعرفة امريكا ان التطبيع بين السودان والكيان الاسرائيلي سيكون في خبر كان مع وصول حكومة سودانية الى سدة الحكم منبثقة من اصوات الشعب السوداني المعروف بمناصرته التاريخية للقضية الفلسطينية والرافض بشكل كامل لفكرة التطبيع من اساسها مع الكيان الاسرائيلي.

حمدوك اشتكى في تصريحاته من ان العقوبات الامريكية "تشل الاقتصاد السوداني"، وهذه النقطة تستوقف كل مراقب للشان السوداني، فليس هناك من شك ان العقوبات لها تداعيات سلبية على الاقتصاد السوداني، الا ان اعتماد خطة اقتصادية شفافة وعلمية مبنية على القدرات الذاتية للسودان، ستتيح لهذا البلد فرصة في ادارة موارده الطبيعية التي حباها الله له بالشكل الصحيح، وهي ما ستجعله متحررا من اي ضغوط يمكن ان تمارسها امريكا او غير امريكا للتاثير على توجهاته السياسية.

السودان هو سلة غذاء العالم، لوفرة الأراضي الزراعية الصالحة والمياه فيه، حيث تصل مساحة الأراضي الزراعية في السودان إلى نحو 17 مليون هكتار، بالاضافة الى امتلاكه أكثر من 110 ملايين رأس من الماشية، ومساحات شاسعة من المراعي الطبيعية، لذلك بامكان السودان ليس فقط ان يكون مكتفيا ذاتيا بل سيكون سلة غذاء للعالم اجمع ، وعندها لن يكون بامكان نكرة مثل بومبيو ان يهدد السودانيين بين الجوع او التطبيع مع الكيان الاسرائيلي.
رقم : 891849
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي

البريد الإلكتروني
تعليقك

أهم الأخبار
إخترنا لکم