QR CodeQR Code

وباء التطبيع يسري في جسد المغرب.. من سيحسم أمر الخيانة؟

موقع الوقت , 8 كانون الثاني 2021 08:59

اسلام تايمز (المغرب) - يمكننا القول وقبل البدء بوصف طبيعة "التطبيع" بين المغرب والكيان الصهيوني، أننا كلما اقتربنا من 20 يناير الشهر الجاري، حيث يجب أن يباشر الرئيس المنتخب جو بايدن مهامه ويغادر الرئيس السابق دونالد ترامب البيت الابيض، تتضاءل الفرص أمام هؤلاء الفاشلين والمفلسين من حملة أوراق التواطؤ وخونة الكلمة والجبناء المتخاذلين الذين سعوا سعياً حثيثاً لتمزيق صف الأمة بكل ما أوتوا من ضعف وخسة ونذالة وهم يصغرون أنفسهم يوماً بعد يوم أمام أسيادهم الحاقدين الطامعين المشوهين.


هؤلاء يعلمون علم اليقين أنه لا البيت الأبيض ولا الكيان الصهيوني، قادرون على الإيفاء بحجم المسؤولية لتولي الخونة والجبناء ملاذات يأملون أن تسعفهم، ربما، للاستمرار في نهج التواطؤ والخيانة على حساب مصير شعوب المنطقة المغلوب على أمرها.

باختصار، نريد القول، إن الموقف المغربي لا يمثل شيئا، بل لا يمكن أن ينطلي بتصريحاته الساذجة على وعي الطبقات المثقفة التي أمست تكشف كل لحظة عن خطط وأجندات الغرب اللعين إزاء محاولات الاستيلاء على مقدرات الأمة الاسلامية. نعم، تصريحات حكومة المغرب ما هي سوى مجرد كلام أو جعجعة فارغة لمواجهة الاسلاميين الغاضبين في المغرب، والذين سيزداد خطرهم على النظام المغربي خصوصاً في عهد الديمقراطيين في أمريكا. فالمغرب هو أخطر دولة عربية من حيث إمكان اعتباره بؤرة العلاقات السرية أو العلنية مع الكيان المحتل، وهو دخل حالة التطبيع معه قبل الإقدام على الاعلان الأخير الذي جاء تلبية لإملاءات البيت الابيض بعد أن وعد رئيسه المخلوع ترامب بتقديم الصحراء الكبرى هدية على طبق من ذهب، وبالتالي فإن مفردة التطبيع التي يزعم نظام المغرب أنها أزعجته، ما هي إلا نكتة مضحكة، لأن المغرب لم يكن منقطعا في يوم عن الكيان الصهيوني منذ البداية.

يشهد التاريخ متانة العلاقات الصهيونية المغربية منذ زمن، فهناك علاقات دبلوماسية رسمية مشتركة، كما ويحظى الكيان المحتل بقبول رسمي لمواطنيه الاسرائيليين على أرض المغرب، مثلما يقبل الكيان وجود المغاربة في مستوطناته. كما كانت هناك لقاءات متكررة لمسؤولين اسرائيليين أبرزها زيارة شمعون بيريز للمغرب عام 1986 ولقائه الملك الحسن الثاني. ما يعني أن التطبيع المغربي مع الكيان له جذوره وله تاريخه العتيق دون شك. وبعد فترات طويلة من العلاقات السرية والعلنية منها، صار أن أعلن الطرفان اتفاق التطبيع العلني بكل جوانبه وأوجهه وبرعاية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وذلك في 10 كانون الأول 2020 واعتزام المغرب استئناف الاتصالات الرسمية والعلاقات الدبلوماسية مع الكيان الصهيوني، في خطوة وصفت بالمفاجئة، ليصبح البلد الرابع في العالم العربي الذي يعلن الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب، هذا العام توقيعه اتفاقية مع الكيان الصهيوني بعد الإمارات والبحرين والسودان، ما أثار هذا الإعلان ردود فعل متباينة بين المثقفين المغاربة، إذ دعا نشطاء إلى تدشين حملات شعبية تندد بالاتفاق المبرم وتؤكد على محورية القضية الفلسطينية.

هذا الإعلان جاء خلال اتصال هاتفي أجراه العاهل المغربي الملك محمد السادس مع الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، وفق بيان للديوان الملكي. وقبلها بلحظات أعلن ترامب عبر تويتر عن اتفاق لتطبيع العلاقات بين الكيان الصهيوني والمغرب؛ تلك التطورات المتسارعة أعادت تسليط الضوء على تاريخ العلاقات المغربية الصهيونية التي عرفت مداً وجزراً استمر نحو 6 عقود. وفي إطار الاتفاق، كتب ترامب على تويتر أنه وقع مرسوما من شأنه الاعتراف بسيادة المغرب على إقليم الصحراء الغربية، وهذا هو مربط الفرس والعقدة التي منحت حلاً ظاهرياً مؤقتا للمغرب بأن يطلق صوته علناً دون أي رادع أو مانع.

وإثر الاعلان سارعت جهات عدة وطنية مغربية إلى عقد اجتماع طارئ، من أجل اتخاذ موقف موحد من القرار، وتحديد الخطوات التي وصفتها مصادر بالنضالية، رافضة رفضاً قاطعاً لأي شكل من أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني الغاصب، الذي يتآمر على الوحدة الترابية للمغرب وتماسكه الاجتماعي. لتنكشف أوراق المؤامرة بشأن تبرير التطبيع وارتباطها بقضية الصحراء الكبرى. 

ولكن، بسبب تراجع إدارة الرئيس المنتخب جو بايدن عن الاعتراف بالسيادة المغربية على الصحراء، ترتب عليه اتخاذ سياسات عدة مغربية إزاء الوضع الجديد وإعلان تأجيل البادرة التي بارك بها دونالد ترامب ورعاها كثيراً. فكانت المقايضة الترامبية مع المغرب حول السيادة على الصحراء الكبرى مقابل التطبيع العلني قد شابها الاهتزاز وعدم الاستقرار بعد أن اتضح للملكة بوادر انحراف سياسة الادارة الامريكية الجديدة بقيادة جو بايدن عن خط السيادة غير الشرعي.

يقول بوقنطار أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الخامس بالرباط: أتحفظ على مصطلح التطبيع، فالعلاقات الإسرائيلية المغربية ليست وليدة اليوم، نحن عدنا إلى مرحلة ما بين 1994-2000 حين كان مكتب الاتصال الإسرائيلي في الرباط مفتوحا قبل أن تغلقه الرباط بسبب اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية. وهكذا باتت كلمة التطبيع، وباءً، أخطر من وباء كورونا، بعدما غطس البعض في وحل الخيانة دون أن يرتاب أو يحتسب، ولكن غدا لناظره قريب.


رقم: 908815

رابط العنوان :
https://www.islamtimes.org/ar/article/908815/وباء-التطبيع-يسري-في-جسد-المغرب-سيحسم-أمر-الخيانة

اسلام تايمز
  https://www.islamtimes.org