QR CodeQR Code

إيران.. لا عودة لأمريكا للإتفاق النووي دون رفع الحظر

نقلا عن العالم , 3 نيسان 2021 07:13

اسلام تايمز (ايران) - بعد ان قرر المشاركون في الاجتماع الافتراضي للجنة المشتركة للاتفاق النووي، بين ايران ومجموعة “1+4” (الصين روسيا وبريطانيا وفرنسا والمانيا )، مواصلة أعمال الاجتماع حضوريا يوم الثلاثاء المقبل، في فيينا، اعلنت صحيفة "وول ستريت جورنال" الامريكية، نقلا عن من وصفتهم بالدبلوماسيين الغربيين، أن واشنطن ستشارك في اجتماع فيينا لبحث العودة الى الاتفاق النووي، وهو ما نفته ايران.


النفي الايراني السريع جاء على لسان وزير الخارجية محمد جواد ظريف، الذي أكد موافقة طهران وبقية أعضاء الاتفاق النووي على عقد اجتماع حضوري في فيينا، إلا إنه نفى ان يكون هناك أي لقاء بين إيران واميركا. واوضح في تغريدة على صفحته الشخصية في تويتر، إن هدف اجتماع الثلاثاء المقبل إنهاء سريع للعقوبات يتبعه وقف إيراني لخفض الالتزامات بالاتفاق النووي، ولا داعي للقاء إيراني أميركي.

وعلى صعيد النفي الايراني ذاته، اكد نائب وزير الخارجية الايراني في الشؤون السياسية عباس عراقجي، ان امريكا لن تحضر أي اجتماع تشارك فيه إيران بما في ذلك اجتماع اللجنة المشتركة. والوفد الايراني لن يجري أي محادثات مع الوفد الأمريكي على أي مستوى، لا مباشر ولا غير مباشر.

رفض ايران اجراء اي مفاوضات مع امريكا، لا يعني ان ايران ترفض المفاوضات كمبدأ، إلا انها ترفض المفاوضات مع امريكا حصرا، وخاصة في قضية عودتها الى الاتفاق النووي، فامريكا خرجت من الاتفاق النووي من دون مفاوضات، وفرضت الحظر على ايران دون مفاوضات، لذلك عليها العودة الى الاتفاق دون مفاوضات، وقبل ذلك ترفع جميع اشكال الحظر الذي فرضته على ايران، من دون مفاوضات ايضا.

التجربة المرة التي عاشتها ايران مع امريكا واوروبا، على خلفية الاتفاق النووي، كشفت وبشكل لا لبس فيه، ان من العبث الثقة بتواقيع ومواثيق، اشخاص يقدمون انفسهم على انهم رؤساء وقادة لدول "عظمى"!!، بينما تتلاعب بهم الصهيونية، ومليارات السعودية، كما يتلاعب الاطفال بالكرة. لذلك قررت ايران ان تلقن هؤلاء "الرؤساء والقادة"، درساً في احترام العهود والمواثيق، وان تجعل ثمن استهانتهم بالاتفاقيات الدولية، مكلفة وباهظة. فإن كانوا لا يحترمون تواقيعهم، عليهم ان يحترموا تواقيع الاخرين.

عندما ترفض ايران اي خطة، على اساس رفع الحظر الامريكي تدريجيا، او التفاوض بصورة مباشرة او عبر وسيط مع امريكا، فهي تنفذ توجيهات قائد الثورة الاسلامية اية الله خامنئي، الذي اكد فيها ان ايران ستعود الى التزاماتها في الاتفاق النووي فقط بعد رفع كل اشكال الحظر الاميركي والتحقق من ذلك. فهذه التوجيهات هي خارطة طريق تسير عليها الحكومة الايرانية، من اجل الحيلولة دون وقوعها مرة اخرى في الخطأ السابق عندما تعاملت بحسن نية مع الاوروبيين والامريكيين.

ادارة بايدن، وخاصة العقلاء فيها، وصلوا الى قناعة مفادها، أن أمريكا اليوم لم تعد قوية لتفرض شروطها على ايران، وفي المقابل ايران ليست ضعيفة لترضخ للضغوط الامريكية، كما ان ترامب لم يترك لبايدن من وسيلة ليضغط بها على ايران، فقد استنفد كل ما في جعبة امريكا من وسائل، ولكنه رغم ذلك لم يحقق هدفا واحدا من اهدف سياسته المعروفة بـ"الضغوط القصوى"، لذلك على ادارة بايدن ان تتلمس وسائل اخرى للخروج من المأزق الذي ادخل فيها ترامب امريكا.

الإدارة الأمريكية الجديدة كانت تعتقد، وتحت تأثير واضح من الكيان الاسرائيلي والسعودية، انها ومن خلال مواصلة سياسة الضغوط القصوى، والمماطلة والتسويف، يمكنها كسب نقاط على حساب ايران، الا ان ايران وعبر التمسك بثوابتها وقيمها بعدم الخضوع للابتزاز والغطرسة الأميركية، ومواصلة تنفيذ قراراتها السيادية، خاصة فيما يتعلق بالاتفاق النووي وتخصيب اليورانيوم بنسبة 20 بالمئة، تمكنت من ان تدفع ادارة الرئيس الامريكي جو بايدن الى التفكير باعادة النظر، في أخطاء الادارة السابقة، قبل فوات الاوان.


رقم: 924942

رابط العنوان :
https://www.islamtimes.org/ar/article/924942/إيران-لا-عودة-لأمريكا-للإتفاق-النووي-دون-رفع-الحظر

اسلام تايمز
  https://www.islamtimes.org