QR CodeQR Code

كلمة طالبان الأخيرة...

ارتباك حکومة أشرف غني والمعضلة المكلفة للولايات المتحدة

موقع الوقت , 17 نيسان 2021 08:31

اسلام تايمز (افغانستان) - في الوقت الذي تستعد فيه جميع أطراف عملية السلام الأفغانية لحضور قمة أسطنبول للسلام، غرَّد "محمد نعيم" المتحدث باسم المكتب السياسي لطالبان، الليلة الماضية أن الحرکة لن تحضر أي مؤتمر سلام حول أفغانستان حتى الانسحاب الكامل للقوات الأجنبية من البلاد.


هذه التغريدة من المتحدث باسم المكتب السياسي لطالبان هي بلا شك أهم قرار لقادة الحركة في مجال السلام في أفغانستان، ويمكن اعتبار هذا القرار أكثر أهميةً من اتفاق الدوحة للسلام، ولكن لماذا؟

بموجب اتفاق الدوحة للسلام، تعهدت الولايات المتحدة بسحب جميع قواتها والقوات الأجنبية من أفغانستان بحلول أوائل مايو 2021.

ومع ذلك، بعد هزيمة ترامب في الانتخابات وتنصيب الإدارة الأمريكية الجديدة، رأينا أن جو بايدن وفريقه العسكري والدبلوماسي لم يكونوا جادين في التنفيذ الكامل لاتفاق الدوحة، وكانوا يبحثون عن طريق للهروب من الوضع الحالي، حتی يمكنهم بهذه الطريقة شراء الوقت لمغادرة أفغانستان بالكامل، وکذلك ترك هذا البلد بشکل مشرف. ويری بعض المحللين أن عقد هذا الاجتماع في تركيا يأتي في هذا السياق أيضاً.

من خلال مبادرة قمة اسطنبول للسلام، في الواقع أشرك الأمريكيون جميع الأطراف، بما في ذلك طالبان، لفترة غير محددة من الزمن، في لعبة شبه عقيمة، وبالتالي تأمين جميع مصالحهم تقريبًا من جانب واحد.

كما اتَّجه المناخ الإعلامي في العالم الغربي وأفغانستان، بقيادة الأمريكيين، في اتجاه يشعر فيه كل الرأي العام أن مستقبل أفغانستان بأكمله يتم رسمه في قمة اسطنبول، وإذا فشل هذا الاجتماع فلا يمكن تصور مستقبل مشرق لأفغانستان.

وفي ظل هذه العقلية الأمريكية الصنع تقريبًا، أعدَّت الحكومة الأفغانية بقيادة أشرف غني والمجلس الأعلى للمصالحة الوطنية بقيادة عبد الله عبد الله وأحزاب وجماعات أخرى في البلاد، وبضغط من الأمريكيين، خططًا على عجل لتقديمها في الاجتماع؛ لكن الجميع لم يكن على علم بالقرار النهائي لطالبان. وقبل يومين أعلنت حركة طالبان أنها لن تحضر اجتماع اسطنبول في 16 أبريل.

ومع ذلك، أُعلن أن الاجتماع سيعقد في 24 أبريل بتأجيل لمدة 8 أيام، لكن المتحدث باسم المكتب السياسي لحركة طالبان، محمد نعيم، أعلن الليلة الماضية رسمياً التزام الحركة باتفاق الدوحة، وبموجبه علی جميع القوات الأجنبية، وخاصةً القوات الأمريكية، مغادرة أفغانستان خلال الأسبوعين المقبلين، وإلا فلن تحضر طالبان أي اجتماعات أو مؤتمرات حول السلام في أفغانستان.

موقف طالبان هذا تسبَّب في خيبة أمل الأمريكيين، ومن الآن فصاعدًا يبدو أن الأمريكيين باتوا على مفترق طرق:

1. إما عليهم سحب كل قواتهم من أفغانستان في الموعد المحدد، وإلا فإنهم سيواجهون الحرب والفوضی والاضطراب في أفغانستان. كما سيلوم الرأي العام الولايات المتحدة على نقض العهود وخرق الاتفاقية وهذا المصير المرير، وستكون هذه هزيمةً كبرى وموتاً دبلوماسياً لإدارة بايدن منذ بدايتها.

2. الطريق الثاني، والذي يبدو أكثر ترجيحًا، هو أن طالبان ليس لديها إرادة للقتال بهذا القرار، ومن خلال منح الأمريكيين وقتًا للمغادرة، ستحصل على تنازلات كبيرة من الأمريكيين، وفي نهاية المطاف، وبأقل عدد من الضحايا، فإنها تحقق هدفها النهائي المتمثل في حكم أفغانستان.

إن قرار هذه الحرکة سيضع أشرف غني وفريقه أكثر من أي شخص آخر تحت ضغط أكبر من الأمريكيين لتقديم التنازلات، ومن المرجح أننا سنشهد قريباً استئناف المحادثات بين طالبان والأمريكيين دون وجود الحكومة الأفغانية، وهذه المرة أيضاً الأمريكيون هم الذين يتعين عليهم أن يتخذوا القرار بدلاً من الحكومة الأفغانية.

حالياً، كرة الحرب والسلام في أفغانستان هي في ملعب جو بايدن، ولن يكون أمامه خيار سوى الاستسلام لطالبان.

لقد اتخذت حركة طالبان قرارًا جادًا تقريباً، مع علمها بقدرتها، وضعف الحكومة الأفغانية، وعجز الأجانب عن مواصلة الكفاح العسكري في أفغانستان، وقد صدمت بهذا الموقف كل الأطراف، حتى تتمكن من متابعة مصالحها من خلال قرار دبلوماسي.


رقم: 927655

رابط العنوان :
https://www.islamtimes.org/ar/article/927655/ارتباك-حکومة-أشرف-غني-والمعضلة-المكلفة-للولايات-المتحدة

اسلام تايمز
  https://www.islamtimes.org