0
الخميس 24 حزيران 2021 ساعة 13:26

من الإمارات هنا ‘‘إسرائيل‘‘.. خيانة متصاعدة وعمالة غير مسبوقة

من الإمارات هنا ‘‘إسرائيل‘‘.. خيانة متصاعدة وعمالة غير مسبوقة
استكمالاً لسلسلة التعاون بين أبو ظبي والكيان الصهيونيّ بعد الخيانة التي ارتكبها حكام الإمارات بحق فلسطين، وفي مكافأة له على "جرائم الحرب" التي يستخدمها ضد الفلسطينيين، بدءاً من تعذيب الأسرى أو إساءة معاملتهم أو إعدامهم، ومروراً بالجرائم الموجهة ضد المدنيين والتعدي على ممتلكاتهم الشخصية وتهجيرهم قسريّاً، وليس انتهاء عند القتل والحصار والإبادة الجماعيّة، أصبحت القناة التابعة للعدو متاحة اليوم من خلال اثنتين من كبار شبكات الكابلات التلفزيونيّة في الإمارات، وهما اتصالات Etisalat  ودو للاتصالات DU، كما وقعت القناة العبريّة اتفاقية مع المجموعة الإعلاميّة “أخبار الخليج” وشركة الإنتاج الإعلاميّ ومع وزارة السياحة في دبي، لإطلاق حملة رقميّة وتلفزيونيّة بثلاث لغات، واستأجرت Intermedia وهي وكالة تمثيل إعلاميّ إماراتية لزيادة النشاط التجاريّ والإعلانيّ عبر القناة.

وعقب أسابيع على احتفاء سفير العدو في أبو ظبي بأول معرض تذكاريّ خاص بـ "الهلوكوست"، في الوقت الذي يستمر فيه الكيان الصهيونيّ الغاشم بقتل الشعب الفلسطينيّ واستعمار أرضه دون رقيب أو عتيد منذ مطلع القرن المنصرم وحتى اليوم، كشف بيان مشترك لـ i24NEWS ومجموعة ”دبي للإعلام” النقاب عن أنّ الطرفين سيعملان سويّة لربط وسائلهم الإعلاميّة بكابل الألياف الضوئيّة لتسهيل نقل المقابلات والتقارير والمواد.

وقد أثارت الخطوة الإماراتيّة الجديدة انتقادات كثيرة، بسبب المساحة الإعلامية التي سيجنيها العدو من هذا الاتفاق لتشويه الحقائق وبث الأكاذيب، ومحاولة التغطيّة على جرائمه المتزايدة، بما يشكل رافداً له لانتهاك القانون الدوليّ والعمل على جر بعض الدول الجديدة نحو الوقوع في فخ التطبيع معه، حيث إنّ الإعلان عن توقيع مذكرة تفاهم لتعزيز التعاون في إنشاء المحتوى، تكنولوجيا الإعلام، وخلق عرض إعلاميّ للأحداث الضخمة وتطوير المهارات، لا يعدو عن كونه واجهة كاذبة تنطوي تحتها الكثير من الأهداف القذرة التي تُحقن عن طريق وسائل الإعلام ضمن ما يُعرف بـ "الإرهاب الإعلاميّ".

وبكل وقاحة تُشرع الإمارات أبوابها للصهاينة وتساندهم في كل فعالياتهم ومشاريعهم الخطيرة، وبالفعل تقوم أبو ظبي بكل ما بوسعها لتحقيق أحلام الكيان الغاشم الذي يمثل عمق المصالح الأمريكيّة والغربيّة في المنطقة، حيث أصبح المحور الاستراتيجيّ الجديد بين الكيان الصهيونيّ والإمارات يتنامى بقوة منذ اتفاق تطبيع العلاقات في منتصف آب المنصرم، حيث تضاعفت الاتفاقيات الثنائيّة في كل المجالات والتي كان آخرها التكنولوجيا والإعلام وكرة القدم والسياحة، لدرجة أنّ الصهاينة باتوا يشعرون الآن بأن الإمارات تمثل "جنة جديدة" لهم، وبذلك فإنّ الإمارات من خلال خطوتها الأخيرة قامت بغرز خنجر جديد في ظهر الفلسطينيين، إرضاء لكيان الاحتلال وتحقيقاً لأهدافه التي تسعى بقوة لتصفية قضية فلسطين.

وإنّ إطلاق القناة الإسرائيليّة شعار: “قلب الشرق الأوسط الجديد ينبض في i24NEWS"يُعد جزءاً من عملية توسع نشاط العدو في المنطقة، وما لا شك فيه أنّ الخيانة التي قامت بها أبو ظبي في تطبيعها مع عدو العرب والمسلمين، لن تتوقف عند هذا الحد، لأنّها في الأساس لم تكن مجرد إقامة علاقة سياسيّة عابرة معه، بل لأهداف استخباراتيّة وسياسيّة واقتصاديّة وعسكريّة وثقافيّة ودينيّة وإعلاميّة خبيثة، ضحيتها الأولى والأخيرة الشعب الفلسطينيّ الذي يعاني الأمرين من جرائم واستبداد المحتل الصهيونيّ الأرعن، الذي يتخذ من هذا الدعم ستاراً للتغطية على إرهابه المتفشي.

ولم تكن الخطوة الإماراتيّة مستغربة أبداً، في أعقاب الاتفاقية الموقعة مع مجموعة “أبو ظبي للإعلام” في شهر تشرين الأوّل من العام المنصرم، حيث بدأت للتو حملة دعائيّة من قبل وزارة السياحة في دبي على قنوات i24NEWS ومنصاتها الرقميّة، لتكون الحملة الأولى للوزارة في وسائل الإعلام المعاديّة، وكيف لا تقوم الإمارات بكل هذا وهي التي دعت على لسان نائب رئيس شرطة دبي، ضاحي خلفان، لضم الكيان الصهيونيّ الغاصب إلى "جامعة الدول العربيّة " وتحويلها إلى "جامعة الشرق الأوسط".

وإنّ طموحات أبو ظبي واضحة للغاية فيما يخص شرعنة وتبيض الصفحة الدمويّة للعدو الباغي، سارق الأرض وقاتل الأطفال ومشرد الملايين من الفلسطينيين أصحاب الحق والقضيّة العادلة، والدليل ما قاله الرئيس التنفيذي لشبكة i24NEWS، فرانك مالول، حول إنّه “من الطبيعي العمل وراء الكواليس لتعزيز التعاون وتوسيع الأنشطة المشتركة مع الإمارات”، مضيفاً في الوقت ذاته:”نسعى جاهدين لمواصلة تعزيز المحتوى الذي نقدمه، وعلى نحوٍ خاصٍّ في مناطق (الشرق الأوسط الجديد) التي نقوم بتغطيتها على نطاقٍ واسعٍ”.

في النهاية، من الطبيعيّ جداً أن تفتح الإمارات مؤسساتها الإعلاميّة للصهاينة بعد أن افتتحت مدارس دينيّة لنشر الأفكار والمفاهيم الصهيونيّة ومحاولة تغيير مفاهيم وثقافة أبناء الشعب الإماراتيّ المعادي للكيان، وبعد أن فتحت فنادقها للسياح الصهاينة في كافة أرجاء البلاد إضافة للمطاعم اليهوديّة، وبعد أن تحولت إلى أرض تستقبل تجار المخدرات الفارين من الأراضي الفلسطينيّة المحتلة، واليوم الهدف هو إخفاء حقيقة الوجه الدمويّ للكيان الغاشم، تمهيداً لبسط النفوذ والتغلغل الصهيونيّ في المجتمع الإماراتيّ ومن ثم الخليجيّ، رغم أنّ الشعوب العربيّة الحرة تُدرك جيداً أنّ الخنوع للصهاينة لا يجلبُ سوى المزيد من المآسي والخيبات، ولا يمكنهم أن يمسحوا تاريخ الكيان الصهيونيّ وجرائمه بحق الفلسطينيين والعرب ومقدساتهم.

ولا بد أن يعلم حكام الإمارات والأنظمة المُطبعة أنّ الشعب الفلسطينيّ والعربيّ المقاوم سيُخلد أسماءهم لا محالة في قائمة العملاء والخانعين والمُستسلمين، وأنّ كل اتفاقيات الذل مع العدو الصهيونيّ لن تُغيّر صحة التاريخ واتجاهه، ولن تصنع قبولاً له في وعي الشعوب، ولن تحرف بوصلة المقاومة، وكما يقول الفلسطينيون فإنّ قضيّة إنهاء الاحتلال الصهيونيّ البغيض وتحقيق حرية الشعب الفلسطينيّ ستبقى منهجاً استراتيجياًّ، ولن تفلح الخيانة بشتى أشكالها في تزييف الحقيقة أمام الشعوب العربيّة عامة، وشعب الإمارات على وجه التحديد.
رقم : 939844
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي

البريد الإلكتروني
تعليقك

أهم الأخبار
إخترنا لکم