0
الخميس 1 تموز 2021 ساعة 14:33

الملف النووي.. مواقف واشنطن.. خاطئة مستهجنة ومتناقضة مع القرارات الدولية

الملف النووي.. مواقف واشنطن.. خاطئة مستهجنة ومتناقضة مع القرارات الدولية
الحديث عن تدمير المنطقة يجرنا ايضا الى محاولات الغرب اركاع الجمهورية الاسلامية الايرانية من خلال الحرب المفروضة عليها والتي طالت لثماني سنوات حينا أو من خلال الحظر الاقتصادي الذي هدفه الاساس تجويع الشعب الايراني علّه يمتثل للاملاءات الاميركية التي تتضمن املاءات اسرائيلية تسعى للقضاء على الثورة الاسلامية بكافة الوسائل الممكنة والمتاحة أو غير الممكنة لما تشكله ايران بثقلها الجيوسياسي من ضغط شديد مضاعف على هذا الكيان المغتصب لفلسطين وغير الشرعي، بسبب تاييد ايران لحركات المقاومة التي تسعى لتحرير بلدانها من الحكام العملاء وتحرير فلسطين من المغتصبين الصهاينة.

من هنا جاءت الضغوط الاميركية على الجمهورية الاسلامية بكافة ابعادها العسكرية والاقتصادية، ولعل الملف النووي الايراني بات في صلب هذه المعادلة التي تسعى اميركا من خلالها لتركيع الشعب الايراني وتجويعه علّه يستسلم انطلاقا من معادلة "فرض المحال ليس بمحال" غير انه اتضح انه محال بوجه الغطرسة الصهيواميركية، فشدة الضغط بمفهومهم قد تولد الانفجار، وتلك هي معادلة يمكن تطبيقها مع اي شعب من شعوب العالم وليس مع دولة دافعت باقتدار عن ابنائها وارضها لثماني سنوات عجاف امام حرب ضروس اشترك فيها العالم شرقا وغربا ولم يفلحوا في تركيعها وكانت في حينها قوة فتية حديثة عهد في كل المجالات.

الاتفاق النووي.. خطة عمل شاملة

في 20 تموز/يوليه 2015، اتخذ مجلس الأمن بالإجماع القرار 2231 (2015) الذي أيد فيه خطة العمل الشاملة المشتركة، وأكد مجلس الأمن أن إبرام خطة العمل يشكل منعطفا رئيسيا على مسار نظره في المسألة النووية الإيرانية. وأعرب عن رغبته في إقامة علاقة جديدة مع إيران معزَزة بتنفيذ خطة العمل، وفي اختتام نظره في هذه المسألة بصورة مُرضية.

مجلس الأمن أكد كذلك أن التنفيذ التام لخطة العمل سيُسهم في بناء الثقة في الطابع السلمي الحصري لبرنامج إيران النووي، وشدد على أن خطة العمل تفضي إلى تشجيع وتيسير إقامة علاقات وأواصر تعاون طبيعية مع إيران في المجالين الاقتصادي والتجاري، حيث ينص القرار 2231 (2015) على إنهاء العمل بأحكام قرارات مجلس الأمن السابقة بشأن المسألة النووية الإيرانية، ويضع القيود المحددة التي تسري على جميع الدول دون استثناء. والدول الأعضاء ملزمة بموجب المادة 25 من ميثاق الأمم المتحدة بقبول قرارات مجلس الأمن وتنفيذها.

خروج ترامب من الاتفاق ومماطلة بايدن

بعد عزف الرئيس الاميركي السابق دونالد ترامب واللعب على اوتار الاتفاق النووي للعمل على شيطنته لمصلحة "اسرائيل" واملاءاتها، واصل الرئيس الاميركي الجديد جو بايدن نفس نهج ترامب مع الملف النووي محاولا استثماره لنفع اسرائيل" من خلال سياسة الضغوط القصوى التي ينتهجها ضد إيران واستمراره في انتهاك القرار 2231 وما احتواه من خطة عمل شاملة توجت جهودا دبلوماسية حثيثة ومتواصلة تمخضت عن ايجاد حل شامل طويل الأجل مناسب للمسألة النووية الإيرانية وذلك في يوم 14 تموز/يوليه 2015 شاركت فيها كل من روسيا وألمانيا والصين وفرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة وممثل للاتحاد الأوروبي اضافة الى جمهورية إيران الإسلامية.

غير ان الخطوة التي اقدمت عليها ولايات "ترامب" المتحدة بالخروج من الاتفاق النووي كانت غير قانونية ومناقضة للقرارات الدولية، فيما تسعى اليوم ولايات "بايدن" المتحدة، لعرقلة محاولات إحياء الاتفاق عبر سعيها لإبقاء جانب من الحظر ضد ايران، في وقت طالب فيه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الإدارة الأميركية برفع كل اجراءات الحظر المفروضة على إيران.

الاتفاق ليس بابا مزاجيا

ايران.. أشار سفيرها ومندوبها الدائم لدى منظمة الامم المتحدة مجيد تخت روانجي الى خروج اميركا الاحادي وغير القانوني وغير المنطقي وبلا سبب من الاتفاق النووي قائلا، "ان الاتفاق النووي ليس بابا يخرج منه او يدخل اليه احد متى ماشاء وان جميع اعضاء مجلس الامن يدركون هذا الامر"، فيما قال المساعد الخاص لرئيس البرلمان الايراني حسين امير عبد اللهيان، "أن الطرف الاميركي في المفاوضات يريد الإبقاء على جزء كبير من الحظر".

بالأمس القريب، اشار وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الى أن هناك خلافات كبيرة بين واشنطن وطهران حول العودة للاتفاق النووي، في وقت قال فيه مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا في كلمة له عقب اجتماع لمجلس الامن حول ايران، ان الطرف الأمريكي يواصل سياسة الضغوط القصوى على إيران ويستمر في انتهاك القرار 2231 (2015) لمجلس الأمن، موضحا ان واشنطن تواصل ايضا انتهاك القرار الدولي عبر الاحتفاظ بسريان الحظر أحادي الجانب ونظام حظر الأسلحة ضد إيران.

وفيما اعتبر مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة أن هناك ملامح للاتفاق الخاص بإحياء الصفقة حول برنامج إيران النووي، وان فيينا تشهد عملية إحياء خطة العمل الشاملة المشتركة الخاصة بالاتفاق النووي بشكل كامل، قال المندوب الإيراني الدائم في الأمم المتحدة، مجيد تخت روانجي خلال كلمة له في جلسة مجلس الامن الدولي حول الاتفاق النووي، أنه يجب على الاطراف الاخرى أن تتخذ قرارات صعبة لاحياء الاتفاق وليس ايران.

على اميركا تقديم الضمان

اعتبر سفير ومندوب الجمهورية الاسلامية الايرانية الدائم لدى منظمة الامم المتحدة مجيد تخت روانجي في تصريح له أمس الاربعاء في ختام اجتماع مجلس الامن الدولي الذي عقد لدراسة التقرير الحادي عشر للامين العام لمنظمة الامم المتحدة حول تنفيذ القرار 2231 الصادر عن مجلس الامن الدولي عام 2015 بعد توقيع الاتفاق النووي، اعتبر تقديم الضمان من قبل الولايات المتحدة امرا بديهيا وضروريا، موضحا ان ضرورة تقديم الضمان من قبل اميركا تعد مبدأ بديهيا اكدنا عليه خلال الاعوام الاخيرة، لافتا الى ان اميركا حاولت في العام الماضي تمديد الحظر التسليحي على ايران وتفعيل آلية الزناد ضدها في مجلس الامن الدولي لكنها منيت بهزيمة منكرة في كلا الحالتين.

اضاف: ان هذا الامر دليل على ان الدول المختلفة الاعضاء في مجلس الامن تدرك بان محاولات اميركا كانت خاطئة ومستهجنة ومناقضة للقرارات الدولية.
رقم : 941012
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي

البريد الإلكتروني
تعليقك

أهم الأخبار
إخترنا لکم