0
الخميس 9 أيلول 2021 ساعة 13:40

تهديد جديّ من الفصائل الفلسطينيّة لـ ‘‘إسرائيل‘‘.. هل تُحطّم غزة قيود الحصار؟

تهديد جديّ من الفصائل الفلسطينيّة لـ ‘‘إسرائيل‘‘.. هل تُحطّم غزة قيود الحصار؟
فشل مصريّ

فشل الوسيط المصريّ بشكل ذريع منذ انتهاء الهجوم الإسرائيليّ الفاشل على قطاع غزة في أيار/ مايو المنصرم، والذي استمرت 11 يوماً، ولم تنجح القاهرة في فرض معادلة متزنة ومستمرة لوقف التصعيد الصهيونيّ المتكرر، وقصف طائرات العدو العنيف والمتعمد لمناطق حساسة وسكنيّة في القطاع، ولم تقدم الحكومة المصريّة أيضاً أيّ ضمانات حقيقية لفصائل المقاومة الفلسطينيّة بإلزام العدو المجرم بتخفيف الحصار المفروض على غزة، وبدل أن يُكسر الحصار عن غزة وتدخل المواد اللازمة وبالأخص مواد الإعمار والاحتياجات الضروريّة لإعادة بناء الاقتصاد الفلسطينيّ، أرسل جيش العدو مزيداً من الدبابات والقناصة لحدود غزة.

وفي ظل إصرار فصائل المقاومة الفلسطينيّة على ضرورة إنهاء حصار القطاع بشكل كامل، تُعرقل تل أبيب سير تلك القضيّة ويربط الإسرائيليون قضيّة إعادة إعمار قطاع غزة وفك الحصار عنها بتسوية قضية أسرى الجنود الصهاينة الأربعة لدى الحركة، والذي أسر 2 منهم خلال الحرب العدوانيّة على غزة صيف عام 2014 أما الآخران فدخلا غزة في ظروف غامضة، وهذا ما ترفضه المقاومة وبالأخص "حماس".

وإنّ القليل من التسهيلات الإسرائيليّة لقطاع غزة غير كافية أبداً وهي خطوات تهرب ومماطلة، لا تتجاوب مع مطالب إنهاء الأزمة الإنسانيّة في القطاع الذي يعيش "حالة ضبابيّة" مع استمرار قيود الحصار الخانق، وآثاره المدمرة على كافة مظاهر الحياة في القطاع وشل مؤسساته، ناهيك عن التصعيد المتكرر لقوات العدو الغاصب بالقصف وتضييق الخناق على الصيادين والتجار وغيرها من الحالات التعسفيّة، ما دفع بالفصائل الفلسطينيّة إلى إيصال رسالة شديدة اللهجة إلى جهاز المخابرات المصريّ بشأن أوضاع غزة القابلة للانفجار في أي لحظة، إضافة إلى الأوراق التي تملكها المقاومة للجم الكيان وسياساته العدوانيّة.

رسالة واضحة

“مهلة أخيرة لإسرائيل" لا تتجاوز 15 يوماً، لتحديد موقفها الرسميّ والواضح من الأوضاع الدائرة في قطاع غزة وحالة التوتر القائمة، حيث يعتبر الفلسطينيون أنّ إرهاب الاحتلال الصهيونيّ وعدوانه المتمثل في الحصار ومنع الإعمار يأتي في سياق محاولة التغطية على فشله الأمنيّ والعسكريّ وابتزاز الشعب الفلسطينيّ والضغط على الحاضنة الشعبية للمقاومة، وذلك عقب الحرب الأخيرة التي شنّتها قوات الاحتلال على القطاع وتركت العدو في صدمة من نتائجها على مختلف المستويات بعد الرد الحازم للفصائل الفلسطينيّة.

 “إنّ الوضع لن يبقى كما هو عليه كثيراً" رسالة واضحة وصريحة وجهتها الفصائل للقاهرة، وفي حال واصلت تل أبيب سياسة المماطلة والتصعيد المستفزة، فإنّ فصائل المقاومة تملك أوراقاً قويّة كثيرة، وتجمع على أنّ الهدف من التطاول والاعتداء الإسرائيليّ، هو التستر على هزيمة العدو وتقليل الانهيار الكبير بعد انتصار المقاومة في معركة "سيف القدس"، التي اعتبرها الصهاينة حتى نصراً كبيراً للمقاومة، بالرغم من محاولة إخفاء ذلك من بعض المسؤولين، حيث حمل الانتصار رسائل تحدٍّ كبيرة.

يُذكر أنّ مصر غاضبة بشدّة من ممارسات الكيان الصهيونيّ التصعيديّة في غزة، وقد عبّرت عن اعتراضها خلال زيارة وفد إسرائيليّ ترأسه مستشار الأمن القوميّ الصهيونيّ، إيال حولتا، للعاصمة المصرية الاثنين الماضي، وطالبت القاهرة باحترام التعهدات وتقديم التسهيلات تجاه القطاع، والبدء بتنفيذ جميع الخطوات التي تم الاتفاق عليها لتخفيف من الحصار ووقف أعمال التصعيد والقصف المتكرر لغزة.

لكن محاولة العدو القاتل لفرض معادلة جديدة بشأن العديد من الملفات، دفعته في اليوم ذاته من الزيارة لمصر إلى تنفيذ غارات جويّة على موقعين للمقاومة غرب مدينة "خانيونس" جنوب قطاع غزة، فيما هددت حركة “حماس” وفصائل أخرى بالرد، واعتبرت القصف الأخير "محاولة من الاحتلال للتغطية على فشله في مواجهة نضال الشعب الفلسطينيّ، خاصة بعد العملية البطوليّة التي انتزع فيها 6 من مناضلي فلسطين حريتهم من سجن جلبوع"، وإنّ الفصائل الفلسطينيّة أكّدت مراراً على أنّ الشعب الفلسطينيّ ومقاومته، لن يخضعا للحصار الصهيونيّ، وسيواصلون طريق النضال والكفاح دفاعاً عن أبسط حقوقهم، وإذا ما دعمت الحكومة المصريّة موقف الفلسطينيين بحزم ستضطر تل أبيب المهزومة في "سيف القدس" لتقديم التنازلات مرغمة في تلك القضية.

يُشار إلى أنّ مهلة فصائل المقاومة الفلسطينيّة للكيان الصهيونيّ المجرم، جاءت مع إعلان السفير القطريّ، محمد العمادي، تفاصيل المساعي الجارية لتثبيت التهدئة في غزة، إذ أوضح أنه تمّ الاتفاق على إعادة فتح المعابر بشكلٍ كامل، من أجل تلبية الاحتياجات الرئيسة في القطاع، إضافة لتقديم كافة التسهيلات التي من شأنها أن تساعد على الخروج من الوضع المتأزّم.

وفي هذا الخصوص، أوضح العمادي أنّ لقاءاته في كلّ من غزة وتل أبيب حقّقت نتائج إيجابيّة سيتمّ البناء عليها في جميع الملفّات التي تتعلّق بتحسين ظروف الحياة لسكان القطاع، بالتنسيق الكامل مع الأمم المتحدة والسلطة الفلسطينيّة وبتوافق مع جميع الأطراف، مشيراً إلى أنّه تمّ الانتهاء من جميع الإجراءات المتعلّقة بصرف المنحة القطرية للأسر الفقيرة في القطاع، وسيتمّ البدء بعملية الصرف خلال الشهر الجاري بحسب الآلية المتّفق عليها مع الأمم المتحدة، وذلك بعد استكمال الإجراءات الفنيّة، بما يشمل موظّفي القطاع بالتنسيق مع رام الله.

تمسك فلسطينيّ

ينبع تمسك الفصائل الفلسطينيّة بضرورة فك حصار غزة وإعادة إعمارها، من ضرورة وضع حد لمعاناة الأهالي داخل القطاع، وإفشال محاولات تل أبيب تدمير حياتهم وعزلهم عن أراضي بلادهم المحتلة، ومنذ 15 عاماً يقوم العدو بتشديد الحصار بشكل أكبر على غزة، من خلال فرض حصار بريّ عبر إغلاق المنافذ ومنع حتى المرضى من الخروج للعلاج، وآخر بحريّ إما بمنع الصيد أو تقليل مساحته.

ومؤخراً، سمحت تل أبيب بفتح جزئيّ ومؤقت لمعابر قطاع غزة وإدخال الاحتياجات الإنسانيّة الأساسيّة مع إبقاء قيود واسعة على الواردات وعمليات التصدير، في تغييب كامل للقرارات الدوليّة بفرض سياسة الأمر الواقع واستباحته الأرواح، وخرق الفاضح لكل القوانيّن والمواثيق الدوليّة المتعلقة بحقوق الإنسان، لكن الفلسطينيين يسعون بكل ما أوتوا من قوّة لإنهاء حصار غزة ويعتبرون ذلك إرهاباً لا يمكن الاستسلام أمامه بل يجب مواجهته والتصدي له، وكذلك تُصر المقاومة الفلسطينيّة على أنّها لن تسمح للاحتلال باتخاذ الحصار وسيلة لإخفاء فشله.

الخلاصة، إنّ هذا الصراع بين الشعب الفلسطينيّ الصابر ومقاومته الباسلة، سيتواصل مع الكيان الصهيونيّ الدمويّ والعنصريّ إلى أن ينتزعوا حريتهم من الاحتلال رغماً عنه وعلى كامل أرض فلسطين، وإنّ انتصار غزة بالفعل خلق معادلة غير مسبوقة جعلت العدو الباغي في عجز عن إيجاد رد فعال على الصواريخ والقذائف، مع غياب قدرته البريّة لخوض الحرب المقبلة، وإنّ قناعة تل أبيب بوحدة دول محور المقاومة يجعلها في قلق دائم من "حرب ذات اتجاهات متعدد" في الداخل والخارج، لأنّها وباعتراف جنرالات العدو ستكون مأساوية بشكل لا يمكن تخيله، فإضافة إلى عشرات آلاف القتلى سيشمل الدمار البنى التحتيّة الاستراتيجيّة: الكهرباء والماء والغاز والوقود وقواعد سلاح الجو، والبُنى التحتية الاقتصاديّة والاجتماعيّة ومؤسسات الحكم وغيرها، وهذا كلّه سيدفع العدو للرضوخ والأيام القادمة ستشهد.
رقم : 952972
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي

البريد الإلكتروني
تعليقك

أهم الأخبار
إخترنا لکم