QR CodeQR Code

البيان الختامي للمؤتمر الدولي لمحبي أهل البيت وقضية التكفيريين

مراسل اسلام تايمز

اسلام تایمز , 23 تشرين الثاني 2017 20:43

خاص (اسلام تايمز) -اختتم "المؤتمر العالمي لمحبي أهل البيت وقضية التكفيريين" اعماله مساء اليوم في العاصمة الإيرانية، بالدعوة إلى تحقیق النمو والتسامي للإنسان وسعادته في الحياة الدنيا والآخرة ، بحسب ما جاء في البيان الختامي للمؤتمر.


وأفاد مراسل ‘‘اسلام تايمز‘‘ أن العلماء المجتمعين في طهران أكدوا في البيان الختامي للمؤتمر، على وحدة الأمة الإسلامیة كونها فریضة هامة واستراتیجیة من أجل التّصدي للتّحدیات التي تواجه العالم الإسلامي.

وجاء في البيان الذي حصل موقع ‘‘اسلام تايمز‘‘ على نسخة منه أن ‘‘بسم الله الرحمن الرحیم
الحمدلله رب العالمین والصلاة والسلام علی سیدنا ونبینا محمد المصطفی وعلی أهل بیته الطاهرین وأصحابه المنتجبین "قُل لا أَسألُكُم عَلَیهِ أَجراً إِلاَّ المَوَدَّةَ في القُربى" (الشوری/23)

"بعون الله سبحانه وتعالى، ومع بداية الأيام المنورة لشهر ربيع الأول، وبناء على دعوة المجمع العالمي للصحوة الإسلامیة أقیم «المؤتمر العالمي لمحبي أهل البیت علیهم السلام وقضیة التکفيریین» تحت شعار «محبة أهل البیت علیهم السلام رمز الوحدة وإحیاء الحضارة الإسلامیة» في مرکز المؤتمرات الدولیة للجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة، بحضور أکثر من ۸۰۰ من العلماء والفقهاء والمفکرین والنخب العلمیة من مختلف المذاهب الإسلامیة، من 94 دولة، خلال یومي ۳ و4 ربیع الأول عام 1439 هـ. ق الموافق ل1 و2 آذر عام 1396 هـ.ش و22 و23 نوفمبر/ تشرین الثاني عام 2017.

وتابع البيان :"لقد استفاد المشارکون في هذا المؤتمر من الکلمة القیمة والإرشادات الحکیمة لقائد الثورة الإسلامیة سماحة آیة الله العظمی الإمام الخامنئي (مد ظله العالي)، واستعرضوا القضايا الهامة في العالم الإسلامي من خلال تقدیم عشرات الأبحاث والمحاضرات".

وأكد البيان على ان هدف هذا المؤتمر :التمهید لإحیاء الحضارة الإسلامية الجديدة اعتماداً على تعميق المعرفة والبصيرة في المبادئ الفكرية والمعرفية لأهل البيت علیهم السلام، وتعزیز الوحدة الإسلامیة والتماسک في مواجهة العراقیل والمشاکل التي یواجهها العالم الإسلامي، ودراسة النقاط الفكرية والإيديولوجية المشتركة لدی محبي أهل‌ البیت علیهم السلام، وتظهیرها لمواجهة الأفکار المنحرفة والمتطرفة والتکفيریة".

وبحسب البيان فقد " قد انبثق عن هذا المؤتمر خمس لجان تخصصیة على النحو التالي:

- لجنة دراسة المفاهیم والمبادیء الفکریة لأهل البیت علیهم السلام، وتأثیر آراء المفکّرین والعلماء في بناء الأمة الواحدة

- لجنة التأریخ، والثقافة، والحضارة الإسلامیة، و إعادة بنائها

- لجنة وحدة محبي أهل البیت علیهم السلام وتماسکهم لبناء الأمة الإسلامیة الواحدة

- لجنة دراسة التحدیات والتهدیدات التي تواجه العالم الإسلامي

- لجنة الاستراتیجیات والحلول لتحقیق الوحدة والتماسک بین محبي أهل البیت في مواجهة أعداء الأمة الإسلامیة

ونوه المشاركون في المؤتمر بحسب البيان إلى أنه "اتباعاً لسیرة النبي الأعظم (صلی الله علیه وآله وسلم) وأهل بیته علیهم السلام، وتکریما لروح الإمام الخميني الخالدة (رضوان الله تعالی علیه) رائد وحدة الأمة الإسلامیة في العصر الحاضر، وإجلالاً لمکانة المجاهدین وشهداء المقاومة والعالم الإسلامي الذين ضحوا بدمائهم في الجهاد ضد الاستکبار العالمي والکیان الصهیوني والتکفيریین، أکد المؤتمرون ما یلي:


أولاً: إن الرسول الأعظم محمداً المصطفی صلى الله عليه وآله وسلم هو القدوة والأسوة المثلی لکل خیر قدره الله لعباده. لقد تعرض العالم الإسلامي على مدى السنوات الماضية وفي الفترة الحالية أكثر من أي وقت مضى للتفرقة والتشتت والحروب، والصراعات الطائفية والعرقية والدينية. کما استهدفت القیم والهویة والثقافة والمبادیء الدینیة والإسلامیة إثر محاولات إثارة الفتنة من قبل الحکومات المتغطرسة وبعض الحکام الرجعیین والجماعات التکفيریة المتحجرة. بناءً علی ذلک، یؤکد المؤتمرون ضرورة معرفة الإسلام المحمدي الأصیل ومبادئه وتعالیمه ونشرها، وإعادة قراءة السیرة النظریة والعملیة لرسول الرحمة (صلی الله علیه و آله وسلم) والتي ظلت مَهْجُورة في الأمة الإسلامیة.


ثانیاً: بما أن الرسول الأعظم (صلی الله علیه وآله) وأهل بیته المکرمین (علیهم السلام) هم أسوة الطهارة وقدوة النقاء وفقاً لقوله تعالى: «إِنَّما يُريدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أهل الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهيراً» (الأحزاب/ 33)، وهم حلقة الاتصال العقائدي بین الأمة الإسلامیة، ونبراس هدایتها، یری المؤتمرون أن السبیل الأمثل لسعادة البشر وأنقاذه من الانحرافات الفکریة والعقائدیة هو نشر ثقافة أهل البیت علیهم السلام، والتعرف على تعاليمهم.

ثالثاً: إن الإسلام المحمدي الأصیل هو إسلام القرآن و أهل البیت (علیهم السلام) الذي بني علی المعنویة والجهاد والشهادة والعدالة وعزة الأمة الإسلامیة، ویکافح الظلم، ویدعم القضية الفلسطينية، ویحمي المستضعفين، ویتصدی لسیاسات قوی الهیمنة في العالم. بینما الإسلام الأمیركي هو إسلام التطرف والتحجر واحتکار السلطة والارستقراطیة والأحادیة والعنف، و یقدم وجهاً بغيضاً ومخيفاً عن الإسلام، وهو أداة بید القوى المتغطرسة لتحقیق أهدافها الشیطانیة، ویضمن مصالح النظام الصهیوني، ویخون القضیة الفلسطينیة. نحن المشارکین في هذا المؤتمر إذ نؤکد علی اتّباعنا الإسلام المحمدي الأصیل، نری من واجبنا ومن واجب العلماء وأصحاب الفکر في العالم الإسلامي مکافحة الإسلام الأمیرکي وعملائه، وإعادة تقدیم الإسلام کدین محبة ورحمة وعدالة.

رابعاً: إن وحدة الأمة الإسلامیة هي فریضة هامة واستراتیجیة من أجل التّصدي للتّحدیات، لکنها الیوم تعرضت لأضرار بالغة بحیث حلت محلها الخلافات والتفرقة التي تکمن جذورها في الغفلة والتآمر. إن الاستکبار العالمي یسعی للتفرد بإدارة العالم لیعطي مصادر القوة في العالم الإسلامي إلی عملاء یعملون علی تحقيق مصالحه وأهدافه اللاشرعیة و بناء علی الحديث النبوي الشريف حیث قال (صلي الله عليه وآله وسلم): «إِنِّي تَارِكٌ فِيكُمُ الثَّقَلَيْنِ كِتَابَ اللَّهِ وَ عِتْرَتِي أهل بَيْتِي إِنْ تَمَسَّكْتُمْ بِهِمَا لَنْ تَضِلُّوا أَبَداً» یری المؤتمرون أن التمسک بالقرآن والعترة هو أساس الوحدة في العالم الإسلامی، و یشددون علی هذا التمسک.

خامساً: إن قضية فلسطین وتحریر القدس الشريف من مخالب الصهاينة لا تزال القضیة الأولى والرئيسة في العالم الإسلامي. إن قضیة التکفيریین وإشعال الحروب بالوکالة هما من العوامل التي جاءت لتهميش القضية الفلسطينية وإهمال الأمة الإسلامیة لهذا الألم القدیم المشترك. لذلک، وتزامناً مع الذكرى المئوية لوعد بلفور المخزي الذي أدى إلى تقسیم البلاد الإسلامیة و زرع الورم السرطاني في قلب الأراضي الإسلامية، یعلن المؤتمرون دعمهم الشامل للمقاومة الإسلامية، مؤکدین ضرورة تحرير جميع الأراضي الفلسطینیة المحتلة من النهر إلى البحر، رافضین أي تطبیع مع العدو الصهیوني، مشددین علی رفع مستوی الوعي والصحوة لدی الأمة الإسلامية. کما یؤکد المشارکون ضرورَة مواجهة المخطط الصهیوأمریکي لاستبدال خطر الکیان الصهیوني بالخطر المزعوم لإیران، معلنین أن الجمهوریة الإسلامیة هي الداعم الأول لفلسطین شعباً وأرضاً وقضیة، ولمحور المقاومة والممانعة، ولقضایا المستضعفين في العالم.

سادساً: إن الاستکبار العالمي والکیان الصهیونی الغاصب هما مصدر كل المعاناة في العالم الإسلامي، و بما أنهما أصیبا بخیبة الأمل إثر الفشل في تحقيق أهدافهما السابقة، یحاولان الیوم تقسیم الدول الإسلامية إلى دویلات متفرقة من خلال تصميم استراتيجيات خطيرة وإثارة الفتن العرقية والقبلية والطائفية. لقد وضعت في مثل هذه الظروف رسالة هامة على عاتق محبي أهل البیت ونخب العالم الإسلامي لاستخدام جميع القدرات المتاحة لمنع تدمير الدول الإسلامية وتقسیمها.


سابعاً: إن المؤتمرین إذ یؤکدون استمرار الصحوة الإسلامیة مبارکین الانتصارات العظيمة للمقاومة ضد التيار التكفيري في سوریا والعراق والداعمين الإقليميين والدوليين له، وإنهاء خلافة داعش المزعومة، یشجبون المجازر وقتل الأبرياء في اليمن وميانمار ولدی سائر الأمم المضطهدة، ویشددون علی اعتماد مواقف شجاعة وصريحة من خلال نهج موحّد وعملي لمواجهة المعتدین علی حقوق المسلمين، و لأجل استعادة الأمن والسلام والاستقرار.


ثامناً: یواجه العالم الإسلامي اليوم خطراً كبيراً یتمثل في وجود تیار الجماعات التکفيریة الهدامة والفاقدة للمعاییر المنطقیة، والتي تهدد كافة المذاهب الإسلامية، وتنفذ مؤامرة خطرة بالرغم من أنها ترفع شعار "الله اكبر". وظاهرة "التكفيریين" مؤامرة أمریكية، وأداة للإسلاموفوبيا، نابعة من الخبث والجهل والتحجر، ممزوجة بالعنف والتطرف، وتعمل بالتنسيق التام مع نظام الهيمنة والاستكبار، حاملةً راية الحرب علی الإسلام. لذلک يؤكد المؤتمرون علی وجوب قيام العلماء والنخب في العالم الإسلامي بواجب الجهاد العلمي والثقافي لإنقاذ العالم الإسلامي من هذه الشجرة الملعونة، فعلی علماء الأمة الإسلامية القيام بإجراءات علمية وعملية عبر الجهاد الثقافي للتغلب علی جهل المجموعات التكفيرية، والحيلولة دون تضليل الشباب المؤمن.

تاسعاً: یؤکد المشارکون في المؤتمر أن الحضارة الإسلامية الحديثة تعتمد علی ركائز هامة منها القیم المعنوية والعقل والأمن والعدالة والتقدم العلمي وتصميم نمط نموذجي للحكم یلائم زمننا المعاصر والتقدم الاقتصادي. ويدعون جميع المسلمين إلی التأسي بالإسلام المحمدي الأصیل من أجل تحقیق النمو والتسامي للإنسان وسعادته في الحياة الدنيا والآخرة، والإسراع في التقدم نحو تحقیق الحضارة الإسلامية عبر إزالة الحواجز التي تواجه هذه المسیرة.

عاشراً: إن البشریة المتعطشة للحق، والمثقلة بأعباء الظلم وانعدام العدالة تسعی في عصرنا الراهن إلی توفير الظروف الملائمة لحكم الصالحین (إن الأرض يرثها عبادي الصالحون(. وبما أن جمیع الأديان والمذاهب تؤمن بظهور آخر مصلح عالمي، وتری أن تحقق حكومة العدل والتخلص من الظلم موقوف علی التمسک بالانتظار القرین بالالتزام والمسؤولیة والحرکة، لذلک فإن المؤتمرین يقترحون بذل الجهود الشاملة، من قبل أتباع الأديان الإلهية والمذاهب الإسلامية لتوفير الظروف الملائمة لتنشئة الإنسان المنتظِر، وتحقق الحكم العادل، مؤکدین ضرورة التعاضد الفکري بطریقة مسؤولة وفي إطار الحوار البناء والأخذ بالقواسم المشترکة والالتزام بأدب الحوار.

وختم البيان "نحن المشارکین في المؤتمر نری لزاماً علینا أن نعرب عن فائق تقدیرنا وامتناننا لسماحة آیة الله العظمی الإمام الخامنئي قائد الثورة الإسلامیة على اهتمام سماحته وارشاداته الحکیمة في الدفاع عن حیاض الإسلام والمسلمین في مختلف المجالات، وعلی کلمته الحکیمة لهذا المؤتمر. کما نتقدم بخالص الشکر للجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة حکومة وشعباً علی کرم الضیافة، وللمجمع العالمي للصحوة الإسلامیة علی إقامة هذا المؤتمر الکریم، مقترحین علی هذا المجمع المبارک استمرار عقد المؤتمر العالمي لمحبي أهل البیت علیهم السلام، وذلک بناء علی توصیات بعض اللجان واقتراح عدد من المشارکین.


رقم: 685346

رابط العنوان :
https://www.islamtimes.org/ar/gallery/685346/1/البيان-الختامي-للمؤتمر-الدولي-لمحبي-أهل-البيت-وقضية-التكفيريين

اسلام تايمز
  https://www.islamtimes.org