اسلام تايمز - الجزائر تفتح تحقيقاً بشأن 'وخز التلاميذ بالإبر'

الجزائر تفتح تحقيقاً بشأن 'وخز التلاميذ بالإبر'

اسلام تايمز (الجزائر) - أعلنت جهات التحقيق القضائية والأمنية في الجزائر، حالة استنفار بعد تسجيل شكاوى مواطنين من تعرض أبنائهم لعملية وخز بالإبر عند أبواب المدارس من قبل مجهولين.

وتكاد الروايات تكون متشابهة بين الضحايا الذين يؤكدون أن هذه الفعلة تقوم بها نساء متجلببات يترصدن التلاميذ عند دخولهم وخروجهم من المدارس، وهو الأمر الذي أثار حالة رعب لدى أولياء الأمور.

بدت هذه القضية في أولها كأنها إشاعة، ثم سرعان ما أكدتها جهات رسمية، طالبت الأولياء بتوخي الحيطة والحذر. وفي ظرف أسبوع، أصدرت نيابات الجمهورية في ولاية تقع إلى الغرب من العاصمة الجزائرية، بيانات حول تلقيها شكاوى من مواطنين وفتح تحقيقات في هذه الوقائع المحيرة، والتي يرجح أن فاعليها يمتهنون الشعوذة والسحر.

وكان وكيل الجمهورية في محكمة العطاف بولاية عين الدفلى، أول من تحدث رسميا في القضية، حيث ذكر أن جهاز الدرك تلقى بلاغا من مواطنين مفاده تعرض تلميذة لمحاولة اختطاف بمنطقة المخفي بلدية الماين، دائرة العطاف من طرف امرأتين بواسطة مركبة.

وأفضى التحقيق إلى توقيف المشتبه فيهما، وباستجوابهما، تم التوصل إلى شريكتهما الثالثة التي تمتهن ممارسة الشعوذة والعرافة، وتقيم ببقعة المخفي. وبعد استجواب المتهمات عند الحضور الأول، صدر أمر بوضع متهمتيْن رهن الحبس المؤقت، فيما تم وضع المتهمة الثالثة تحت نظام الرقابة القضائية، مع توجيه تهم للموقوفات بمحاولة اختطاف طفل عن طريق الاستدراج، وباستعمال وسيلة نقل في الطريق العمومي والشعوذة.

لكن ما أثار الفضول في هذه القضية، أن جهاز الدرك عرض صورا بعد مداهمة منزل المشعوذة، تظهر العثور على قطع قطنية عليها بقع من الدماء، وهو ما عزز الشكوك حول قيام المتهمات بوخز التلاميذ واستعمال ذلك لأغراض السحر.

وتوالت بعد ذلك، بيانات المحاكم التي تؤكد هذه الوقائع. فقد ذكر وكيل الجمهورية لدى محكمة مغنية (بلدية حدودية مع المغرب)، أن مصالح الدرك الوطني في الولاية، تلقت بلاغا بتعرض تلميذة في التاسعة من العمر للوخز بإبرة في مدرسة ابتدائية ببلدية سيدي مجاهد، من طرف مجهولين. وأشار إلى أن الحادثة تعود إلى يوم 26 شباط/ فبراير، حيث تعرضت الطفلة للوخز بإبرة مجهولة المحتوى، أثناء خروجها رفقة التلاميذ من المدرسة. وأضاف البيان، أنه بتاريخ 1 آذار/ مارس الجاري، أجريت تحاليل طبية للطفلة (س.ف) وكانت نتيجتها سلبية. وعليه، قام وكيل الجمهورية لدى محكمة مغنية بإعطاء تعليمات للمصالح المختصة بفتح تحقيق معمق في الوقائع، لتوقيف الفاعلين، وتقديمهم للعدالة.

كما كشف وكيل الجمهورية لدى محكمة تيارت (غرب الجزائر)، عن تسجيل شكاوى تتعلق في حادثتي الوخز بالإبر لأطفال في مدرسة بالطور الابتدائي، من طرف امرأة مجهولة. وذكر البيان أن مصالح الضابطية القضائية التابعة لاختصاصه، قد سجلت خلال الآونة الأخيرة 5 حالات وخز بإبر لأطفال متمدرسين بالطور الابتدائي تتراوح أعمارهم بين 7 إلى 10 سنوات من طرف امرأة مجهولة كانت ترتدي جلبابا أسود. وتابع أن الوخز في جميع الحالات المسجلة كان على مستوى ظاهر اليد اليسرى للضحايا.

ودعا وكيل الجمهورية لدى محكمة تيارت إلى ضرورة توعية الأولياء لأبنائهم بعدم الانسياق والسماح لأي شخص غريب بالتقرب منهم، كما أكد على ضرورة إبلاغ الجهات المختصة بأي حالة مشابهة حتى يتسنى لمصالح الضابطية القضائية التدخل فورا.

وبمحكمة بوفاريك في ولاية البليدة، أعلن وكيل الجمهورية عن تسجيل شكاوى تتعلق بحادثتي وخز بالإبر لتلميذتين في بوفاريك وبئر توتة. وأوضح أن مصالح الضابطية القضائية التابعة لاختصاصه، تلقت شكوى أولى مسجلة بتاريخ 26 شباط/ فبراير، من قبل أب بخصوص تعرض ابنته القاصر البالغة من العمر 8 سنوات، إلى وخز بالإبرة على مستوى كف يدها اليسرى، من طرف امرأة مجهولة كانت ترتدي جلبابا وتضع نقابا أمام مدرسة “بلونش الوناس” بوفاريك. أما الحالة الثانية، فتتعلق بتعرض تلميذة إلى وخز بإبرة في يدها وكتفها، مطلع الشهر الجاري، يرجح أنها من قبل الفاعلة نفسها، حسب تطابق الأوصاف.

وفي ولاية البويرة شرقي البلاد، أصدرت إحدى البلديات تنبيها لجميع أولياء التلاميذ لرفع درجة الحيطة والحذر من كل شخص مشكوك في أمره عند أبواب المدارس، مع ضرورة التبليغ . وذكرت بلدية بودربالة في بيان لها أن ظاهرة الوخز بالإبر تنفذ من طرف مجهولين على الأرجح من فئة النساء اللواتي يرتدين الجلابيب. وأبرزت أن هذا البيان جاء تنفيذا لتعليمات والي الولاية.

وكان لهذه الحوادث بفعل تناقل تفاصيلها على مواقع التواصل، وقع كبير على الأولياء الذين أصيب بعضهم بحالة رعب مثلما أكدته جمعيات أولياء التلاميذ، خاصة أن الأمر تزامن مع فترة الامتحانات، مما زاد من الضغط عليهم والاضطرار أحيانا لمرافقة أبنائهم.

وقبل سنوات، كانت الجزائر مسرحا لعدة حوادث اختطاف واغتصاب للأطفال، تسببت في حالة حزن وطني عارم، وأدت لإحياء مطالب تفعيل الحكم بالإعدام لمحاربة هذا النوع من الجرائم.