QR CodeQR Code

هل تسقط قوى العدوان في معركة الحديدة ؟

اسلام تایمز , 18 حزيران 2018 22:09

خاص (اسلام تايمز) - يتعرّض ميناء الحديدة اليمني إلى أعتى هجمة نشهدها في التاريخ المعاصر ضد اليمن، فكان ملحوظاً وبشكل كبير تجاهل عدد كبير من الصحف الأمريكية وابتعادها عن التعاطي مع معركة الحديدة حيث اكتفت بعناوين قصيرة حول ما يجري في اليمن، بينما عرضت صحف أخرى بريطانية وبشكل مفصل ما يجري في الحديدة فاضحة كل أشكال الكذب لما يحاول ما يسمى بـ "التحالف العربي" ترويجه" .


"منذ البداية، أوراق التين لم تغط سوى القليل، وقد ذبلت منذ فترة. والآن، تراجعت الأعذار لدورنا في البؤس الذي يخيم على اليمن بالكامل”، بهذه المقدمة كتبت صحيفة “الغارديان” البريطانية افتتاحيتها للتنديد بموقف الغرب من المعركة التي يخوضها التحالف في ميناء الحديدة اليمني، وما ستجره من كوارث جديدة على المدنيين.

وقالت الصحيفة إن الهجوم الذي يشنه التحالف الذي تقوده السعودية والإمارات على الحديدة لن يؤدي إلا إلى تعميق أسوأ أزمة إنسانية في العالم، لا سيما أن 70 ٪ من واردات البلاد تمر عبر الميناء. وحثت بريطانيا وفرنسا السعودية على عدم شن الهجوم، لكن بريطانيا قالت الآن كلمتها. أما الولايات المتحدة فقد رفضت طلبًا من دولة الإمارات بإجراء عملية كاسحة للألغام من أجل الهجوم، لكن وكما أشار أحد المسؤولين الإماراتيين: إن عدم إعطائنا مساعدة عسكرية، لا يعني مطالبتنا بعدم القيام بالعملية.

وتقول "الغارديان" لذا فهم يشنون الحرب، ويخوضونها بأسلحة بريطانية وأميركية وفرنسية. انهم يقومون بها مستفيدين من التدريب والمشورة العسكرية الغربية. ضباط بريطانيون وأميركيون موجودون في غرفة القيادة للغارات جوية، وفي نهاية الأسبوع الأخير ذكرت صحيفة "لوفيغارو" أن هناك قوات فرنسية خاصة على الأرض في اليمن. إنهم يشنون الحرب بغطاء دبلوماسي من الغرب. ويوم الجمعة الماضي، عرقلت بريطانيا والولايات المتحدة تحرك السويد لإصدار بيان من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة للمطالبة بوقف إطلاق النار: بريطانيا، اتخذت في مجلس الأمن نهجًا موالً للسعودية بشكل صريح للنزاع. وكما يقول وزير التنمية الدولية السابق أندرو ميتشل "فمبيعات الأسلحة والمصالح الأمنية تفرض الأجندة".

وتعتقد الصحيفة أن الهجوم يبدو محاولة لإحباط عرض خطة السلام من جانب إن المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث، الذي كان قد حذر سابقاً من أن الهجوم على الحديدة يمكن أن "يخرج السلام عن الطاولة بضربة واحدة". ومن المقرر أن يتحدث غريفيث اليوم الاثنين لمجلس الأمن بعد محادثات طوارئ، وقالت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ليز غراندي إن المحادثات حول تولي الأمم المتحدة إدارة الميناء وصلت لمرحلة متقدمة. ولكن حتى لو تمكن غريفيث من إدارة اتفاق رغم الصعاب، فإن فرص الحفاظ عليه ضعيفة، بالنظر إلى سجل "الجانبين" من النوايا السيئة. كما أن تعقيدات تسليم الميناء هائلة.

وقالت مصادر سياسية وأممية، إن غريفيث، سيغادر العاصمة صنعاء، اليوم الإثنين، دون تحقيق أية نتائج في مباحثاته مع حركة أنصار الله خلال زيارته التي استمرت 3 أيام.
وكان غريفيث، قد وصل صنعاء السبت، للقاء قيادات انصارالله ونقل الشروط الإماراتية بخصوص وقف معركة الحديدة، في إطار تحركات دولية لخفض التوتر بالساحل الغربي لليمن.

أما الكاتب الشهير باتريك كوكبيرن فقد قال إن أمريكا وبريطانيا وفرنسا قد ضربت بواعث القلق الإنسانية في اليمن بعرض الحائط، فما يسمى بـ "التحالف العربي" اليوم يمارس النفاق، ويذرف دموعاً غزيرة لضحايا الحرب، بينما يمدّ يده بالأسلحة على هذا الشعب.

وتابع الكاتب بالقول إن إدارة ترامب مذنبة في كثير من أعمال القسوة المتعمّدة، مثل إبعاد أولاد المهاجرين عن أهلهم على الحدود الأمريكية. ولكن كما كان العالم يراقب التقدم نحو اجتماع ترامب - كيم جونغ - أون في سنغافورة يوم الاثنين الماضي، ربما تكون أمريكا قد فعلت شيئاً أسوأ من خلال الإعلان بهدوء عن قرار يهدد بقتل الملايين من المجاعة أو المرض.

وجاء الحكم المحتمل بالإعدام في بيان صحفي قصير من وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، يعطي فعلياً الضوء الأخضر لدولة الإمارات لشنّ هجوم في اليمن بهدف الاستيلاء على الحديدة على البحر الأحمر، حيث تعتبر المدينة الميناء نقطة دخول 70 في المئة من الإمدادات الغذائية والطبية لثمانية ملايين يمني تقول الأمم المتحدة إنها على وشك التجويع من أصل 22 مليوناً بحاجة إلى المساعدات الإنسانية.

وإن حرص المسؤولين الأمريكيين على تجنّب اتهامهم بالتواطؤ في هجوم الحُديدة هو علامة على أنهم يشكّون في أن النتيجة قد تكون كارثية، كان بومبيو متعمّداً في بيانه الصادر ثلاثة أقوال حول الحديدة: "لقد تحدثت مع القادة الإماراتيين وأوضحت رغبتنا في معالجة مخاوفهم الأمنية مع الحفاظ على التدفق الحر للمساعدات الإنسانية والواردات التجارية المنقذة للحياة

ومن جهتها بيّنت صحيفة الاندبندنت في مقال لها أن معركة السيطرة على البوابة الرئيسية المسؤولة عن إيصال شحنات الغذاء للحُديدة في اليمن أودت بحياة 280 شخصاً على الأقل، ويخشى أن يؤدي القتال الذي طال أمده إلى تعرّض الملايين لخطر المجاعة.
وحذّرت منظمات الإغاثة الدولية والأمم المتحدة "التحالف العربي" قبل شنّ الهجوم على ميناء البحر الأحمر يوم الأربعاء من كارثة إنسانية بسبب أهميته في إيصال المساعدات الإنسانية.

ويقول الائتلاف الذي يضم قوات الإمارات والسودان، بدعم جوي من السعودية، إنهم "استنفدوا جميع الخيارات الأخرى لحماية المدنيين اليمنيين وضمان المرور الآمن لشحنات المساعدات"، ويزعمون أن الميناء قد تم استخدامه لتهريب أسلحة من إيران كما يوفر ملايين الدولارات "للمتمردين" الحوثيين من خلال الرقابة الجمركية. وقامت وكالات الإغاثة والأمم المتحدة بإجلاء الموظفين الدوليين من المدينة، لكن الآلاف ظلّوا محاصرين في المدينة وحول المطار بسبب القتال.

حيث قتلت الغارات الجوية والحصار والقتال أكثر من 10 آلاف شخص منذ بدء الحرب في عام 2015 ويعتمد حوالي ثلثي سكان البلاد البالغ عددهم 27 مليون نسمة على المساعدات، و8.4 ملايين شخص معرضون بالفعل لخطر المجاعة.


رقم: 732163

رابط العنوان :
https://www.islamtimes.org/ar/news/732163/هل-تسقط-قوى-العدوان-في-معركة-الحديدة

اسلام تايمز
  https://www.islamtimes.org