0
الأربعاء 8 آب 2018 ساعة 23:48

تستبق المعركة الكبرى.. مسلحو إدلب وحرب التصفيات الداخلية

تستبق المعركة الكبرى.. مسلحو إدلب وحرب التصفيات الداخلية
ففي جبل الزاوية قام مسلحون باغتيال "مدني" عبر إطلاق النار عليه في منطقة الرمي بالقطاع الجنوبي من ريف إدلب، وذلك بعد ساعات من إقدام مجهولين على اقتحام مشفى الساحل التخصصي، التابع للفصائل الإرهابية، والواقع على طريق عين البيضا بريف إدلب الغربي، حيث عمد المسلحون على اختطاف ما يسمّى "مدير صحة اللاذقية"، بعد الاعتداء بالضرب على حرس المشفى، كما تمت سرقة سيارة تتبع للمشفى.

وتأتي عملية الخطف هذه، في ظل الانفلات الأمني الذي تعيشه المنطقة وحوادث الاختطاف والاغتيالات المتواصلة، الأمر الذي دفع ما يسمّى "صحة اللاذقية" إلى تعليق عملها احتجاجاً على الانفلات الأمني بالمنطقة، حيث عثر على جثة ممرضة تعمل في "مشفى بنش" مقطوعة الرأس بريف إدلب الشمالي، في حين حاول مجهولون اختطاف شخص في بلدة الأتارب بريف حلب الغربي صباح الأحد الفائت، حيث أصيب بجراح دون تمكنهم من اختطافه.

وعثر على جثة "عمر كدرو" قائد إحدى مجموعات اللواء "51"، أمس الثلاثاء مرمياً بأحد أحراش ريف ناحية جنديرس، في حين لم يتبنَ أي فصيل إعدامه حتى اللحظة، إلا أن ناشطين أكدوا تعرض جثته للتنكيل.

ومع قتلى الأمس، يرتفع العدد إلى أكثر من 267 قتيلاً في ريف إدلب وريفي حلب وحماة، هم زوجة قيادي أوزبكي وطفل، بالإضافة إلى أكثر من 200 مسلحاً يحمل الجنسية السورية وينتمون إلى "هيئة تحرير الشام وفيلق الشام وحركة أحرار الشام وجيش العزة" وفصائل إرهابية أخرى تنتشر في إدلب، إضافةً إلى 29 مسلحاً من جنسيات صومالية وأوزبكية وآسيوية وقوقازية وخليجية وأردنية، اغتيلوا بالطرق ذاتها، منذ الـ26 من نيسان الفائت من العام الجاري 2018.

ولا شك أنّ استعادة محافظة إدلب من الجماعات الإرهابية المسلحة سيتمّ، وكانت المرحلة الأولى التي بدأت بعد الانتهاء من تحرير مدن محافظة دير الزور الرئيسية، وقد تمّ في المرحلة الأولى تحرير مساحة تقرب من ثلث مساحة محافظة إدلب وتضمّ قاعدة أبو الظهور الجوية ومدن وبلدات كثيرة أبرزها أبو الظهور وسنجار، وتوقفت عملية التحرير عند هذه المرحلة لأنّ أولوية تحرير الغوطة وبعد ذلك المنطقة الجنوبية فرضت ذاتها على جدول أعمال الجيش السوري.

الآن وبعد تحرير المنطقة الجنوبية باتت عملية استكمال تحرير محافظة إدلب ترتدي أولوية لدى الجيش السوري، قد لا تسبقها أيّ أولوية أخرى باستثناء تأمين محافظة السويداء من غدر داعش المدعوم من الولايات المتحدة التي وفرت له ملاذاً آمناً في منطقة التنف، وحتى هذه الأولوية لا تصرف الجيش السوري عن أولوية إدلب لأنها لا تحتاج إلى أعداد كبيرة من القوات المسلحة التي بات لديها فائض بعد تحرير الغوطة والمنطقة الجنوبية يؤهّلها لفتح جبهتين في آن واحد.

ولكن معركة تحرير إدلب ستكون على مراحل لأسباب سياسية وأخرى عسكرية، الأسباب السياسية تتعلق بإعطاء المسلحين في هذه المنطقة ورعاتهم، ولا سيما تركيا فرصة لقبول خيار المصالحة وإعادة المناطق التي يسيطرون عليها إلى كنف الدولة، تماماً كما أعطى الجيش السوري والقيادة السورية مهلة للأميركيين والأردنيين للحؤول دون اندلاع معركة الجنوب، وفي هذه الفترة بكلّ تأكيد يحتاج الجيش السوري إلى وقت محدّد لنقل قواته الأساسية من المنطقة الجنوبية إلى منطقة إدلب ومحيطها، وسيتمّ ذلك أثناء هذه المرحلة السياسية التي ستبذل محاولات من قبل روسيا وربما إيران لإقناع تركيا بتسهيل عودة هذه المنطقة إلى كنف الدولة السورية، على الأقلّ في مسار يشبه مسار ما حدث في المنطقة الجنوبية، وهذه هي المرحلة الأولى في معركة إدلب التي ستبدأ قريباً.

أما المرحلة الثانية، إذا رفضت تركيا التعاون، أو فشلت في حمل المسلحين على قبول خيار المصالحة، ستبدأ المعركة العسكرية والأرجح من جميع المحاور الرئيسية، محاور ريف اللاذقية الشمالي، ومحور ريف حماة الشمالي وسهل الغاب، ومحور الريف الجنوبي لإدلب من تخوم محافظة حلب حتى تخوم محافظة حماة، ومن مدينة حلب باتجاه الريف الغربي لمحافظة حلب والريف الشمالي لمحافظة إدلب لجهة تل العيس وتلحديه وعلى امتداد الطريق الدولي من مورك حتى مداخل حلب الجنوبية.

أما المرحلة الثالثة، فستبدأ مع تحرير الجزء الأكبر من محافظة إدلب وبعض مدنها الرئيسية مثل جسر الشغور وأريحا وسراقب وخان شيخون ومعرة النعمان، والأرجح أنه في هذه المرحلة ستتبلور ظروف وواقع ضاغط على الجماعات الإرهابية المسلحة وعلى تركيا قد يدفعها لقبول خيار المصالحة وإلقاء السلاح، وتكرار سيناريو محافظات الجنوب في محافظة إدلب وأطرافها
رقم : 743394
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي

البريد الإلكتروني
تعليقك

أهم الأخبار
إخترنا لکم