0
الثلاثاء 14 آب 2018 ساعة 21:01

القواسم المشتركة بين إيران والعراق

القواسم المشتركة بين إيران والعراق
إلا أنه بسبب الأزمات الحادة التي تواجهها المنطقة والموقع الجغرافي لكلا الجمهوريتين الذي يضعهما بقلب تلك الأزمات، كان لابد لهما من التعاون بشكل كبير بسبب حاجة كل منهما للآخر.

فبعد انتصار الثورة الإسلامية الإيرانية، والصحوة الإسلامية التي أحدثتها في المنطقة سعت الدول الغربية التي تعتبر الإسلام والمسلمين عدوها الأول، بكامل قدراتها لإيقاف أو تحريف هذه الصحوات الإسلامية الجديدة في سبيل تدميرها، وذلك لما لها من أثر سلبي على مصالحهم في المنطقة.

والشعب العراقي والإيراني، هما في طبيعة الحال شعبان مسلمان وطبقاً للتعاليم الإسلامية، فإن على الشعبين التوحّد والتعاون ضد أعداء الإسلام ومنعهم من السيطرة على المجتمع الإسلامي، كما أن وجود العتبات المقدسة في كل من إيران والعراق، وخصوصاً الشيعية، جعل الرابط بين البلدين أكثر عمقاً وقوة.

ومن الناحية الدينية يتحتم على الشعوب المسلمة الدفاع عن بعضها البعض ضد الأعداء، دفاع غير مرتبط بـ "أما ولكن"، بل إنه في كثير من الأحيان تكون فاتورته كبيرة جداً، ومن هذا المنطلق، قامت الجمهورية الإسلامية بالوقوف إلى جانب العراقيين منذ أيام النظام البعثي ، وقامت باستقبال أعداد كبيرة من العراقيين السنة والشيعة أو غيرهم من الطوائف، ولم تترد في أي لحظة من اللحظات من تقديم الدعم الكامل للهاربين من جحيم الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين.

وفي أعقاب هجمات تنظيم "داعش" الإرهابي في العراق، والذي كان يتلقّى دعماً من بعض الدول العربية والغربية وخاصة من أمريكا، اتخذت الجمهورية الإسلامية في إيران على الفور ودون أي تردد موقفاً بتقديم الدعم الكامل للعراق فأرسلت مستشاريها العسكريين وقدمت الدعم اللازم له حفاظاً على وحدته وسلامة أراضيه، كما أن العراق لن يتوانى عن الدفاع عن إيران أيضاً، إذ أعلن زعماء عدة أنه في حالة الهجوم على إيران، فإن الدفاع عنها واجب شرعي وديني، كما أن الأغلبية العظمى من التيارات السياسية وكبار المسؤولين العراقيين أدانوا العقوبات الأمريكية ضد إيران وأكدوا على ضرورة مواجهتها في الساحة العالمية.

وتدرك كلتا الجمهوريتين أن كلاً من أمريكا والصهاينة وبعض حلفائهم من العرب الذين يتبنون سياستهم في المنطقة، يعملون ضد الإسلام والمسلمين، ويعلم الشعب الإيراني والعراقي جيداً أن كل هذا العداء يرجع في الأساس إلى التمسك بالوصايا الإلهية ومحاربتهم للشيطنة في المنطقة، وقد أدرك الشعب العراقي حقيقة أن وجود أمريكا في العراق هو ليس من باب الصداقة أو حسن النية، وإنما من أجل مصالحه ومطامعه بثروات العراق، ومن هنا فهم العراقيون أن أمريكا ليست حليفتهم بل إنها تستغل طاقمهم السياسي وتعمل على تخريب العراق الذي لطالما كان يقف في وجه الاحتلال الإسرائيلي، وتجعله ضعيفاً غير قادر على نصرة المظلومين المسلمين في المنطقة، ومن هنا اتحد العراقيون خلف المرجعية وقاموا بإخراج الأمريكي بالقوة من العراق في عام 2011.

والأمريكيون يدركون جيداً أهمية موقع العراق الجيوسياسية، وتحت ذريعة محاربة تنظيم "داعش" عادوا إلى بلاد النهرين، وهم يحاولون قدر المستطاع البقاء فيها من أجل تنفيذ أجنداتهم المعروفة الهدف، بتدمير الإسلام والمسلمين، ومن هنا يتضح للجميع وخاصة لإيران والعراق أن عدوهم الأول هو أمريكا و"إسرائيل"، وعليهم العمل والتعاون فيما بينهم من أجل تحقيق الانتصار برفع راية الإسلام وهزيمة راية الشيطان.
رقم : 744648
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي

البريد الإلكتروني
تعليقك

أهم الأخبار
إخترنا لکم