QR CodeQR Code

تفجيرات إدلب ودعوة روسية لأميركا لمغادرة التنف

اسلام تایمز , 16 آب 2018 15:54

دمشق (اسلام تايمز) - ارتفعت حصيلة الضحايا نتيجة انفجار مستودع للأسلحة في مدينة سرمدا بريف إدلب شمال سوريا إلى 67 شخصا وعشرات الجرحى، وفق ما أعلن ما يسمى بـ"المرصد السوري لحقوق الانسان".


ومنذ وقوع الإنفجار ارتفعت حصيلة القتلى تدريجياً، لتصل يوم الاثنين الماضي الى 50 مدنيا و17 عنصرا  من «هيئة تحرير الشام»، وفق المرصد.

من جهته، ذكر الدفاع المدني في إدلب ، أن «فرقه تمكنت من إنقاذ 17 مدنياً غالبيتهم من الأطفال، وانتشلت جثامين 67 شخصاً كانوا قضوا جراء الانفجار».

وأوضح «الدفاع المدني» أن «الانفجار أدى إلى انهيار مبنييْن سكنيين، كل مبنى مؤلف من ستة طوابق، وكل طابق يحوي أربع شقق سكنية».

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن أن أسباب الانفجار "غير واضحة " وإن معظم القتلى هم من عائلات مسلحين في هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا) نزحوا من محافظة حمص.

تفجيرات ادلب ودعوة روسية لاميركا لمغادرة التنف

ويعود المستودع المستهدف، بحسب المرصد، إلى تاجر أسلحة يعمل مع هيئة تحرير الشام التي تسيطر على الجزء الأكبر من محافظة إدلب، فيما تتواجد فصائل مسلحة في مناطق أخرى منها.

وتشهد محافظة إدلب منذ أشهر تفجيرات واغتيالات تطال بشكل أساس مسلحين ومسؤولين من الفصائل.

وتتبنى جماعة «داعش» الوهابية في بعض الأحيان تلك العمليات، إلا أن معظمها مرده إلى نزاع داخلي بين الفصائل في المحافظة التي كانت شهدت على مرحلتين عام 2017 ثم بداية 2018 اقتتالاً داخلياً بين هيئة تحرير الشام من جهة وحركة أحرار الشام وفصائل متحالفة معها من جهة ثانية.

من جانب اخر  دعت روسيا مرارا الولايات المتحدة لمغادرة أراضي سوريا، بما في ذلك التنف. وأصبحت تصفية هذا المعسكر وقاعدة الأميركيين أساسا لمهمة التطهير النهائي لهذه المنطقة من معاقل العناصر الارهابية التي لاتقبل حلولا وسط.

وتامل موسكو أن يتبع الأميركيون أو الأردنيون طريق الأتراك في حلب والغوطة الشرقية ويعطون الأوامر للخاضعين لسيطرتهما لمغادرة هذه المنطقة. وقد تولدت الآمال بعد موافقة عمان على حل وسط أثناء تصفية منطقة خفض التصعيد في درعا والقنيطرة.

تفجيرات ادلب ودعوة روسية لاميركا لمغادرة التنف

ووصفت الخارجية الروسية على لسان المتحدثة الرسمية باسمها ماريا زاخاروفا، التواجد الأميركي في قاعدة التنف بأنه احتلال، وبأن هذه المنطقة قد أصبحت منطقة آمنة لبقايا تنظيم "داعش" الإرهابي، مشيرةً إلى أنّ "هناك تساؤلاتٍ كبيرة عن وجود القوات الأميركية في سوريا دون موافقة حكومتها والسبب المعلن من تلك القوات هو القضاء على "داعش" لكن الحقيقة مغايرة لذلك، و قد بات هذا أمراً معروفاً وواضحاً، فكيف يمكن لمن يدعي أنه أتى ليقضي على داعش أن يحمي بقايا إرهابيي هذه الجماعة ويحتضنهم".

هذه الصورة تتضح يوماً بعد يوم، ويتبيّن أكثر أن"داعش" ليست إلّا صناعةً أميركية، وُجدت لخدمة المشاريع الصهيو- أميركية الاستعمارية في المنطقة.

وفي هذا السياق قال مصدرٌ مطلع على الوضع الميداني في الشرق السوري لموقع "العهد" الإخباري إنّ " التحالف الدولي بقيادة أميركا قد نقل عدداً كبيراً من إرهابيي "داعش" المتواجدين في مناطق ريف الحسكة الجنوبي الشرقي إلى قاعدة التنف العسكرية الأميركية بهدف إدخالهم في طور تدريب عسكري مُوسّع على يد الضباط الأميركان المتواجدين هناك"، لافتاً إلى أنّ " قاعدة التنف الأميركية شكّلت منطلقاً للعديد من الهجمات التي قام بها إرهابيو "داعش" باتجاه نقاط الجيش السوري في ريف دير الزور الشرقي منذ إقامتها، كما كانت منطلقاً للميلشيات التابعة لواشنطن ضد الجيش أيضاً، ورغم أن هذه الهجمات الإرهابية كانت صغيرة ومحدودة لا يمكن لها أن تُحدثَ تغييراً في خارطة السيطرة إلّا أنها كانت تُشغِلُ الجيش السوري عن عملياته".

من جهة أخرى قالت مصادرُ أهلية من مخيم الركبان للاجئين السوريين الواقع ضمن الأراضي الأردنية جنوب شرق قاعدة التنف والذي يعتبر طريقاً إجبارياً للقوات الأميركية من قاعدة الأزرق في الأردن نحو التنف إنّ "أرتالاً من القوات الأميركية قد مرّت من الأردن باتجاه التنف، بالإضافة إلى أنّ قيادات الميليشيات التابعة لواشنطن وأبرزها ما يسمى بـ"مغاوير الثورة" و"قوات أحمد العبدو" قد عملت على تجنيد المدنيين الذين يقطنون في هذا المخيم بصفوف ميليشياتهم، بعد أن استغلت ملف المساعدات الإنسانية المقدمة من قبل الأمم المتحدة، بمعنى من لا يرضى بالتجنيد في صفوف تلك الميليشيات لا طعام له، حيث يتم نقل كل المُجنّدين إلى قاعدة التنف فيما بعد للتدريب من قبل القوات الأميركية أيضاً إلى جانب إرهابيي "داعش" الذي جرى نقلهم من ريف الحسكة الجنوبي الشرقي".

تفجيرات ادلب ودعوة روسية لاميركا لمغادرة التنف

وقد كشف المسؤول الأمني السابق في قاعدة التنف السورية، محمد السلام، عن قيام زعماء الفصائل المسلحة في القاعدة العسكرية التي تحتلها اميركا، بببيع أسلحة لجماعة "داعش" الارهابية وبأشراف مباشر من ضباط في البنتاغون.

وعن تفاصيل دعم "داعش"، قال المسؤول عن القطاع التابع للجماعات المسلحة في قاعدة التنف السورية، لوكالة "سبوتنيك": كان يقوم (قائد "مغاوير الثورة" مهند الطلاع) ببيع السلاح لداعش، فلما اكتشفنا الأمر وأخبرنا الأميركيين بذلك، أن هذا القائد يبيع السلاح لداعش، لم يزدهم إلا تمسكا بهذا القائد، و السلاح هو سلاح أميركي "إس بي جي" وسيارات من نوع "شاص" وسيارات من نوع "تاتا" وبنادق "إم 16" بأعداد كبيرة، آخر إحصائية عندما قام الأميركيون بالإحصاء، كان لديهم نقص بـ 4700 بندقية "إم 16" ورشاشات 40، و49 و50 من أنواع مختلفة".

وأكد السلام "هم (القوات الأميركية)، طلبوا ذلك (محاربة الجيش السوري) من أبناء الشعب السوري المتواجدين بقاعدة التنف، ولكن الشرفاء منهم رفضوا هذا الموضوع وقالوا، نحن وجدنا ووجد هذا الفصيل لمحاربة "داعش" وليس لمقاتلة الجيش السوري. وحاولوا نقل أبناء دير الزور إلى قاعدة الشدادي لمحاربة داعش في دير الزور ومن بعده الجيش السوري".

وأضاف السلام أنه "رغم أن المخيمات لا تبعد عن قاعدة التنف أكثر من 20 كلم، فلا يوجد تضامن ولا تدريس ولا إغاثة ولا حماية للمواطنين نهائيا، على عكس ذلك، قاموا بدعم المرتزقة على يد من اختاروه قائدا للتنف، وهو مهند التنف بقتل عدد كبير من المدنيين، والأميركيان يدفعون الدية…فهم يريدون أن يحصلوا على مكسبهم عن طريق الشعب وعن طريق المخيمات بوعودهم بإدارات محلية وتصليح الأمور لبعض الأهالي، لكن الأميركيين "كذابون وعدو محتل"، ولم يفكروا بيوم من الأيام بمصلحة الشعب السوري، ولا يريدون مصلحة الشعب السوري نهائيا بموجب ما عرفته أنا من خلال تعاملي معهم".

وتعتبر التنف  قاعدة عسكرية اميركية أنشئت في عام 2014  وتقع على بعد 24 كم من الغرب من معبر التنف الحدودي ، في محافظة حمص.

على صعيد اخر التقى وزير الخارجية الأمبركي، مايك بومبيو، الأربعاء، مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، بواشنطن؛ وناقشا عملية التسوية السورية، وعودة اللاجئين.

تفجيرات ادلب ودعوة روسية لاميركا لمغادرة التنف

وبحسب بيان صادر عن هيذر ناورت، متحدثة الخارجية الأميركية، فإن الطرفين “ناقشا خلال لقاء خاص سير عمل الأمم المتحدة بشأن تشكيل لجنة صياغة الدستور السوري، واتفقا على أن يمضي جميع الأطراف قدما بالمسار السياسي”.

بومبيو والمبعوث الأممي إلى سوريا شددا كذلك على “ضرورة منع ظهور أزمة إنسانية في (محافظة) إدلب(شمالي سوريا)”.

وأفادت الخارجية الأميركية في بيان لها: "اتفق الوزير بومبيو والمبعوث الخاص دي ميستورا على أنه يتوجب على جميع الأطراف المعنية اتباع الطريق السياسي، وأن من السابق لأوانه أي حديث عن إعادة إعمار (سوريا) في ظل غياب الحل السياسي هناك".

وأضاف البيان أن الحل السياسي وفق قرار مجلس الأمن الدولي 2254 يقضي بإصلاح الدستور وإجراء انتخابات حرة ونزيهة في البلاد.

وحسب البيان، فإن بومبيو تطرق أيضا إلى قضية اللاجئين السوريين، مشيرا إلى أن عودتهم يجب أن تجري بمشاركة المؤسسات الأممية المعنية وبعد أن تستقر الأوضاع الأمنية في سوريا.


رقم: 744923

رابط العنوان :
https://www.islamtimes.org/ar/news/744923/تفجيرات-إدلب-ودعوة-روسية-لأميركا-لمغادرة-التنف

اسلام تايمز
  https://www.islamtimes.org