0
الاثنين 8 تشرين الأول 2018 ساعة 18:53

انقرة والتنف

انقرة والتنف

وتنظر موسكو  ودمشق والحلفاء لقاعدة التنف بعين الريبة حيث تلعب دوراً مشبوها في سوريا على اكثر من صعيد، واصبحت ملاذا حتى لبقايا "داعش" لتاهيلهم لجولة جديدة من القتال ضد الجيش السوري. وفي كل مناسبة هناك دعوات بضرورة اغلاقها وطي ملفها لكن واشنطن تعطي اشارات متناقضة حول مصيرها وتسعى لاستخدامها كورقة مساومة في صيغة الحل النهائي في سوريا.

وخلال الفترة الاخيرة كثر الحديث عن تفكيك القاعدة والغريب ان طرفا ثالثا برز في صراع التنف حيث كشف مصدر مطلع أن تركيا تقف وراء تأخير تنفيذ الاتفاق الذي تم إبرامه مؤخرا بين الجانبين الروسي والأميركي، والذي يتضمن نقل جميع الفصائل المسلحة من منطقة التنف ومخيم الركبان إلى الشمال السوري، وإعادة المدنيين إلى قراهم وبلداتهم في سوريا. ويضيف المصدر أن "الجانب التركي رفض بشكل قاطع حتى الآن أن يتم نقل أي مسلحين من الجماعات التي تعمل تحت قيادة الجيش الأميركي في التنف مثل مابسمی "شهداء القريتين" و"مغاوير الثورة" وجماعة "أحمد العبدو"، إلى جرابلس أو عفرين أو غيرها، او إلى مناطق الشمال السوري الخاضعة للنفوذ التركي المباشر أو غير المباشر ".

ولم يستبعد المصدر أن يكون هناك اتفاق أميركي تركي على المماطلة لتأخير تنفيذ الاتفاق حول التنف، وبالتالي تأخير الانسحاب الأميركي المشروط بسحب جميع المجموعات المسلحة أولا من خلال تسوية أوضاع من يرغب من المسلحين ونقل من لا يقبل بالتسوية إلى جرابلس، معربا عن اعتقاده بأن الرفض التركي يأتي في سياق سلة تفاهمات أميركية تركية برزت بعض بوادرها في منبج وعفرين.

وكان نائب وزير الخارجية الروسية سيرغي فيرشينين أكد أن موسكو تصر على ضرورة انسحاب الولايات المتحدة من منطقة التنف في سوريا، وأنه يجب إغلاق مخيم الركبان، وقال: "هذا المخيم يقع في منطقة التنف، التي يسيطر عليها الأمريكان بشكل غير قانوني. ويجب على الأميركيين الرحيل من هناك. وإلى أن يغادروا، سيظل هذا المخيم تحت غطائهم، وهذه مناطق واسعة إلى حد كبير". وتابع: "للأسف وفقا لبعض المعلومات، تستخدم هذه الأراضي، من بين أمور أخرى، من قبل إرهابيي "داعش" للقيام بالاستراحة وإعادة ترتيب أوضاعهم، وهذا أمر سيئ من أي وجهة نظر".

وفي نهاية سبتمبر/ أيلول الماضي، تم التوصل إلى اتفاق بين الجانبين الروسي والأميركي حول مصير "لاجئي مخيم الركبان" والمجموعات المسلحة المرتبطة بقاعدة التنف الأميركية، وينص على إخراج جميع المجموعات المسلحة التي تنشط في المنطقة والمرتبطة بالقوات الأميركية في قاعدة التنف، وتسوية أوضاع من يرغب من "المسلحين السوريين" بتسليم سلاحه والعودة إلى حضن الوطن، وإخراج من لا يقبل بالتسوية إلى جرابلس في الشمال السوري. ويتضمن كذلك تفكيك مخيم الركبان الذي تحتجز فيه القوات الأميركية نحو 80 ألف لاجئ سوري حيث ستتم إعادتهم إلى بلداتهم وقراهم. ومعظم اللاجئين في مخيم الركبان هم من مؤيدي الدولة السورية، ويريدون العودة إلى بلداتهم.

وفي تشابك المصالح بين انقره وواشنطن يبدو ان قضية التنف ومن خلال ربطها بتركيا ايضا مرهونة بما ستحصل عليه انقرة في ملفات اخرى، خاصة ان اتفاقات منبج لازالت لاترضي انقرة تماما بل وتريد ابعد من منبج، ولكنها الان منشغلة بسوتشي وتفاهماتها مع موسكو. وایا تکن اسباب التاخير في اغلاق ملف التنف ورحیل القوات الاميركية من هناك فانه من الواضح ان هناك الاف الناس في مخيم الركبان القريب من هناك وهم اسرى بيد مليشيات دربتها واشنطن، وهؤلاء المدنيون في الركبان طالما تواصلوا مع الدولة السورية، ورغبتهم اكيدة في العودة الى اماكن سكناهم والعودة الى حضن الوطن.
رقم : 754693
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي

البريد الإلكتروني
تعليقك

أهم الأخبار
إخترنا لکم