0
الاثنين 15 تشرين الأول 2018 ساعة 21:22

الخليل.. ضحية جديدة للاحتلال الصهيوني

الخليل.. ضحية جديدة للاحتلال الصهيوني
وفي خطة استيطانية جديدة تقدم بها وزير الحرب الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، وافقت حكومة الاحتلال وبالإجماع على تمويل وبناء مستعمرات جديدة في قلب مدينة الخليل، هي الاولى منذ العام 2002 في هذه المدينة التي تعد من أقدم المدن الفلسطينية.

وتقضي الخطة الاسرائيلية ببناء تجمع استيطاني يضم 31 وحدة لمستوطنين يهود، من ضمنها مدراس ورياض أطفال في وسط الخليل في الضفة الغربية المحتلة التي يعيش فيها مئات المستوطنين وسط مئات الآلاف من الفلسطينيين. 

وكانت السلطات الاسرائيلية أعلنت في تشرين الاول/أكتوبر الماضي عزمها على اتخاذ هذا القرار، وكانت تنتظر موافقة الحكومة عليه، حسب ما أعلنت المنظمة غير الحكومية الاسرائيلية المناهضة للاستيطان "حركة السلام الان".

ووصف ليبرمان في بيان نشر في ختام الجلسة الاسبوعية للحكومة الخطة الاستيطانية بانها "مرحلة مهمة" في قرارات الحكومة الاسرائيلية "لتعزيز المستوطنات في يهودا والسامرة".

وستبنى المساكن الجديدة في شارع الشهداء الذي كان في السابق يعج بالحركة والمحلات التجارية ويوصل الى الحرم الابراهيمي، قبل ان يتحول الى مساحة مقفرة بسبب التوتر الناتج عن استيطان يهود في قلب المدينة الفلسطينية.

وكانت محطة الحافلات الرئيسية في الخليل تقع في هذا الشارع، قبل ان تقوم السلطات الاسرائيلية بوضع اليد على هذه المنطقة وإقامة قاعدة عسكرية فيها لحماية المستوطنين.

وتعيش مدينة الخليل في اجواء توتر شبه دائم بسبب زرع نحو 800 مستوطن يهودي في وسطها بين نحو 200 ألف فلسطيني.

وشكّل وصول الرئيس الامريكي دونالد ترامب، الى رأس السلطة في البيت الابيض فرصة ذهبية لا تعوض لكيان الاحتلال الاسرائيلي لتسريع عملياته الاستيطانية في جميع الاراضي المحتلة مما رفع عدد المستوطنين خارج الخط الأخضر الى قرابة النصف مليون.

وكان الرئيس الأمريكي أعلن، يوم الـ6 ديسمبر/كانون الأول الماضي، اعتراف بلاده رسميا بالقدس عاصمة لـ"إسرائيل" وأوعز بنقل السفارة الأمريكية في "إسرائيل" من تل أبيب إلى المدينة المقدسة، في خطوة مخالفة لجميع قرارات الأمم المتحدة الخاصة بالصفة القانونية للقدس، وتسبب قرار الرئيس الأمريكي بشأن القدس بموجة غضب في العالمين العربي والإسلامي، كما رفضته معظم الدول الغربية.

ويرى الكاتب والمحلل السياسي خليل التفكجي، انه يمكن إيجاز مفهوم الاستيطان في الأراضي الفلسطينية بأنه "عملية استراتيجية لاستمرار إنجاز رؤية إحياء قومي وديني وجغرافي للشعب اليهودي في فلسطين كإقليم يدعي اليهود أن لهم حقا تاريخيا موثوقا فيه، ومن أجل تأمين استمرار هذا الاستيطان وتطوره لا بد من توفير الأمن له، ولابد من استعماله آلية للأمن وللسيطرة على الموارد وللتأثير الأيدولوجي والاقتصادي والاجتماعي في الموقع المحيط به".

وتعُد مدينة الخليل من أقدم المدن العريقة التي ما زالت مأهولة في العالم، ويمتد تاريخها إلى أكثر من 6000 عام، وهى مدينة مقدسة للديانات السماوية، وأصبحت رابع أقدس مدينة إسلاميَّة بعد مكة والمدينة المنورة والقدس، ويعتبر الحرم الإبراهيمي الشريف من أهم المعالم الحضارية المميزة للمدينة، والذى منحها مكانتها المميزة، وجعلها مقصداً دينياً للمسلمين.

وأعلنت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونيسكو) إدراج المدينة القديمة والمسجد الإبراهيمي في الخليل الفلسطينية بالضفة الغربية المحتلة ضمن قائمة مواقع التراث العالمي رغم الاعتراض على القرار من قبل سلطات الاحتلال.

ورزحت الخليل تحت الاحتلال الإسرائيلي وأصبحت مركزاً لمنطقة الخليل التي يحكمها حاكم عسكري إسرائيلي مباشرة، حيث احتلت "إسرائيل" مدينة الخليل في 5 يونيو 1967، ومنذ ذلك التاريخ شرع المستوطنون اليهود بالاستيطان في محيط المدينة ثم في داخلها، ويوجد داخل المدينة حاليا خمسة مواقع استيطانية يهودية وهي مستوطنة تل الرميده، والدبويا، ومدرسة أسامة بن المنقذ وسوق الخضار والاستراحة السياحية قرب المسجد الإبراهيمي الشريف، بالإضافة إلى التجمع الاستيطاني اليهودي على حدود المدينة الشرقية (كريات أربعة وخارسينا).

وصادقت حكومة الاحتلال الإسرائيلي، منذ بداية العام الجاري 2018م، على بناء مئات الوحدات الاستيطانية، فيما صادق حزب الليكود (الحاكم في إسرائيل) مطلع العام، على مشروع قرار يقضي بضم الضفة الغربية لكيان الاحتلال، وسريان القوانين الإسرائيلية كاملة عليها.
رقم : 756048
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي

البريد الإلكتروني
تعليقك

أهم الأخبار
إخترنا لکم