0
الاثنين 22 تشرين الأول 2018 ساعة 10:44

ماذا بعد إطلاق ترامب للطلقة الأخيرة تجاه الاقتصاد الإيراني؟

ماذا بعد إطلاق ترامب للطلقة الأخيرة تجاه الاقتصاد الإيراني؟
وفي هذا السياق، يقول محللون إنه بسبب الهزائم الكبيرة والمتلاحقة التي تعرّضت لها واشنطن وحلفاؤها أمام محور المقاومة الممتد من إيران إلى لبنان في المنطقة، ضعف موقف أمريكا الدولي، الأمر الذي دفع بالإدارة الأمريكية إلى اتباع الاستراتيجية السابقة بفرض العقوبات على إيران، وعلى الشعب الإيراني في محاولة لكسر ووقف الانتصارات، متحدية جميع القوانين والأعراف الدولية في ذلك.

مهمة مستحيلة لـ "بريان هوك" في وقف الصادرات النفطية الإيرانية

وفي الوقت نفسه التي تصدر فيه العقوبات الأمريكية بحق إيران، تسعى واشطن جاهدة إلى إقناع الدول التي تستورد النفط من إيران إلى وقفه، حيث قال "بريان هوك" رئيس مجموعة العمل ضد إيران في وزارة الخارجية الأمريكية، للصحفيين في لوكسمبورج إن حكومة دونالد ترامب تهدف إلى قطع صادرات النفط الإيرانية في أسرع وأقرب وقت ممكن، وبناءً على أوامر ترامب، بدأ هوك مهمة مدتها سبعة أيام للعديد من الدول الأوروبية والهند للوصول إلى هدف خفض صادرات النفط الإيرانية، وتأتي مهمة المسؤول الأمريكي في ظل تأكيد السلطات السياسية للدول الأوروبية والهند والصين وكوريا الجنوبية ومشترين آخرين للنفط الإيراني على استمرار شرائه، وفي هذا السياق، قالت صحيفة التايمز الأمريكية إن الهند وافقت على دفع ثمن مشتريات النفط الإيرانية بالروبية وذلك للتحايل على حظر استخدام الدولار الأمريكي في التعامل مع إيران، ومن هنا عقدت الهند صفقة جديدة مع طهران حيث ستشتري 9 ملايين برميل بعد الجولة الثانية من العقوبات التي ستفرضها واشنطن الشهر القادم.

وبحسب محللين اقتصاديين، إن القلق يعتري الدول التي تشتري النفط من إيران خاصة بشأن الآثار المدمرة للقبول بتخفيض أو إيقاف إمدادات النفط الإيرانية على اقتصاداتها، ولأسباب عديدة من بينها: أولاً، فيما يتعلق بالاستبدال السريع للنفط الإيراني (لقد تم بناء مصافي التكرير في هذه الدول على مرّ السنين بسبب مواصفات النفط الإيراني) وثانياً، الحفاظ على استقرار سوق النفط وعدم رفع الأسعار خاصة بسبب عدم ضمان تعهدات واشنطن.

ومن ناحية أخرى، أعلنت معاهدة الانتشار النووي الأوروبية الموقعة مع إيران، إلى جانب الصين وروسيا، في اجتماع مشترك في 24 سبتمبر على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة، توفير "آلية خاصة" لوقف العقوبات المالية الأمريكية ضد التبادلات المالية الإيرانية مع النظام الدولي، والهدف من هذه الخطة هو السماح للشركات الأوروبية بالتداول مع إيران دون استخدام القنوات العادية للمعاملات المالية الدولية حتى لا تخضع للعقوبات الاقتصادية الأمريكية، وتعود أهمية هذه الخطة إلى أن هناك حالياً تبايناً في وجهات النظر بين الإدارة الأمريكية والدول الأوروبية حول استمرار أو إخراج إيران من منظمة Swift (هي مؤسسة مالية عالمية مقرها في بلجيكا، وتستخدمها البنوك في جميع أنحاء العالم للتواصل مع بعضها البعض).

بشكل عام، ووفقاً لما عرض، يمكن القول إن عملية التفاوض بين بريان هوك والسلطات السياسية الأوروبية أظهرت حتى الآن فشل واشنطن في التوصل إلى اتفاق مع أوروبا حول هذا الموضوع، ومن الواضح بالفعل أن هذا المسؤول الأمريكي قد بدأ مهمة مستحيلة وفاشلة.

الخبث الأعمى للحكومة الأمريكية ضد الشعب الإيراني والقواعد الدولية

وفي سياق العقوبات الظالمة والوحشية التي فرضتها أمريكا على الشعب الإيراني ردت وزارة الخارجية الإيرانية بطريقة حادة عليها، حيث أكد بهرام قاسمي على الأمور التالية:
"إن هذا الإجراء يعدّ انتهاكاً صارخاً للآليات القانونية والدولية، وينمّ عن الحقد الذي تكنّه الحكومة الأمريكية ضد الشعب الإيراني"، وأضاف: "إن الحكومة الأمريكية وعلى عكس ادعاءاتها وتصريحاتها المنافقة في دعم الشعب الإيراني، باتت تضع العراقيل أمام مسار العلاقات الاقتصادية الخارجية للشعب الإيراني وروابطه الاقتصادية والتجارية مع المجتمع الدولي وتهدد مصالحه والتي تتنافى مع مبادئ القانون الدولي وحقوق الإنسان بشكل جائر ومجحف"، مؤكداً أن المحاولات الأمريكية ستبوء بالفشل.

معارضة موسكو الشديدة للعقوبات الأمريكية الجديدة على إيران

بالإضافة إلى إيران التي أعلنت معارضتها الصارمة للعقوبات الأمريكية ضد حوالي 20 مؤسسة إيرانية، اعتبرت وزارة الخارجية الروسية أن القائمة الجديدة للعقوبات الأمريكية غير مقبولة، وفي هذا السياق قالت وزارة الخارجية الروسية على لسان نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، يوم الثلاثاء الماضي أن روسيا تعتزم الاستمرار في التعاون مع إيران من أجل "بناء دفاع" ضد العقوبات الأمريكية خارج الحدود الإقليمية ومحاولات واشنطن عرقلة الاتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني. وقال ريابكوف خلال لقاء مع صحيفة "روسيسكايا غازيتا" الروسية: "سنواصل مع إيران بشكل مكثف في الأيام القادمة، وبالتحديد ابتداءً من الغد، العمل مع الأوروبيين، ومواصلة جهودنا من خلال الاتصال مع الصين والدول الأخرى من أجل بناء - إذا صح التعبير - دفاع ضد العقوبات الأمريكية خارج الحدود الإقليمية، وضد محاولات أمريكا فسخ خطة العمل الشاملة المشتركة، لتناسب دوافعها وأفكارها الجيوسياسية، وأفكارها حول ما هو الصواب والخطأ في هذا العالم".

الطلقة الأخيرة

يعتقد الكثير من المحللين الاقتصاديين أن واشنطن قد استخدمت جميع الأساليب والأدوات من أجل زيادة الضغط على إيران وذلك عن طريق نفوذها الاقتصادي إلا أنها فشلت قبل حتى أن تبدأ وهذا ما عبّر عنه الرئيس الإيراني حسن روحاني حيث قال: "إنه لا يوجد أي عقوبات تحمل اسم 4 نوفمبر" لأنها طبّقت جميعها قبل موعدها، في الواقع، كانت عقوبات واشنطن الأخيرة بمثابة الطلقة الأخيرة في جعبة واشنطن حيث كانت تهدف من خلالها إلى توجيه ضربة للاقتصاد الإيراني، إلا أنها لم تصل إلى نتيجة خاصة أن بازار صرف العملات الأجنبية لم يتأثر بأي شكل من الأشكال بالعقوبات الأمريكية الجديدة بل على العكس شهد تحسّناً وارتفعت قيمة العملة الوطنية أمام الدولار.
رقم : 757248
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي

البريد الإلكتروني
تعليقك

أهم الأخبار
إخترنا لکم