0
الثلاثاء 23 تشرين الأول 2018 ساعة 22:30

أسئلة أردوغان بشأن مقتل خاشقجي.. وردود الأفعال المتباينة

أسئلة أردوغان بشأن مقتل خاشقجي.. وردود الأفعال المتباينة
وفي الخطاب الذي لم يحمل جديدا، كرر الرئيس التركي اسم الملك السعودي، سلمان بن عبد العزيز، أكثر من مرة، شاكرًا تعاونه في القضية، لكنه لم يذكر اسم ولي العهد، محمد بن سلمان، أبدًا، وهو الذي تشار إليه أصابع الاتهام بالمسؤولية عن العملية.

وكان خاشقجي اختفى بعد ساعات على دخوله مبنى القنصلية السعودية في اسطنبول، مطلع الشهر الحالي، للحصول على أوراق رسمية خاصة به. واعترفت السعودية بـ"وفاة" خاشقجي إلا انها أرجعت السبب إلى "مشاجرة"، وأعلنت تسليم الجثة إلى متعاون محلي بحسب ما وصفت، الأسبوع الماضي، قبل إعلانها عن إلقاء القبض على مسؤولين متهمين بالقضية.

وقدّم خطاب أردوغان أسئلة كثيرة أكثر من الأجوبة بخصوص جريمة مقتل خاشقجي، مطالبا السعودية بالإجابة عنها، وهذه الأسئلة هي، أنه ما سبب وصول فريق مؤلف من 15 شخصا إلى القنصلية يوم مقتل الصحفي؟، ومن أمر بإرسال هذا الفريق إلى اسطنبول؟، ولماذا لم تكشف السعودية حتى الآن عن مكان وجود جثة الصحفي، رغم إقرار المملكة بمقتله؟، ولماذا لم تكشف السعودية عن هوية المتعاون المحلي الذي قالت إن الجثة سلمت له للتخلص منها؟، وفي حال قُتل خاشقجي عن طريق الصدفة، لماذا وصل فريق سعودي من ثلاثة أشخاص إلى تركيا قبيل الحادث واستكشف غابة بلغراد في ضواحي اسطنبول ومناطق في ولاية يالوفا؟

وكان من المفترض أن يكشف الرئيس التركي عبر خطابه ملابسات ما جرى مع خاشقجي داخل القنصلية السعودية، لكنه اكتفى بسرد معلومات مسربة سابقًا عبر وسائل إعلام تركية محلية وعالمية حول مقتل خاشقجي.

وأثارت تصريحات اردوغان ردود فعل متباينة بين محللين وصحفيين عرب وأتراك، وأعادت حالة من الجدل على منصات التواصل مما جعل هاشتاغ # اردوغان، ثاني هاشتاغ على قائمة الترند العالمي.

ورأى مغردون أن تصريحات أردوغان كشفت عدم اقتناعه بالرواية السعودية التي حملت قيادات أمنية سعودية مسؤولية ما حدث، بحسب قولهم.

وكان مناصرو قضية خاشقجي يأملون بالكشف عن المسؤول الحقيقي عن عملية الاغتيال.

الإعلامي القطري، عبد العزيز آل إسحاق، اعتبر أنه “من كان يتوقع أن يعلن أردوغان عن اسم القاتل أو ينشر فيديو أو مكالمات لا يفقه في السياسة ولا القانون”.

وقال آل إسحاق، عبر “تويتر” إن “الأتراك يديرون العملية القانونية بدهاء كبير وسيلقنون ابن سلمان وغيره درسًا تاريخيًا”.

من جهته قال الكاتب والمفكر الموريتاني، محمد مختار الشنقيطي، عبر حسابه في “تويتر” أن إردوغان لم يقدم في خطابه أي تفاصيل جديدة عن قضية اغتيال خاشقجي.
واعتبر أن توقيت الخطاب كان أهم من مضمون الخطاب، مشيرًا إلى أن “تركيا مستمرة في الحرب النفسية والإعلامية ضد القتلة، لكنها لم تقرر كشف كل المعلومات التي بيدها حتى الآن”.

في حين اعتبرت الكاتبة الأردنية، إحسان الفقيه، أن خطاب أردوغان اشتمل ثلاثة أمور، الأول رفض الراوية السعودية من حيث حصر المسؤولية في 18 متهمًا، والأمر الثاني توجيه أصابع الاتهام إلى شخص أعلى في السلطة، والأمر الثالث تبرئة الملك سلمان من إصدار أمر القتل.

أما الصحفي التركي، حمزة تكين، فاعتبر أن مرحلة جديدة بدأت عقب تصريح أردوغان، وهي مرحلة تتمثل بملاحقة الرؤوس الكبيرة.

وقال تكين إن “المعلومات اللوجستية التي ذكرها أردوغان شبه معروفة، لكن هي كانت مجرد تسريبات إعلامية لا غير، لا يبنى عليها، ومن اليوم أصبحت معلومات أكيد برواية تركية رسمية”، مشيرًا إلى أن الجديد في خطاب أردوغان هو “التأكيد التركي على طلب رأس من أمر بالجريمة”.

وفي المقابل، اعتبر الخبير القانوني الباحث في الجرائم المعلوماتية، السعودي أصيل الجعيد، أنه لا يحق لأردوغان اقتراح المحاكمة فهذا يعتبر تدخلًا صارخًا في الشؤون الداخلية للمملكة العربية السعودية.

ووجهت خديجة جنكيز، خطيبة الصحفي الراحل جمال خاشقجي، رسالة شكر للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بعد الخطاب الذي ألقاه اليوم وكشف فيه بعض تفاصيل مقتل خطيبها.

وقالت خديجة في تغريدة لها اليوم الثلاثاء باللغة العربية على صفحتها الشخصية في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "فخامة رئيس الجمهورية @RT_Erdogan شكرا لكم على تعزيتكم لي ولأسرة جمال".

وخديجة هي التي قامت بتبليغ السلطات التركية عن اختفاء الصحفي السعودي يوم 2 أكتوبر الجاري بعد دخوله مبنى قنصلية بلاده في اسطنبول.

وكانت بريطانيا أول دولة تعلق على تصريحات أردوغان بشان مقتل خاشقجي حيث أعلنت اليوم إنه ما زالت هناك أسئلة تتعلق بمقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي ولا يمكن سوى للسعوديين الرد عليها.

وقال المتحدث باسم رئيسة الوزراء تيريزا ماي ردا على سؤال عن بيان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في وقت سابق اليوم عن مقتل خاشقجي "بيان الرئيس أردوغان هذا الصباح يبرز حقيقة أن الأسئلة لا يمكن سوى للسعوديين الرد عليها".

وأما بعد ساعات من خطاب أردوغان والتي اقترح فيها على الملك سلمان، بأن تجرى محاكمة الأشخاص الـ 18 المسؤولين عن مقتل الصحفي جمال خاشقجي في اسطنبول، قال الملك السعودي إن السعودية، ستحاسب المسؤولين عن مقتل جمال خاشقجي أيا من كانوا.

واتبعت تركيا منذ اليوم الأول لاختفاء خاشقجي سياسة اعتمدت على نشر التسريبات الخاصة بتفاصيل اختفاء خاشقجي لوسائل الإعلام التركية، بعيدًا عن التصريحات الرسمية. وبحسب محللين فقد أعطت التسريبات المعتمدة بمجملها على “مصادر أمنية” مشهدًا أرادت من خلاله تركيا الضغط على الجانب السعودي للتوصل إلى غايات سياسية لم تتضح ماهيتها حتى اليوم.
رقم : 757540
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي

البريد الإلكتروني
تعليقك

أهم الأخبار
إخترنا لکم