0
الاثنين 29 تشرين الأول 2018 ساعة 10:28

ما هي التداعيات المحتملة في حال إقالة جيمس ماتيس؟

ما هي التداعيات المحتملة في حال إقالة جيمس ماتيس؟
وبحسب محللين، فإن وزارة الدفاع، ومن دون وجود جيمس ماتيس، ستكون أكثر ارتباطاً بآراء ترامب، وسوف تتبع نفس الخطوط والسياسة العدائية التي ينتهجها الرئيس الأمريكي. ويضيف هؤلاء أنه إذا ما تم إقالة ماتيس من وزارة الدفاع الأمريكية يمكننا أن نتوقع تشكيل طابور عسكري أكثر خطورة، وستخضع التحالفات لمزيد من الضغط، وستتضاعف رغبة أمريكا في الاستمرار بانتهاج سياستها الأحادية.

دونالد ترامب وفي إحدى مقابلاته الصحفية على إحدى القنوات الأمريكية في 4 أكتوبر الماضي، قال: إن وزير دفاعه "يبدو ديمقراطياً"، ومن هنا نرى أنه ومن خلال تحليل كلام ترامب، الذي لا يطيق الديمقراطيين، فإن احتمال إقالة ماتيس أصبح كبيراً، وإذا أقيل ماتيس فإن عدد الوزراء والمسؤولين الأمريكيين الذين استقالوا من مناصبهم في عهد ترامب سيرتفع لتبلغ نسبتهم 37 في المئة خلال عامين، ومن هؤلاء مستشار الأمن القومي (مرتين)، ووزير الدولة، ووزير الدفاع، ورئيس المخابرات المركزية. (CIA)، وسفيرة أمريكا في الأمم المتحدة وغيرهم من المسؤولين. أما ترامب فقد عبّر عن هذا الواقع بقوله "لدينا حكومة عظيمة. لست سعيداً ببعض الأشخاص لست متحمساً لآخرين بينما هناك أفراد أتحمس لهم كثيراً".

الإقالة والتنصيب المتكرر في إدارة ترامب

يمكن أن يؤدي وصول كبار المسؤولين في الإدارات والوكالات الحكومية في أمريكا إلى إحداث فرق في هذه الوزارات والمؤسسات، وفي هذا السياق يقضي عدد كبير من المسؤولين في الصفوف السفلى في جمع المعلومات حول الشخصية التي من الممكن أن تستلم زمام المبادرة في هذه الوزارات، وبعد أن تتم عملية الإقالة تجتمع هذه المجموعات وتتناقش فيما بينها للتباحث حول هذه الشخصية، وعلى إثر ذلك تتشكل تحالفات جديدة.

أما وزراء الإدارة الأمريكية فلديهم معلوماتهم الخاصة، بحيث إن مكاتبهم تتحول إلى مركز استخبارات صغير يقوم بإعداد التقارير والبحوث التي من الممكن الاستفادة منها فيما بعد، وخاصة في وزارة كوزارة الدفاع الأمريكية حيث يجب أن يتلقى وزير الدفاع مجموعة كبيرة من التقارير المتنوعة، ويقوم بدراستها مع مستشاريه المتخصصين، إضافة الى ذلك، يجب عليه عقد اجتماعات واتصالات مع نظراء أجانب، والقيام بدراسة أوضاع جيشه في الخارج وتحويل القرارات النظرية إلى إجرائية.

وفي هذا السياق، يقول محللون أمريكيون إن واحدة من أهم المميزات التي يجب أن يتمتع بها الوزراء في الإدارة الأمريكية هي علاقتهم مع الرئيس، حيث إن الحماسة والجدية في العمل لا تعني على الإطلاق أن علاقة الوزير برئيسه ومستشاره للأمن القومي جيدة، وهنا نذكر وزير الخارجية السابق ريكس تيلرسون الذي لم يكن أبداً على توافق مع ترامب، حتى أن علاقاته مع وزير الدفاع والسي أي إي لم تكن جيدة، ولم يتمكن تيلرسون خلال فترة وجوده من إقامة علاقة جيدة مع الرئيس، الأمر الذي أدّى إلى عدم حصوله على الدعم الكافي له من أولئك الذين يعملون داخل وزارة الخارجية الأمريكية ما أدّى إلى إقالته من منصبه في نهاية المطاف، ليحل مكانه مايك بومبيو، الذي كان على توافق تام مع الرئيس ما أعطاه أهمية كبيرة على الصعيد الداخلي والخارجي.

خلاف جيمس ماتيس مع ترامب

نشرت تقارير كثيرة حول العلاقة الباردة بين الرئيس الأمريكي ووزير دفاعه ماتيس، ومن جملة هذه التقارير نذكر ما قاله الكاتب الأمريكي بوب وودوارد في كتابه " النار والغضب"، حيث قال إن البنتاغون "أثنى على ماتيس لإبقاء الجنود والجيش الأمريكي في مأمن من المواقف المتطرفة" الأمر الذي أغضب ترامب، وكشف الكاتب أيضاً أن " ماتيس عارض خطط الرئيس الأمريكي بإجراء عرض عسكري في واشنطن، وفرض حظر على وجود مثليين جنسيين في القوات المسلحة، وحتى في قراره باغتيال الرئيس السوري بشار الأسد،. ومن ناحية أخرى، أشار الكاتب الأمريكي في كتابه أن ماتيس علاقته مضطربة مع جون بولتون، مستشار الأمن القومي الأمريكي الحالي، الأمر الذي جعل العلاقة بين وزارة الدفاع الأمريكية والبيت الأبيض باردة جداً.

ومن هنا، إن النقطة التي يجب التأكيد عليها هي أن وزير الدفاع، الذي يكون أكثر انسجاماً مع الرئيس، سوف يتبنّى نبرة أشد وسيقوم بنشر القوات خارج أمريكا بسرعة أكبر، فترامب أعطى ماتيس ووزارة الدفاع سلطة واسعة وتمويلاً غير مسبوق، إلا أن الأخير لم يكن على توافق معه، ومن المرجّح أن الشخص الذي من المفترض أن يحل محل جيمس ماتيس وسيتولى مسؤولية وزارة الدفاع سيضع مزيداً من التركيز على برامج الدفاع الصاروخي الأمريكية داخل وخارج البلاد وسيتخذ نهجاً أكثر تصادماً مع الجيش الصيني في بحر الصين الشرقي والجنوبي، كما سيقوم وزير الدفاع هذا بالخروج من جميع الاتفاقيات المتعلقة بنزع السلاح النووي، ومن المرجح أيضاً وبنسبة كبيرة أن يتبنى وزير الدفاع المفترض مقاربة أكثر حزماً تجاه منظمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) وحلفاء آخرين لأمريكا، وما يثير القلق بشكل خاص هو أن وزير الدفاع الجديد سيتلقى أوامره من ترامب عبر الرسائل التي يغردها على تويتر.

إذًن لا يزال غير واضح متى سيغادر ماتيس البنتاغون، إلا أنه أصبح من المؤكد خروجه القريب من إدارة ترامب، ومع ذلك، من الواضح أن انسحابه من وزارة الدفاع الأمريكية سوف يجعله شخصاً آخر أكثر انسجاماً مع ترامب يتولى مسؤولية الوزارة التي ستدعم بشكل أكبر أسلوب ترامب الأحادي.
رقم : 758362
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي

البريد الإلكتروني
تعليقك

أهم الأخبار
إخترنا لکم