0
الأربعاء 7 تشرين الثاني 2018 ساعة 21:11

المغرب والجزائر.. دعوة لوضع آلية سياسية لتجاوز الخلافات

المغرب والجزائر.. دعوة لوضع آلية سياسية لتجاوز الخلافات
وأكد الملك المغربي، في خطاب ألقاه بمناسبة الذكرى الـ43 لما يعرف في المغرب بـ"المسيرة الخضراء"، انفتاح بلاده على المقترحات والمبادرات التي تتقدم بها الجزائر بهدف تجاوز الجمود في العلاقات بينهما. وأضاف أن الآلية التي يقترحها على الجزائر تتناول قضايا الاستثمار وتعزيز التشاور الثنائي تجاه التحديات الإقليمية والدولية، وأهمها مكافحة الإرهاب وإشكالية الهجرة، بما يضمن إرساء علاقات ثنائية متينة. وقال إن مهمة هذه الآلية "تتمثل في الانكباب على دراسة جميع القضايا المطروحة، بكل صراحة وموضوعية، وصدق وحسن نية، وبأجندة مفتوحة، ودون شروط أو استثناءات".

رفع التحديات الإقليمية والدولية بالتشاور
واعتبر الملك المغربي أن هذه الآلية "يمكن أن تشكل إطارا عمليا للتعاون، بخصوص مختلف القضايا الثنائية، وخاصة في ما يتعلق باستثمار الفرص والإمكانات التنموية التي تزخر بها المنطقة المغاربية"، كما "ستساهم في تعزيز التنسيق والتشاور الثنائي لرفع التحديات الإقليمية والدولية، لاسيما في ما يخص محاربة الإرهاب وإشكالية الهجرة".

ووصف محمد السادس وضع العلاقات بين البلدين بأنه "غير طبيعي وغير مقبول"، وقال إن هذا الواقع "لا يتماشى مع الطموح الذي كان يحفز جيل التحرير والاستقلال إلى تحقيق الوحدة المغاربية".

وأكد أن "المغرب مستعد للحوار المباشر والصريح مع الجزائر الشقيقة، من أجل تجاوز الخلافات الظرفية والموضوعية، التي تعيق تطور العلاقات بين البلدين"، وأن مصالح الشعبين الجزائري والمغربي "هي في الوحدة والتكامل والاندماج، دون الحاجة لطرف ثالث للتدخل أو الوساطة".

وقال مصدر حكومي رفيع طلب عدم نشر اسمه لرويترز إن آلية الحوار التي اقترحها الملك المغربي ستكون لها ثلاثة أهداف هي "طرح القضايا الثنائية العالقة على الطاولة بشفافية ومسؤولية والتعاون الثنائي بين البلدين في المشاريع الممكنة بالإضافة إلى كيفية التنسيق حول بعض القضايا الكبرى المطروحة كمشاكل الإرهاب والهجرة".

المغرب والجزائر يتفاوضان حول انبوب الغاز

واتفق كل من وزير الطاقة الجزائري مصطفى قيطوني ونظيره المغربي عزيز الرباح في تشرين الاول/اكتوبر الماضي على بدء محادثات بشأن مستقبل إمداد أوروبا بالغاز عبر التراب المغربي، وذلك على هامش المؤتمر العربي حول الطاقة الذي عقد في مدينة مراكش.

وبموجب الاتفاق يشرع البلدان قريباً في عقد سلسلة من الاجتماعات بخصوص أنبوب الغاز المغاربي الأوروبي الذي يعرف بـ"Maghreb Europe Gas Pipeline"، ويمتد على مسافة 1300 كيلومتر انطلاقا من منطقة حاسي الرمل في الجزائر، ويعبر المغرب على طول 540 كيلومترا، قبل وصوله إلى قرطبة الإسبانية.

ويبدو أن عزم المغرب على تحسين علاقاته مع دول الجوار أصبح سياسة، إذ أن المغرب وقبل أسابيع، دعا إلى تعزيز البنية الإفريقية للسلم والأمن لمواجهة التحديات الأمنية، لاسيما تهديدات من اسماهم الفاعلين غير الحكوميين التي تمس بالاستقرار والوحدة الترابية للدول الإفريقية.

الرياضة... وتلطيف الاجواء بين الجانبين 

وكانت الجزائر قامت قبل نحو 5 أشهر، بالتصويت لصالح ملف احتضان المغرب كأس العالم 2026، مما فسح المجال لتلطيف الأجواء بين الجانبين. وما كرس هذه الأجواء الإيجابية التضامن الكبير الذي عبر عنه كثير من الجزائريين مع المنتخب المغربي الذي شارك في نهائيات كأس العالم بروسيا.

ورد المغاربة التحية بأحسن منها، حيث قال نشطاء مغاربة على موقع التواصل الاجتماعي تويتر إن الطرفين يحتاجان لجمع شتات المغرب العربي الكبير. فيما قال آخرون إن المغرب خسر تنظيم مونديال 2026، لكنه بالمقابل ربح جارته الشرقية التي صوتت لصالحه.

وانتشرت عدة وسوم آنذاك دعا من خلالها عدد من نشطاء تويتر وفيسبوك لفتح الحدود المغلقة بين البلدين منذ العام 1994، وتبادلوا العبارات الإيجابية بينهما.

المسيرة الخضراء وجبهة البوليساريو

ويحيي المغرب سنويا ذكرى "المسيرة الخضراء" في السادس من تشرين الثاني/نوفمبر احتفالا بالزحف البشري الذي نظّمه في مثل هذا اليوم من عام 1975، باتجاه الصحراء لحمل الاستعمار الإسباني على تسليمها للمغرب.

ویمثل النزاع بشأن الصحراء الغربیة الغنية بالثروة السمكية والفوسفات أحد أكبر المعوقات التي تواجه العلاقات المغربیة الجزائریة. 

ويتنازع المغرب مع جبهة البوليساريو حول الاقليم، حيث تتهم الحكومة المغربية الجزائر بدعم الجبهة المطالبة بحكم مستقل للاقليم، وهو الوضع الذي أدخل العلاقات الرسمية بين المغرب والجزائر في حالة جمود وانسداد طيلة سنوات.

كما أدى حادث تفجیر فندق بمراكش في عام 1994 وتحمیل السلطات المغربیة المسؤولیة فیه للجزائر إلى إغلاق الحدود نھائیا بین البلدین. وطالما دعا المغرب إلى فتح الحدود لكن الجزائر تقول إن مشاكل الھجرة غیر المشروعة والمخدرات تدعوھا للإبقاء على إغلاقھا.

وتنشر الأمم المتحدة بعثة لها في المنطقة منذ 1991 للإشراف على احترام وقف إطلاق النار بين المغرب وجبهة البوليساريو التي أعلنت من جانب واحد في 1976 قيام "الجمهورية العربية الصحراوية الديموقراطية".

وتطالب البوليساريو بتنظيم استفتاء لتقرير المصير في الصحراء الغربية، فيما ترفض الرباط أي حل خارج حكم ذاتي تحت سيادتها في هذه المنطقة الشاسعة البالغة مساحتها 266 ألف كلم مربع.
رقم : 759955
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي

البريد الإلكتروني
تعليقك

أهم الأخبار
إخترنا لکم