0
الاثنين 12 تشرين الثاني 2018 ساعة 22:21

تصعيد الاحتلال في غزة.. و‘‘عين المقاومة لا تنام‘‘

تصعيد الاحتلال في غزة.. و‘‘عين المقاومة لا تنام‘‘
وقالت كتائب القسام إن قوة إسرائيلية خاصة تسللت مساء أمس في سيارة مدنية إلى المنطقة الحدودية شرق خان يونس بعمق ثلاثة كيلومترات، واغتالت القائد القسامي نور بركة.

وحول تفاصيل عملية الاغتيال التي جرت في خانيونس مساء امس ، فإن سيارة من نوع "فولكس فاجن" توقفت أمام منزل القائد في كتائب القسام نور بركة في منطقة بني سهيلة لعدة دقائق، الأمر الذي أثار الشبهات حولها، ودفع بالقيادي بركة لملاحقتها برفقة عدد من المقاومين.

وأوضحت مصادر أن المقاومين تمكنوا من عرقلة طريق السيارة وإيقافها بالقرب من روضة السندباد في عبسان الكبرى، ومن ثم طلب المقاومون من ركابها إبراز هوياتهم الشخصية، وهو ما حدث بالفعل، قبل أن يفتح عناصر القوات الخاصة في المقاعد الخلفية النار باتجاه المقاومين.

وأشارت المصادر إلى أن جزءا من عناصر القوات الخاصة تخفوا بزي نساء، وهم الذين فتحوا النار باتجاه المقاومين.

وقالت المصادر إن الشهيد نور بركة استشهد على الفور، وتمكن بعض المصابين من عناصر المقاومة الذين كانوا برفقة بركة من إجراء اتصالات مع وحدات المقاومة المختلفة، والتي لاحقت بدورها السيارة التي تقل عناصر القوات الخاصة.

واستهدف القصف الإسرائيلي كل من لاحق السيارة، التي اصطدمت في جدار أسمنتي، قبل أن تتجه باتجاه السلك الفاصل.

وذكرت القناة العاشرة التابعة للعدو الصهيوني، أن القوة الإسرائيلية حاولت اختطاف القيادي بكتائب القسام نور بركة قبل قتله.

وقال المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية إن ستة مواطنين استشهدوا وأصيب سبعة آخرون بجراح مختلفة جراء استهداف قوات الاحتلال مجموعة شرق خان يونس، وأضاف البيان أن الشهداء تتراوح أعمارهم بين 24 و37 عاما.

بركة البالغ (37 عامًا) ترعرع منذ صباه على المقاومة في أسرة معروفة بجهادها وتضحياتها وحبها للعلم، شقيقه البروفيسور عالم الفلك سليمان بركة، والشهيد نور درس الشريعة الإسلامية في الجامعة الإسلامية بغزة وحصل على درجة الماجستير في الفقه المقارن في رسالة عنونها بـ"الإهمال في العمل الجهادي".

وجمع بركة الذي عُرف إمامًا في مساجد محافظة خانيونس بالقراءات العشر المتواترة، وهو أول من حصل على إجازة القراءات العشر من الشيخ القارئ هاني العلي الحاصل على أعلى سند متصل بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم في القطاع.

والتحق نور وهو متزوج وأب لستة أطفال بكتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) قبل بلوغه الـ18 من عمره، وكان مرافقًا لأبرز قيادات الحركة، قبل أن يصبح في رتبة عسكرية رفيعة.

وقاد بركة عمليات المقاومة في التصدي للاجتياحات البرية لجيش الاحتلال خلال حروبه على القطاع عامي 2008 و2014، واستهدف الاحتلال منزل أسرته في عدوان2008 ما أدى لاستشهاد ابن شقيقه إبراهيم سليمان بركة (12 عامًا)، وهو ابن عالم الفلك سليمان بركة، الذي كان يتواجد في الخارج أثناء استشهاد نجله ولم يستطع العودة في حينها، بالإضافة إلى إصابة عدد من أفراد أسرته بينهم والدة الشهيد وابن شقيقته الذي بُترت قدماه بالقصف.

وقال القيادي في حماس عزت الرشق إن "عين المقاومة لا تنام وبوركت السواعد القسامية التي تصدت للقوة الصهيونية المباغتة، وكل التحية لهذه المقاومة المقتدرة واليقظة، التي أفشلت مخطط العدو".

كما وجه مسؤول المكتب الإعلامي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، داوود شهاب التحية للمجاهدين الأبطال، مؤكداً بأن المقاومة في صف واحد في هذه المواجهة والمقاومة في حالة جهوزية عالية واستنفار تام.

وقالت كتائب الشهيد أبو علي مصطفى التابعة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين -في بيان- إن الجريمة النكراء بحق المقاومين الأبطال تؤكد من جديد أن العدو لا يعرف إلا لغة القتل والدماء.

وأجمع محللون فلسطينيون، على أن يقظة المقاومة الفلسطينية أفشلت عملية عسكرية لجيش الاحتلال الإسرائيلي في مدنية خان يونس جنوب قطاع غزة.

الخبير في الشأن الإسرائيلي، صالح النعامي، يعتقد أن "كل المؤشرات تدل على أن جيش الاحتلال خطط لتنفيذ عملية التوغل، وتنفيذ الاغتيال جنوب شرق القطاع، دون ترك آثار تدل على مسؤولية الجانب الصهيوني، بحيث يمكن للصهاينة أن ينسبوا الحادث إلى نزاعات فلسطينية داخلية"، لافتا إلى أن "يقظة المقاومة نسفت الحسابات".

أما المحلل السياسي، حسن لافي يرى أن عملية خانيونس كانت في اطار القرارات التكتيكية الميدانية ولم يتم اتخاذ قرار بها على مستوى الكابينت الاستراتيجي.

و يضيف بأن قطع نتنياهو لزيارته وعودته الليلة لدولة الاحتلال لكي يوقف تفرد ليبرمان بإدارة الامور خاصة انه الوحيد الذي لديه مصلحة في توتير الاجواء مع غزة وذلك لأغراض انتخابية حزبية، ويشير الى ان العملية الخاصة لم تكن تستهدف الاغتيال, ولكن اهداف اخرى..

ومن ناحية أخرى، دعت العديد من فصائل المقاومة بغزة إلى اجتماع غرفة العمليات المشتركة للفصائل لبحث التصعيد الإسرائيلي، وطبيعة وتوقيت الرد عليه، وقال مصدر إن "غرفة عمليات المقاومة اتخذت قرار الرد حتى يدرك الاحتلال وكل من يدعمه أنه لا أمن ما لم تكن حياة الشعب الفلسطيني آمنة، وأن التلاعب بحياة أبنائنا لن يكون بلا ثمن".
ومن جهته، اعترف الناطق باسم جيش الاحتلال بمقتل ضابط وإصابة آخر بجراح خطيرة في عملية غزة، وقال الجيش الإسرائيلي إن تبادلا لإطلاق النار حصل الأحد إثر تنفيذه عملية عسكرية في القطاع.

وعقب العملية الأمنية والاشتباكات في غزة، دوّت صفارات الإنذار في البلدات الإسرائيلية المجاورة لقطاع غزة عدة مرات، وهو ما يعني أن فصائل المقاومة أطلقت صواريخ باتجاه تلك البلدات، وقال جيش الاحتلال إن عشرة صواريخ أطلقت على البلدات المحاذية للقطاع، وإدعى المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي أن منظومة القبة الحديدية اعترضت صاروخين أطلقا من غزة.
رقم : 760833
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي

البريد الإلكتروني
تعليقك

أهم الأخبار
إخترنا لکم