0
الجمعة 16 تشرين الثاني 2018 ساعة 08:11

طهران ودمشق.. علاقة استراتيجية ‘‘خارج البازار السياسي‘‘

طهران ودمشق.. علاقة استراتيجية ‘‘خارج البازار السياسي‘‘
وتنصب معظم اشكال التعاون الثنائي حول كيفية جعل العلاقة المتبادلة ذات فوائد ذاتية خاصة من جهة، ومنعكسات نهضوية عامة من جهة أخرى.

ودافعية العلاقات الايرانية ــ السورية هي مساندة القضايا الحقة والعدالة والتحرر ومكافحة الاحتلال الغاشم، فقد تميزت هذه العلاقات بعد انتصار الثورة الاسلامية بالكثير من الميزات التي وضعتها في مصاف الروابط النموذجية والاستثنائية البينية في العالم.

وتعزز التكاتف والتآزر بين طهران ودمشق منذ زمن الامام الخميني والرئيس حافظ الاسد ، على قاعدة ان ايران وسوريا وفي ضوء المبادئ الثورية والتحررية لكلا البلدين يمكن ان تشكلا مستقبلا قطب الرحى في أي عملية مقاومة للمشروع الاميركي ــ الصهيوني في الشرق الاوسط.

وقد وصف الرئيس السوري بشار الأسد، علاقة بلاده مع إيران بالاستراتيجية وأنها غير خاضعة للمساومة، مؤكدا تمسكه بالتحالف مع إيران.

وأوضح الأسد في مقابلة بثت مؤخرا "أن العلاقة السورية الإيرانية علاقة استراتيجية لا تخضع للتسويات، وهي مرتبطة بحاضر المنطقة وبمستقبلها"، وقال " إنه لا سوريا ولا إيران طرحتا هذه العلاقة في البازار السياسي الدولي لكي تكون خاضعة للمساومة".

وفي هذا الاطار زار طهران مؤخرا وفد برلماني سوري لإجراء لقاءات مع البرلمانيين وكبار والمسؤولين الإيرانيين، وقال رئيس مجلس الشورى الاسلامي علي لاريجاني خلال لقائه الوفد ، ان سوريا حكومة وشعبا واجهت صعوبات ابان الحرب وهي اليوم تواجه صعوبات جديد من الناحية السياسية ولكن وكما ان المقاومة ادت دورها ابان الحرب فإنها ستؤدي دورها في هذه المرحلة ايضا.

واضاف لاريجاني لدى لقائه الوفد برئاسة نائب رئيس مجموعة الصداقة البرلمانية السورية الايرانية حسين راغب حسين "نامل في ان يجري القضاء على ما تبقى من الارهابيين ايضا وان تبدا عملية اعادة الاعمار في سوريا على وجه السرعة".

واشار الى العبور من مرحلة صعبة وقال ان الاعداء الذين خلقوا قبل سنوات المتاعب لسوريا كانوا يتصورون ان التغيير في سوريا سيجري في غضون ايام وحتى ان احد وزراء خارجية دول المنطقة قد زار طهران وقال اننا سنصلي في غضون ايام في الجامع الاموي حيث قلنا له ان نظرتكم الى الشعب والجيش السوري خاطئة ورغم ذلك قاموا بأعمالهم الشيطانية.

واشار لاريجاني الى التغييرات التي طرأت على المناخ الدولي تجاه سوريا وقال انه ينبغي استثمار هذه الطاقة الدولية، مضيفا انه يتوقع ان يجري تحقيق مكاسب اكبر على هذا المسار مستقبلا مؤكدا ان الجمهورية الاسلامية الايرانية ستبذل ما بوسعها في هذا المجال لإقرار سيادة شعب وحكومة سوريا .

ولفت الى التعاون الاقتصادي واعادة اعمار سوريا وقال اننا نوصي الاجهزة المعنية لبذل تعاون جاد اكبر وقد تم توصية الاجهزة الحكومية وغرفة التجارة والقطاع الايراني الخاص لبذل نشاطات اكبر.

من جانبه اعتبر نائب رئيس مجموعة الصداقة البرلمانية السورية الايرانية حسين ان صون الانتصارات التي حققتها سوريا يتطلب دعما سياسيا واقتصاديا واجتماعيا لإعادة اعمار البلاد .

واشار حسين الى ان المبادئ الاستراتيجية للبلدين مشتركة وقال من الضروري تواصل العلاقات بين البلدين بشكل مستمر لان الاعداء لن يكفوا عن مواجهتنا نتيجة للهزائم الكثيرة التي لحقت بهم ولاسيما من تيار المقاومة في سوريا والعراق واليمن وغيرها، مؤكدا ان الدول التي شاركت في الحرب ضد سوريا لن تشارك في اعادة اعمارها.

وقال ان الرئيس بشار الاسد اعلن ان الدول التي وقفت الى جانب الشعب السوري ابان الحرب ستشارك في اعادة اعمار البلاد معربا عن اعتقاده بانه لولا دور ايران في الحرب على سوريا لما تحقق الانتصار، منوهاً بأن دماء الشهداء الايرانيين التي سقت التراب السوري ستسجل في المناهج الدراسية للبلاد لكي يعرف ابناء سوريا اصدقاءهم من اعدائهم .

الى ذلك اعتبر الاجراءات الاميركية ضد ايران بانها أحادية، معربا عن ادانته لها ومؤكدا ثقته بان الشعب الايراني وفي ظل قيادة اية الله السيد علي خامنئي سيتجاوز هذه المشكلة ايضا.

من جانبه، أوضح حسين أمير عبد اللهيان المساعد الخاص لرئيس مجلس الشورى الإسلامي الإيراني للشؤون الدولية خلال لقائه الوفد أن سوريا انتصرت على الإرهاب وأن الدور الرئيسي في تحقيق هذا الانتصار هو للشعب السوري بقيادة الرئيس بشار الأسد.
وشدد امير عبد اللهيان على أن إيران ستواصل دعمها لسوريا في مختلف المجالات وقال: “إن كانت إيران تدعم حلفاءها قبل الحظر الأمريكي بنسبة 100 بالمئة فإنها ستدعمهم بعده بنسبة 200 بالمئة.. فاقتصاد إيران قوي ولن تستطيع واشنطن التأثير عليه”.
رقم : 761503
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي

البريد الإلكتروني
تعليقك

أهم الأخبار
إخترنا لکم