0
السبت 1 كانون الأول 2018 ساعة 13:12

واشنطن تعترف بعجزها عن إسقاط الحكومة السورية

واشنطن تعترف بعجزها عن إسقاط الحكومة السورية
ويأتي هذا الإعتراف على لسان المبعوث الخاص للخارجية الامريكية جيمس جيفري في رده الخطي على أسئلة لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الأمريكي، يؤكد فيه أن واشنطن اصبحت تتابع ضمان عملية سياسية لاعودة فيها مع تغيير طبيعة الحكومة السورية وسلوكها، وبدون ذلك لايمكن إنهاء النزاع الدائر في البلاد.

واكد جيفري في رسالته الخطية، أن الولايات المتحدة ستعمل على عرقلة تقديم المجتمع الدولي المساعدة للسلطات بدمشق في إعادة إعمار سوريا حتى تفعيلها التسوية السياسية للأزمة في البلاد.

هذه الإعترافات الأمريكية تزامنت مع عدوان جوي محدود لكيان الاحتلال الاسرائيلي مساء الخميس الماضي على ريفي دمشق الجنوب غربي وغربي درعا جنوب سوريا اللذين تفصلهما عن هضبة الجولان المحتلة بضعة عشرات الكيلومترات فقط، لتهرب الطائرات المعتدية سريعا إلى داخل الاراضي المحتلة.

وبعيدا عن كل ما يجري على الأرض السورية، فإن المراقبين يرون عدة رسائل جراء هذا الإعتراف بالعجز الأمريكي والعدوان الاسرائيلي الذي تزامن معه. فبالنسبة للإعتراف الأمريكي، لم يكن غير متوقعا بالنسبة للمراقبين والمتابعين لتطورات الساحة السورية، خاصة وان واشنطن وعميلاتها الاقليميات جندت كل طاقاتها وجمعت معظم المرتزقة والجماعات المسلحة، والإرهابيين وأدخلتهم الى سوريا بمساعدة عملائها لكنها وبعد حوالي ثمانية أعوام تعترف اليوم بأنها باتت عاجزة عن تحقيق ما كانت تصبو اليه قبل ثمانية أعوام، بل وان الرأي العام والاوساط الدولية يعارضان سياساتها تجاه سوريا وحكومتها الشرعية.

وما يبدو جديدا على الساحة السورية، هو عدوان كيان الإحتلال الاسرائيلي الأخير على سوريا الذي جاء محدودا جدا وبشكل مشهود، وكأنه يتلمس أن الوقت لم يعد كما كان عليه في السابق أن "يضرب ويهرب" فاليوم الدفاعات الجوية السورية والمنصات الصاروخية المتطورة تتصدى لطيرانه المعتدي، ولا تسمح له بأن يبقى يصول ويجول في الأجواء السورية، كما كان يفعل خلال هجماته العدوانية السابقة.

ولم يأت هذا التطور على الساحات السورية من فراغ، فقد نشطت وزارة الخارجية على مر السنوات الماضية التي قضتها سوريا بين الحرب والنار، وكانت على تواصل مع الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن، بعد كل عدوان تتعرض له سوريا من قبل الجماعات المسلحة الدخيلة على سوريا او اي إعتداء جوي من قبل التحالف غير الشرعي الذي تقوده واشنطن، او من قبل كيان الإحتلال الإسرائيلي.

أضف إلى ذلك مساعي الدول الضامنة للسلام في سوريا في تقريب وجهات النظر بين التيارات السورية، وجمع قوى المعارضة واللجان الشعبية والحكومية لتحقيق مصالحات تؤدي الى نزع السلاح من الجماعات المسلحة وطرد، من لا يرضخ لكل ما يخدم الأمن والسلام من المدن السورية. كما أن الأمم المتحدة بدورها اصدرت قرارها رقم 2231 الخاص بسوريا وضرورة احترام سيادته ووحدة اراضيها، والعمل على وقف إطلاق النار، وبالتالي نشر رقعة السلام فيها. أضف إلى ذلك مساعي الجمعية العامة للأمم المتحدة التي تجري كل عام تصويتاً على مشروع قرار يخص مرتفعات الجولان التي يحتلها كيان الإحتلال الإسرائيلي منذ حرب حزيران عام 1967.

وقد تكررت هذه المطالبة لمجلس الأمن يوم امس الجمعة، حيث أدانت الجمعية عدم امتثال إسرائيل لقرار مجلس الأمن رقم 497 الصادر عام 1981، مؤكدة أن قرار إسرائيل الصادر بتاريخ 14 يناير 1981 بفرض قوانينها وولايتها وإدارتها على الجولان السوري المحتل لاغ وباطل وليست له أي شرعية على الإطلاق. وطالبت الجمعية العامة إسرائيل بإلغاء قرارها.

وبالرغم من كل هذه الجهود الاقليمية والدولية مازالت واشنطن تقود تحالفا غير شرعي لتنفيذ هجمات على سوريا وبناها التحتية، وتحاول فرض آرائها على السوريين، رغم تأكيد المؤسسات الدولية على حق استقلال كل بلد في اختيار نوع النظام والسياسة التي ينتهجها، شرط ان لا تهدد أمن وسلام العالم.

كل هذه التطورات يرى المراقبون انها فرضت ثلاثة امور جديدة على الساحة السورية، اولها ان العدوان الجوي لكيان الإحتلال وحتى التحالف غير الشرعي الذي تقوده واشنطن على سوريا، أصبح محدودا، وحتى لو حدث اي عدوان على سوريا، فإنه يكون محدودا جدا، خشية التعرض لنيران الدفاعات المحلية السورية والصواريخ المطورة محليا، ما يكشف ان المعادلة العسكرية بدأت تميل لصالح سوريا وشعبها، وتجري الرياح بما لاتشتهي سفن كيان الاحتلال الاسرائيلي وسفن التحالف العدواني بقيادة واشنطن.

فيما تؤكد مصادر أمنية وعسكرية سورية أن سوريا لم تستخدم صواريخ إس 300 التي استلمتها من الحليفة روسيا مؤخرا، وان تكررت الهجمات العدوانية، فمما لاشك فيه ان القوات السورية ستتخذ الإجراءات اللازمة للدفاع عن حياض البلاد والدولة السورية الشرعية، الأمر الذي سيرسم واقعا جديدا، يؤكد إستمرار عجز أمريكا عن إملاء شروطها على الآخرين كم كانت تعمل في السابق، ويكون للدولة والقوات السورية الدور الأكبر والأبرز في المعادلة الجديدة، وهذا ما سيكشفه الأمر الواقع إذا ما تكرر اي عدوان على سوريا في الأيام القادمة.
رقم : 764281
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي

البريد الإلكتروني
تعليقك

أهم الأخبار
إخترنا لکم