0
الاثنين 17 كانون الأول 2018 ساعة 22:36

نتنياهو وخطة "الاتجاه المعاكس" للتطبيع مع العرب!

نتنياهو وخطة "الاتجاه المعاكس" للتطبيع مع العرب!
ورحّب نتنياهو، في تصريحات صحافية لمكتبه، اليوم الإثنين بهذا التطور، مُفضلا إياه على تحقيق "التطبيع" مع العرب، عقب التوصل الى تسوية مع الفلسطينيين.

وأضاف نتنياهو: "كان التوقع هو أن التقدم أو تحقيق انفراجة مع الفلسطينيين سيفتح لنا علاقات مع العالم العربي، كان هذا صحيحاً لو حدث، وبدا كما لو أنه كان على وشك أن يحدث مع عملية أوسلو (اتفاق التسوية مع منظمة التحرير) ولكن ما حدث هو أن رفض العرب، جنبا إلى جنب مع الانتفاضة، كلفنا تقريبا 2000 شخص وشطب هذا الأمل".

ويعارض حزب (الليكود) الذي يتزعمه نتنياهو، اتفاق أوسلو، منذ التوقيع عليه عام 1993، ويرفض إقامة دولة فلسطينية مستقلة، والانسحاب من الضفة الغربية.

وتابع نتنياهو: "اليوم نحن نمضي إلى هناك (التطبيع) دون تدخل الفلسطينيين، وهو أقوى بكثير لأنه لا يعتمد على نزواتهم، الدول العربية تبحث عن روابط مع الأقوياء، نقاط القوة في الزراعة تعطينا قوة دبلوماسية".

وأكمل: "من الأرجح أن الأمور ستعمل في الاتجاه المعاكس، إن الروابط مع العالم العربي ستجلب التطبيع وتهيئ الظروف لتطوير الروابط مع الفلسطينيين"

وبرّر نتنياهو هذا التطور، بحاجة "العالم العربي إلى التكنولوجيا والابتكار"، مشيرا إلى أن "هناك صلة متنامية ما بين الشركات الإسرائيلية والعالم العربي".

وقال نتنياهو في هذا السياق: "نعيش الآن عملية تطبيع مع العالم العربي من دون أن يتم تحقيق تقدم في العملية السياسية مع الفلسطينيين .. هل هذا ممكن؟ نعم! هذا في أبو ظبي وهذا في قطر .. هذه الأشياء تتم علانية، وأتوقع أن تسمعوا عن زيارات أخرى وتساعدوا في تنظيمها".

هذا واشارت تحقيقات صحافية إسرائيليّة وغربية أشارت إلى أنّ إسرائيل تتعاون استخباراتيًا مع عدد من الدول العربية، أبرزها السعودية والإمارات، إذ زوّدتها ببرمجة "بيغاسوس" الإسرائيليّة للتجسس على المعارضين، وهي البرمجة التي استخدمتها السعوديّة، على الأرجح، في اغتيال الصحافي السعودي البارز، جمال خاشقجي.

وخلال الشهر المنصرم زار رئيس حكومة حتلال بنيامين نتنياهو سلطنة عُمان والتقى السلطان قابوس بن سعيد، حيث بث التلفزيون العماني مشاهد استقبال السلطان قابوس لنتنياهو والوفد المرافق.

وأوضحت وسائل إعلام عبرية أنه تم دعوة نتنياهو وزوجته لزيارة السلطنة بعد اتصالات متواصلة بين الطرفين العُماني والإسرائيلي.

وشارك في الزيارة رئيس الموساد الإسرائيلي وهيئة الأمن القومي ومدير عام الخارجية الإسرائيلية، وقد تناول اللقاء سبل دفع عملية التسوية في الشرق الأوسط وفق نتنياهو.

وصدر بيان عن مكتب نتنياهو جاء فيه إن زيارة الأخير إلى عمان "تشكّل خطوة ملموسة في إطار تنفيذ سياسة رئيس الوزراء التي تسعى إلى تعزيز العلاقات الإسرائيلية مع دول المنطقة من خلال إبراز الخبرات الإسرائيلية في مجالات الأمن والتكنولوجيا والاقتصاد".

معلّق الشؤون العربية روعي قيس في قناة "كان" العبرية غرّد على التويتر قائلاً: "الأمر الذي يثير الجنون أن العمانيون كشفوا عن اللقاء على تلفزيونهم قبل إصدار بيان مكتب رئيس الحكومة نتنياهو: ببساطة الامر رائع".

بدوره، قال وزير التعليم نفتالي بينت في تغريدة إن "زيارة رئيس الحكومة إلى سلطنة عمان تشكل انطلاقة سياسية هامة، وهي جزء من الاستراتيجية الإقليمية لإسرائيل".

وقال الناطق باسم الجهاد الإسلامي داوود شهاب إن "زيارة نتنياهو لمسقط تحمل دلالات خطيرة، والتطبيع من البوابة الخليجية يثير علامات استفهام كبيرة، كما أن هناك خشية من أن تفتح زيارته قناة مفاوضات جديدة".

وأضاف أنه "على العرب أن يصلّبوا الموقف الفلسطيني، والتطبيع هو خضوع للعدو الإسرائيلي، وهو بكل أشكاله يشكّل تهديداً لهوية المنطقة".

ودعا شهاب الأحزاب والقوى العربية والمنظمات الرافضة للتطبيع إلى رفع صوتها.

بدوره قالت حركة فتح في بيان إن زيارة نتنياهو لسلطنة عُمان هي نسف لمبادرة السلام العربية، وكل ما يحدث هو تطبيق صريح لخطة نتنياهو- كوشنير - غرينبلات وأهم بنودها فتح علاقات مع الدول العربية وإسرائيل".

وطالبت فتح "برد شعبي عربي على ما يجري من تطبيع مجاني مع عدو لا يحترم الحقوق الفلسطينية والعربية".

الكيان الصهيوني يسعى لإحداث خلاف بين الدول الإسلامية...

وفي تعليق لها قالت الخارجية الايرانية حول زيارة نتنياهو لمسقط إن "الكيان الصهيوني يسعى لإحداث خلاف بين الدول الإسلامية، وإنه لا ينبغي على الدول الاسلامية وبضغط من واشنطن إتاحة مساحة تحرك للصهاينة لإيجاد مشاكل جديدة بالمنطقة".

رئيس ‌‌‌‌‌‌‌‌‌اللجنة الثورية العليا في اليمن محمد علي الحوثي اعتبر أن"‏زيارة رئيس وزراء كيان الإحتلال لمسقط مدانه والهدف منها عزل عُمان من أي لعب لدور إيجابي في المستقبل مع حلفائها وأصدقائها".

ورأى الحوثي انه "كان الأحرى بسلطنة عُمان أخذ العبرة من دول طبّعت وخسرت في النهاية شعبها أولاً والأمة جميعها ثانياً، معتبراً أن الشعب العُماني المفعم بالعروبة موقفه معروف وهو "رفض التطبيع".

هذا وترفض السلطة الفلسطينية تطبيع الدول العربية علاقاتها مع إسرائيل، قبل إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة المستقلة، وحل الملفات العالقة وخاصة "القدس واللاجئين".

وكثيرا ما تدعو السلطة الدول العربية إلى التمسك بمبادرة "السلام" العربية لعام 2002 التي تشترط التطبيع، بإنهاء إسرائيل احتلالها للأراضي العربية المحتلة وإقامة دولة مستقلة عاصمتها القدس على حدود 1967 وإيجاد حل عادل ومتفق عليه لقضية اللاجئين يستند إلى قرار الأمم المتحدة رقم 194.
رقم : 767260
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي

البريد الإلكتروني
تعليقك

أهم الأخبار
إخترنا لکم