QR CodeQR Code

هل يُفكِّر وليد جنبلاط بتوريث داليا؟

إياد ابو شقرا

اسلام تایمز , 31 كانون الأول 2018 09:38

بيروت (اسلام تايمز) -كما في الأساطير لا يرث العظماء عظيم، ولا يرث الشعراء شاعر، ولا يرث معاوية إلا غبيّ كيزيد.


كما في الأساطير لا يرث العظماء عظيم، ولا يرث الشعراء شاعر، ولا يرث معاوية إلا غبيّ كيزيد.

ابن المتنبّي لم يكنْ شاعراً، ولا ابنة نزار قباني تعرف كيف تجمع أبياتاً في قصيدة، ولا كان وريث التّبريزيّ العظيم سوى جزار يملك تجارة في سوق الجزارين، وكذا ورث " جلبيّ" الفيلسوف والشاعر الأعظم " مولانا الروميّ". ومصير زعامة المختارة التي تعاظمت مع الشّهيد والمعلم كمال جنبلاط وصلتْ إلى الحضيض مع سياسيّ تقليديّ وأمير حرب ورث مفكِّراً وفيلسوفاً، فصارتْ الزّعامة مع وليد جنبلاط أقل مما كانت قيمة في زمن المعلم الشّهيد، لولا مضاعفات الحرب الأهلية وغزو الجبل من قبل الصّهاينة في الداخل بدعم صهاينة الخارج.

فإلى أين ستنتهي زعامة المختارة مع تيمور؟؟ الأكيد أنَّ الأوساط الشّعبيّة الدُّرزية لا ترى أنَّ حظوظ الزعامة مرتفعة مع تيمور، وكذا يرى وليد جنبلاط الذي وصفَ ولده بـ"الأعجز" عن أنْ يواجه أيّ منافس في انتخاباتٍ لا يكون وليد جنبلاط موجوداً لحشد النّاخبين فيها في مواجهةٍ أمثال وئام وهاب وأرسلان المدعوم من المسيحيين" ..

فهل يفكِّر جنبلاط حقاً بتوريث الزّعامة لابنته داليا؟؟ الفتاة محبوبة شعبياً وقريبة من النّاس وعفوية وقادرة على التّعاطي بصبرٍ وبساطةٍ مع أنصار أبيها، لكن هل ترضى هي بأنْ تحُلَّ مكان تيمور؟ ذاك سؤال لا يملك إجابته إلا القدر. فماذا في تفاصيل الإشاعات الأقرب إلى المنطق المدعوم بالوقائع المرئيّة؟؟ تقول إشاعات منتشرة بقوةٍ بين الدّروز في الجبل "أنَّ تيمور يعاني نفسياً لأنَّه ليس مرتاحاً لدور الزّعيم. هو لم يسعى إلى الانخراط في العمل السياسيّ سوى لإرضاء أبيه. وهو يملك أحلاماً في الحياة ليس بينها احتراف الزّعامة وقيادة طائفة.

هو بحسب التّسريبات "يحب العيش بسلام وبعزلة بعيداً عن الهموم اليوميّة للسّياسيّين"، "يقولون أيضاً" أنَّ كل ما يطمح إليه هو أنْ يعود لحياته البسيطة البعيدة عن الإعلام وعن النّفاق والتّكاذب مع رجال السّياسة المحيطين به وبأبيه، من أمثال وائل أبو فاعور الذي يصفه تيمور بالكراكوز" وبعيداً عن الاشاعات تؤكِّد مصادر حزبيّة أنَّ الفشل في التعاطي المتَّزن مع الأنصار والوجهاء والمشايخ من جهة، ومع الإعلام من جهة أخرى ولدا حنقاً وغضباً عظيمين من تيمور في نفس أبيه، وقد انفجر ذلك أحياناً أمام زوَّار من جماعة الحزب"

وتقول المصادر : " أنَّه وفي حضور زوّار ومساعدين لوليد جنبلاط قام الأخير برفع صوته على ولده تيمور حيث نعته "بالفاشل" في مواجهة التحديات البسيطة التي يمكن التّغلب عليها بجهد بسيط في عالم السّياسة" ، ومما يراه وليد مشكلة في ولده "رغبة الأخير في نيل الطّلاق من زوجته وهي من آل زعيتر"، ورفض أبيه لذلك مفهوم كون الأمر سيُعيد فتح موضوع شغل الأوساط الدّرزية سابقاً عند زواج تيمور، ويذكر النّاس بأنَّ جنبلاط الابن تزوج من غير مذهبه، ومشايخ الدّروز حليفٌ قويّ لمنافسي جنبلاط على الزعامة، فهم ينظرون بإيجابية إلى وئام وهاب مثلاً في حين بعض أشدّ النّافذين منهم يرون تيمور كافراً لأنَّه لم يتزوج من درزية بل من شيعية" الرّواية التي انتشرت شعبياً تتحدّث عن أنَّ تيمور ردَّ

وقال: أنت تورثني زعامة لم أطلبها، ومنصباً لم أريده، وعندي أنا جلسة مع اصدقائي في باريس حول طاولة مقهى، أفضل من القيام بالعمل السّياسيّ وفق القواعد اللبنانية، حيث عليّ أنْ أُحارب ضدَّ من لم تستطع أنت منع تمدّدهم شعبياً من أرسلان إلى وهاب (الأمير طلال والوزير وئام) ولو كنت مكانك لصادقتهم وحالفتهم لكنَّك لا ترى ما أرى، ولا تريد سوى أنْ تملك مئة بالمئة من الشّارع الدّرزي، وهذا مستحيل"

وتابع تيمور قائلاّ بحسب الرّواية الشّعبية": والألعن من العدوات السّياسية التي تحتاج في السّاحة الدّرزية لمعجزةٍ لاستيعاب نتائجها السّلبية عن طريق محاولة إلغاء من لا يمكن إلغائهم بتاتاً أورثتني مجموعة من المعتوهين والمتخلّفين ليكونوا مستشارين، كلهم تَعودوا التّطبيل والموافقة، وليس فيهم رجل يقدِّم مشورة تخالف رأيك والوحيد الذي خالفك رأيك أبعدَّته وأنهيته سياسياً (يقصد الوزير السّابق غازي العريضي)" وليد الذي كان شديد العصبية ردَّ على ولده ناعتاً إيّاه ب" مضيّع إرث العائلة والفاشل في الحفاظ على الشّعبية، والذي لولا وجود وليد حياً لانتهت الزعامة بسببه"

وختم جنبلاط كلامه هذا ودوماً بحسب الرّواية الشّعبية قائلاً : "في حياتي وأنا موجود ورسب ابن بعقلين (مروان حمادة) أقرب المقربين مني في الانتخابات وما أنقذه ١٦٠ صوت اجتنا هدية من السّما فكيف لو واجهت وحدك وئام وهاب في الانتخابات المقبلة ؟ سينهيك لو تحالف مع الأشخاص المناسبين وسيقضي على كتلة الحزب النّيابية، وربما تسأله ولنْ يقبل بأخذِك على لائحته"،

وتابع جنبلاط وهو غاضب جداً: "أنت ما بتعرف الدّروز، جدّك وعظمته واسقطوه في الانتخابات لحساب نعيم مغبغب، الذي قدّم لهم خدمات منها تعيين كم دركي وتمديد كم عمود كهرباء فذهبوا إلى كميل شمعون ومنحوه ولائهم وهو ماروني، بوسطة نيحا قَوصت على المختارة بس سقط جدّك، مفكر السّياسة لعبة؟ السّياسة متل البارود بلحظة بتولع وبتحرق وجهك وبلحظة بتحرق خصمك" وفي مناسبة أخرى تقول المصادر اندلع نقاش حين أتى أحد المسؤولين التقدميّين في القرى واشتكى لوليد بك على تيمور

فقال وليد:" أنا مورثك حزب وزعامة لتبلّط الرّكائز التي يجب أنْ تتّكل عليها في القرى" ؟ فردّ تيمور قائلاً: "مورثني " متخلّفين لا يفقهون شيئاً في الحياة وإذا حدا منهن متقدّم بتفكيره بيكون بعيد سنة ضوئيّة عن الفهم، مورثني شوّية فاسدين يعملون بصيغ بالية، لم تعدْ تنفع في زمن الانترنت، كلّهم يبحثون عن المال والمصالح وليس فيهم واحد يملك فكراً أو عقلاً أو رصيداً ثقافياً. ما عاجبك شغلي ورِّث اختي هي أنفع مني وبتسمع كلمتك (يقصد داليا)"

وفي مناسبة خاصة حصل احتكاك شخصي وتلاسن بين وليد وابنه بسبب معاملة الأخير المجحفة لزوجة أبيه نورا جنبلاط، فردّ تيمور بعصبية ودوماً بحسب المصادر الشعبيّة التي تتناقل هكذا تسريبات وقال: " لو بتجي إلي ما بخلّيها تعتب باب المختارة، أمي هي سيدة القصر وما راح تقدر تخلي حدا تاني بديل عنها".


رقم: 769425

رابط العنوان :
https://www.islamtimes.org/ar/news/769425/هل-ي-فك-ر-وليد-جنبلاط-بتوريث-داليا

اسلام تايمز
  https://www.islamtimes.org